قال رئيس اللجنة التنفيذية في "حزب الله" هاشم صفي الدين، اليوم الأربعاء، إنَّ الجماعة تتعهد بزيادة "شدة وبأس وكم ونوع" عملياتها ضد إسرائيل التي قتلت قيادياً بارزاً في "حزب الله".
وأضاف: "إن جوابنا بعد استشهاد أبو طالب... سنزيد من عملياتنا شدة وبأسا وكماً ونوعاً ولينتظرنا العدو في الميدان".
وأكد الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء أنه قتل طالب عبدالله القيادي الكبير في جماعة "حزب الله" بالإضافة إلى ثلاثة مقاتلين آخرين من الجماعة في غارة على مركز للقيادة والتحكم في جنوب شرق لبنان.
وأضاف أنه قام بالتخطيط وتنفيذ العديد من الأعمال ضد مواطني إسرائيل.
تصريحات بلينكن
في غضون ذلك، جدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء من الدوحة دعواته إلى حل دبلوماسي بين إسرائيل ولبنان.
وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي إنَّه "ليس هناك شك لدي بأن أفضل طريقة أيضاً لتمكين التوصل إلى حل دبلوماسي للشمال (مع لبنان) هو حل الصراع في غزة والتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وهذا سيخفف قدراً هائلاً من الضغط".
استهدافات
وأعلن "حزب الله" اليوم الأربعاء أنّه استهدف مصنع "بلاسان" للصناعات العسكرية المتخصّصة في تدريع وحماية الآليات والمركبات للجيش الإسرائيلي في مستوطنة سعسع بالصواريخ الموجهة وأصابوه إصابة مباشرة، ومقر قيادة الفيلق الشمالي في قاعدة عين زيتيم بعشرات صواريخ الكاتيوشا "في إطار الرد على الاغتيال الذي نفذه العدو الصهيوني في بلدة جويا وإصابة مدنيين".
ولفت إلى أنّه هاجم المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي في قاعدة تمركز إحتياط فرقة الجليل ومخازنها في قاعدة "عميعاد" بعشرات صواريخ الكاتيوشا، ومقر وحدة المراقبة الجوية وإدارة العمليات الجوية على الاتجاه الشمالي في قاعدة ميرون بعشرات صواريخ الكاتيوشا وقذائف المدفعية، وثكنة زرعيت بقذائف المدفعية.
وفي إطار الرد على الاغتيال، شنَّ "حزب الله" هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات الإنقضاضيّة على ثكنة حبوشيت (مقر سرية تابعة للواء حرمون 810)، "استهدفت أماكن تموضع واستقرار ضبّاط الثكنة وجنودها وأصابت أهدافها بدقّة".
وأفاد بأنّه استهدف موقع رويسة القرن في مزارع شبعا المحتلة بالأسلحة الصاروخية وأصابوه إصابة مباشرة، وموقع الرمثا في تلال كفرشوبا اللبنانية، وموقع السماقة، وموقع راميا بالقذائف المدفعية، وموقع الراهب.
وعصر اليوم، أعلن "حزب الله" أنه استهدف موقع جل العلام بقذائف المدفعية وموقع بركة ريشا بصواريخ بركان.
في السياق، ذكرت "يديعوت أحرونوت" أن اغتيال القائد الكبير في "حزب الله" "مؤلم جداً" له، وتشير الضربات الصاروخية الكثيفة في عمق إسرائيل إلى أن اغتيال "أبو طالب"- قائد أهم وحدة لـ"حزب الله" في جنوب لبنان- يُشكل ضربة قاسية للحزب، وربما كانت هذه مجرد الضربات هي البداية، موضحةً أنه "لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا الاغتيال سيقود الحزب إلى تغيير القواعد التي وضعها لنفسه".
إلى ذلك، تصدّت وحدة الدفاع الجوي في "حزب الله" لطائرة حربية إسرائيلية انتهكت الأجواء اللبنانية، وأطلقت باتجاهها صاروخ أرض- جو، "مما أجبرها على التراجع باتجاه فلسطين المحتلة ومغادرة الاجواء اللبنانية على الفور".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن "الدفاعات الجوية وطائراتنا اعترضت هدفين جويين مشبوهين في منطقة جبل الشيخ أطلقا من لبنان"، مشيراً إلى سقوط شظايا بعد إطلاق صاروخ اعتراض نحو هدفين في صفد واندلاع حريق في المنطقة.
في السياق، نعى التنظيم اللبناني مقاتلاً جديداً هو بهيج محمد حجازي الملقّب بـ"هادي" مواليد عام 1981 من بلدة حاريص في جنوب لبنان.
أكثر من 100 صاروخ...
في وقت سابق، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي بإطلاق أكثر من 100 صاروخ من جنوب لبنان على صفد وطبريا ومحيطهما خلال دقائق معدودة، في حين ذكر إعلام عبري أن أغلب الصواريخ أُسقطت والقصف الصاروخي هو الأكثر كثافة والأعنف منذ الثامن من تشرين الأول (أكتوبر)، إذ وصلت القذائف إلى طبريا.
وأوضحت الإذاعة أن الدفاعات الجوية اعترضت 10 صواريخ على الأقل في الجليل الغربي.
ولفتت إلى "أّننا رصدنا 160 قذيفة منذ الصباح 70 منها أطلقت على منطقة جبل الجرمق والجليل الغربي".
ودوّت صفارات الإنذار في جميع أنحاء الشمال، حيث دوّت انفجارات متتالية بسبب الاعتراضات الصاروخية في مناطق واسعة بالجليل الأعلى والأدنى.
وذكرت وسائل إعلام عبرية أن أجد المصانع في مستوطنة سعسع أصيب إصابة مباشرة.
وأفيد عن إطلاق صاروخ باتجاه موقع إسرائيلي في مزارع شبعا، و10 صواريخ باتجاه الجولان.
من جهّته، لفت الجيش الإسرائيلي إلى اندلاع حرائق جراء سقوط صواريخ في مناطق مفتوحة، مشيراً إلى رصد 90 قذيفة صاروخية.
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى اندلاع حرائق في كريات شمونة وصفد.
وسقط عدد من الصواريخ على قمة جبل ميرون ما تسبب باندلاع حرائق أيضاً.
متابعة للحرائق، أفيد عن وجود 3 حرائق مركزية، وتم استدعاء 21 فرقة إطفاء و طائرات لإخمادها.
ولفتت صحيفة "هآرتس" إلى أن الحرائق شمالي إسرائيل نتيجة الصواريخ من جنوب لبنان شكلت خطراً على منشآت استراتيجية.
وأوضحت "يديعوت أحرونوت" أن اشتعال النيران في نحو ثلاثين ألف متر مربع نتيجة الصواريخ التي أطلقت من جنوب لبنان خلال اليوم.
وأكدت "القناة 13" الإسرائيلية أن "حزب الله" مستعد لاخذ مخاطرة وجاهز لتطور المواجهة لحرب في الشمال.
قصف إسرائيلي
أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الجيش بدأ بشن غارات على مواقع في جنوب لبنان ردّاً على إطلاق دفعات من الصواريخ، في ياطر وحانين.
في الموازاة، ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن الطيران المسيّر الإسرائيلي أغار على أطراف بلدة بليدا لجهة عيترون، وأطراف بلدتي يارون ومارون الراس ووادي حسن وأطراف حانين.
وشن غارة على محيط بلدة ياطر، وغارات متتالية على أطراف عدد من القرى والبلدات في القطاع الغربي من قضاء صور.
واستهدف قصف مدفعي وفوسفوري بلدتي العديسة وحولا.
ضربة جويّا
نعى "حزب الله" ليل الثلاثاء-الأربعاء قيادياً بارزاً في صفوفه قضى بضربة إسرائيلية في جنوب لبنان و3 مقاتلين، في حين ذكر مصدر عسكري لوكالة "فرانس برس" أن القيادي هو "الأعلى" الذي يُقتل منذ بداية التصعيد بين "حزب الله" واسرائيل منذ أكثر من ثمانية أشهر.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) في قطاع غزّة، يتبادل "حزب الله" وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.
ونعى "حزب الله" في بيان "الشهيد المجاهد القائد طالب سامي عبدالله" الملقّب بـ"الحاج أبو طالب مواليد العام 1969 من بلدة عدشيت من جنوب لبنان"، مشيرا ًإلى أنّه "ارتقى شهيداً على طريق القدس"، وهي عبارة يستخدمها الحزب منذ بداية التصعيد لنعي مقاتليه الذين يُقتلون بنيران إسرائيلية.
وأكّد مصدر مقرّب من "حزب الله" أنّ القيادي الميداني الكبير قضى بضربة إسرائيلية استهدفت ليل الثلاثاء بلدة جويا الواقعة في جنوب لبنان على بُعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل.
من جهّته، أعلن مصدر عسكري لـ"فرانس برس" أنّ "قيادياً ميدانياً رفيعاً في حزب الله قتل في غارة اسرائيلية على بلدة جويا في جنوب لبنان إلى جانب ثلاثة أشخاص آخرين".
وقال المصدر إنّ القتيل هو أبو طالب عبدالله وهو "القيادي الأعلى في الحزب الذي يقتل منذ بداية التصعيد" بين "حزب الله" والدولة العبرية منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وفي بيان لاحق، نعى "حزب الله" 3 مقاتلين في صفوفه الأول هو "المجاهد محمد حسين صبرا مواليد عام 1973 من بلدة حدّاثا في جنوب لبنان". وأكّد مصدر مقرّب من الحزب أنّ صبرا قُتل في الضربة نفسها مع عبدالله.
بالإضافة إلى علي سليم صوفان الملقّب بـ"كميل" مواليد عام 1971 من بلدة جويّا في جنوب لبنان، زحسين قاسم حميّد الملقّب بـ"ساجد" مواليد عام 1980 من مدينة بنت جبيل.
ولم يعلّق الجيش الإسرائيلي في الحال على مقتل عبدالله.
وسبق لإسرائيل أن قتلت قياديين ومقاتلين في الحزب خلال الأسابيع الأخيرة بغارات بطائرات مسيّرة استهدفت سيارات ودراجات نارية.
وفي كانون الثاني (يناير)، قُتل القيادي العسكري في "حزب الله" وسام الطويل بضربة إسرائيلية استهدفت سيارته في جنوب لبنان.
وفي الشهر نفسه، قُتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري مع ستة آخرين بضربة جوية في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله". وأكّدت مصادر لبنانية وفلسطينية وأميركية أن إسرائيل هي التي شنّت تلك الغارة.
وصعّد مسؤولون إسرائيليون في الآونة الأخيرة وتيرة تهديدهم بشنّ عملية عسكرية واسعة النطاق ضدّ لبنان.
وخلال القصف المتبادل بين إسرائيل و"حزب الله" والمستمر منذ ثمانية أشهر، أسفر التصعيد عن مقتل 467 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 304 على الأقلّ من "حزب الله" وقرابة 90 مدنياً، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى بيانات "حزب الله" ومصادر رسميّة لبنانيّة.
وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهّته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.