النهار

‏"لن نتزحزح"... سكان يتفّقدون الأضرار بعد ضربة إسرائيلية ‏دامية جنوب ‏لبنان
المصدر: أ ف ب
استهدفت غارة اسرائيلية ليل الخميس الجمعة، وفق ما ‏أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، مبنى في بلدة جناتا ‏الواقعة في منطقة صور.
‏"لن نتزحزح"... سكان يتفّقدون الأضرار بعد ضربة إسرائيلية ‏دامية جنوب ‏لبنان
سيدة تتفقّد الأضرار اثر ضربة إسرائيلية في متجرها للألبسة الولادية (أ ف ب)
A+   A-
 
بعد غارة إسرائيلية أوقعت قتيلتين مدنيتين وعدداً من ‏الجرحى، حضرت خديجة الحسيني صباح الجمعة إلى محل ‏ألبسة تملكه لتجد واجهته محطمة والزجاج متناثرا على ‏الأثواب المعلقة.‏

وتقول الحسيني لوكالة "فرانس برس": "كنا نجلس ليلاً على ‏الشرفة، وشعرنا بصاروخ مر فوق رؤوسنا قبل أن تهتز الدنيا ‏بنا".‏

وتضيف بعدما اعترتها الصدمة من تضرّر متجرها الواقع ‏على بعد مئتي متر من المبنى المستهدف "وجدت الزجاج ‏متناثراً في كل مكان".‏

واستهدفت غارة اسرائيلية ليل الخميس الجمعة، وفق ما ‏أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، مبنى في بلدة جناتا ‏الواقعة في منطقة صور على بُعد 21 كيلومتراً على خط ‏مباشر عن أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل.‏
 
 
وأدت الغارة، وفق وكالة" فرانس برس" ، الى دمار مبنى من ‏ثلاث طبقات بالكامل. ونقل عن شهود عيان إن المبنى كان ‏غير مأهول، مشيرا الى سحب دخان ما زالت تنبعث من ‏داخله جراء حريق اندلع في مستودع أخشاب في المبنى.‏

وقال نائب رئيس بلدية جناتا حسن شور لوكالة "فرانس برس" ‏عبر الهاتف إن الغارة أدت الى تضرر مبنى قرب الموقع ‏المستهدف، ما أسفر عن "شهيدتين مدنيتين".‏

وذكر مصدر من خدمة إسعاف محلية أنه جرى نقل تسعة ‏جرحى على الأقل، إصاباتهم متوسطة، الى مستشفيات صور ‏للعلاج. وأوضح أن بين الجرحى ثلاثة أطفال صغار على ‏الأقل، أحدهما رضيع.‏

وعولج جرحى آخرون من إصابات طفيفة، وفق المصدر ‏ذاته.‏

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلاميّة ‏‏(حماس) في السابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) في قطاع غزّة، ‏يتبادل حزب الله وإسرائيل القصف بشكل شبه يومي.‏

ويعلن الحزب قصف مواقع عسكرية وتجمعات جنود وأجهزة ‏تجسس في الجانب الإسرائيلي "دعماً" لغزة و"اسناداً ‏لمقاومتها"، بينما تردّ اسرائيل باستهداف ما تصفه بأنه "بنى ‏تحتية" تابعة لحزب الله وتحركات مقاتليه.‏
 
 
‏"لن ننزح" ‏
وألحقت الغارة في جناتا أضراراً بالكثير من الشقق السكنية ‏في مبنى مجاور وبسيارات ومحلات تجارية تقع على مسافة ‏تتجاوز مئتي متر من المبنى المستهدف.‏

وتقول هدى شور بينما كانت تزيل الزجاج الذي تناثر فوق ‏ملابس الأطفال في محلها "نحن لا نسأل عن الخسائر المادية.. ‏ولا تخيفنا الغارات التي تُنفّذ ضد المدنيين".‏

وأضافت "سنبقى في أرضنا ولن ننزح عنها".‏

ودفع التصعيد عبر الحدود المتواصل منذ أكثر من ثمانية ‏أشهر عشرات الآلاف من السكان الى النزوح على جانبي ‏الحدود.‏

ولم تعلّق إسرائيل بعد على الغارة التي أعقبت شنّ حزب الله ‏الخميس هجمات متزامنة بالصواريخ والمسيّرات على تسعة ‏مواقع عسكرية في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة.‏

ووضع حزب الله الهجوم الذي يعدّ الأوسع على مواقع ‏اسرائيلية منذ بدء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل قبل أكثر ‏من ثمانية أشهر، في "إطار الرد" على غارة أودت الثلاثاء ‏بطالب عبدالله الذي يُعد القيادي الأبرز في الحزب بين من ‏قُتلوا منذ بدء تبادل القصف.‏
 

وتوعد حزب الله الأربعاء بأن "يزيد" عملياته "كماً ونوعاً" ‏ضد إسرائيل، التي قالت الخميس على لسان متحدث عسكري ‏إنها "سترد بقوة على جميع الاعتداءات التي يقوم بها حزب ‏الله".‏

وأسفر التصعيد عن مقتل 470 شخصاً على الأقل في لبنان، ‏بينهم 307 من مقاتلي حزب الله و91 مدنياً، وفق تعداد لوكالة ‏‏"فرانس برس" يستند إلى بيانات حزب الله ومصادر رسميّة ‏لبنانيّة.‏

وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و11 ‏مدنياً.‏
 

اقرأ في النهار Premium