أفادت القناة 12 العبرية مساء اليوم الثلاثاء، أن المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن أمين عام "حزب الله" اللبناني حسن نصرالله "غير مستعد لوقف إطلاق النار في الشمال حتى الانتهاء من جبهة غزة بالتوصل إلى اتفاق هدنة".
ونقلت القناة عن مسؤول أمني كبير قوله: "نصرالله غير مهتم بالحرب ولا يخاف منها".
واعتبر هوكشتاين الذي عاد إلى إسرائيل بعد أن كان غادرها إلى لبنان، أن التصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل استمر لوقت كافٍ ويجب وضع حلول حاسمة.
وأضاف، بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في عين التينة: "المحادثات التي أجريتها مع بري كانت جيّدة، فقد ناقشنا الأوضاع الأمنية والسياسية في لبنان وكذلك الاتّفاق المقترح على الطاولة بخصوص غزة والذي يعطي فرصة لإنهاء الصراع على جانبي الخط الأزرق".
وشدّد على أن "وقف إطلاق النار في غزة قد ينهي أيضاً الصراع عند الحدود اللبنانية"، وقال: "الوضع عند الحدود بين لبنان وإسرائيل حالياً في غاية الخطورة وهذا هو السبب الذي دفع الرئيس جو بايدن لإرساله إلى لبنان".
وأكّد "أنّنا نريد تجنّب مزيد من التصعيد بين إسرائيل ولبنان بدلاً من حرب أكبر، فمن مصلحة الجميع حلّ هذه المشكلة سريعاً ودبلوماسياً".
وتابع: "المدنيّون وممتلكاتهم يتضرّرون بسبب استمرار التصعيد على الحدود. إن التهدئة على الحدود سيسمح بعودة السكاّن لجنوب لبنان وشمال إسرائيل".
ويسعى هوكشتاين في جولته إلى خفض منسوب التصعيد عند الحدود الجنوبية، وسط مخاوف من حرب شاملة إذا لم تصل الحلول الدبلوماسية إلى نتيجة.
بعد عين التينة، توجّه هوكشتاين إلى منزل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيروت.
بعد اللقاء، أكّد ميقاتي أن "لبنان لا يسعى إلى التصعيد والمطلوب وقف العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان والعودة إلى الهدوء والاستقرار عند الحدود الجنوبية".
وقال: "إنّنا نواصل السعي لوقف التصعيد واستتباب الأمن والاستقرار ووقف الخروقات المستمرّة للسيادة اللبنانية وأعمال القتل والتدمير الممنهج التي ترتكبها إسرائيل".
وشدّد على أن "التهديدات الإسرائيلية المستمرّة للبنان، لن تثنينا عن مواصلة البحث لإرساء التهدئة، وهو الأمر الذي يشكّل أولوية لدينا ولدى كل أصدقاء لبنان".
وأدلى هوكشتاين بعد اللقاء بتصريح مقتضب قال فيه: "كالعادة، أجريت مناقشات جيّدة مع رئيس الوزراء. نمر بأوقات خطيرة ولحظات حرجة ونحن نعمل سويّاً لنحاول أن نجد الطرق للوصول إلى مكان نمنع فيه المزيد من التصعيد كما ذكرت في تصريحي السابق".
في أولى محطّاته، استقبل قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة هوكشتاين، في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون.
وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات على الحدود الجنوبية، وفق بيان قيادة الجيش.
تصوير: نبيل إسماعيل
وتأتي زيارته بعد أيام من تأكيد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن وقف إطلاق النار في غزة هو الحل الأمثل لوقف أعمال العنف بين "حزب الله" وإسرائيل.
ولطالما كرّر "حزب الله" على لسان كبار مسؤوليه أن وقف هجماته من جنوب لبنان ضد إسرائيل مرتبط بالتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
ومنذ بدء التصعيد، يعلن "حزب الله" قصف مواقع عسكرية وتجمّعات جنود وأجهزة تجسّس في الجانب الإسرائيلي "دعماً لغزة وإسناداً لمقاومتها". وتردّ إسرائيل باستهداف ما تصفه بأنّه "بنى تحتية" تابعة لـ"حزب الله" وتحرّكات مقاتليه.
ودفع التصعيد عشرات آلاف السكّان على جانبي الحدود الى الفرار من منازلهم.
وأعلنت إسرائيل الإثنين على لسان المتحدّث باسم حكومتها ديفيد منسر أنّ "حزب الله" أطلق أكثر من خمسة آلاف قذيفة وصواريخ مضادة للدبّابات ومسيّرات مفخّخة باتجاه الأراضي الإسرائيلية منذ بدء الحرب.
وأشار "حزب الله" الأسبوع الماضي إلى أنّه نفّذ أكثر من 2100 عملية عسكرية ضد إسرائيل منذ الثامن من تشرين الأول (أكتوبر).
وأسفر التصعيد عن مقتل 473 شخصاً على الأقل في لبنان بينهم 308 مقاتلين على الأقلّ من "حزب الله" و92 مدنياً على الأقل، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى بيانات الحزب ومصادر رسميّة لبنانيّة.
وأعلن الجانب الإسرائيلي من جهّته مقتل 15 عسكرياً و11 مدنياً.