شكّلت جبهة جنوب لبنان التي انطلقت شرارتها في 8 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 بعد يوم واحد على عملية " طوفان الأقصى " تحدّياً لإسرائيل ومستوطناتها في الشمال، حيث يخوض جيشها مع " حزب الله" قصفاً متبادلاً بشكل شبه يومي.
بالأرقام...
عن هذه الجبهة، كشف مركّز الدراسات الاستراتيجية وأبحاث الامن الاسرائيلي "ألما" عن أنّه منذ أن بدأ " حزب الله " الهجمات على إسرائيل في 8 تشرين الأول وحتّى 1 تموز (يوليو) 2024، حصل 2295 هجوماً ضد إسرائيل في الشمال.
ونفّذ التنظيم اللبناني الغالبية العظمى من هذه الهجمات كالتالي:
94.3% من الهجمات ضد الأهداف الإسرائيلية نُفذت على مسافة 0-5 كم من الحدود .
3.1% من الهجمات وقعت على مسافة 5 إلى 10 كيلومترات.
1.9%من الهجمات وقعت على مسافة 10 إلى 20 كيلومتراً.
0.65%من الهجمات وقعت على مسافة 20-30 كيلومتراً.
0.05% من الهجمات وقعت على مسافة تزيد عن 30 كيلومترا من الحدود.
ولفت التقرير إلى أن "المنطقة العسكرية التي تعرّضت لأكبر عدد من الهجمات هي منطقة هار دوف - جبل الرؤوس (مزارع شبعا) ومواقعها الاستيطانية بمجموع 265 هجوماً. وينفذ حزب الله هجمات يومية في هذه المنطقة".
وفي ما يتعلّق بالأهداف المدنيّة، أوضح التقرير الإسرائيلي أن "البلدات التي تعرّضت لأكبر عدد من الهجمات هي المطلة بـ49 حادثة، كريات شمونة بـ45 حادثة والمنارة بـ30 حادثة، وقال: "من المهم أن نلاحظ إننا نحسب عدد حوادث الهجوم وليس عدد الذخائر التي تم إطلاقها في كل حادثة، وهو ما قد يفسّر لماذا قد تبدو هذه الأرقام أقل من التأثير المتوقّع".
وأشارت البيانات إلى أن هجمات " حزب الله " ضد إسرائيل تقتصر في معظمها على المنطقة القريبة من الحدود.
وتابع التقرير: "عندما يقوم حزب الله بتوسيع نطاق هجومه إلى ما هو أبعد من 5 كيلومترات، فإن ذلك يحدث عادة كجزء من رده ضمن إطار معادلة الألم على ضربات الجيش الإسرائيلي في لبنان. وخير مثال على ذلك الشهر الماضي هو القضاء على قائد وحدة الناصر على الجبهة الجنوبية طالب عبد الله (أبو طالب). قوبل هذا الاغتيال بسلسلة من الهجمات الانتقامية لحزب الله استمرت ثلاثة أيام، نفذ خلالها حزب الله هجمات عدّة تجاوزت مدى الـ5 كيلومترات، بما في ذلك هجمات على قاعدة ميرون وقواعد في هضبة الجولان ومنطقة عميعاد".
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الهجوم الأبعد عن الحدود الذي نفّذه " حزب الله " كان ضد موقع منطاد الدفاع الصاروخي "Sky Dew" في منطقة طبريا 15 أيار (مايو) 2024، وجاء ذلك أيضاً رداً على تصفية العضو البارز في التنظيم حسين إبراهيم، رئيس الاستخبارات في الجبهة الجنوبية.
واعتبر التقرير الإسرائيلي أنّه "بهذه الطريقة، يحافظ حزب الله على المعادلة القائلة بأنه كلّما كانت الضربة الإسرائيلية أكثر إيلاماً بالنسبة له، كلما كان رد حزب الله أكثر كثافة في عمق إسرائيل وضد أهداف ذات جودة أعلى".
ويتجلّى التحديد الجغرافي للحملة بين "حزب الله " وإسرائيل أيضاً في ضربات الجيش الإسرائيلي في لبنان منذ بدء الحرب، إذ تركّز الجهد الإسرائيلي الرئيسي على تدمير البنية التحتية لـ" حزب الله " في القرى الواقعة على طول الحدود، وخاصة تلك التي تقع على بعد بضعة كيلومترات من السياج الحدودي.
وفق التقرير ومنذ بداية الحرب، تم إطلاق 20 صاروخاً من المنطقة السورية باتجاه هضبة الجولان. إن المنطقة التي تعرّضت للهجوم بأعلى كثافة هي منطقة قيشات في مرتفعات الجولان، وهي منطقة استهدفتها ما لا يقل عن أربعة حوادث إطلاق صواريخ من سوريا.
ولم يعلن أي تنظيم مسؤوليته عن الهجمات انطلاقاً من سوريا. بحسب التقرير، "من المحتمل جدّاً أن تكون هذه التنظيمات فلسطينية، ومن المحتمل أنهم نشطاء حماس أو الجهاد الإسلامي. وربّما جاء هؤلاء العناصر من دمشق أو حتى تم إرسالهم من لبنان لتنفيذ العمليات".