يمتلك "حزب الله" الذي تهدّد إسرائيل بتوجيه ضربة "قوية" له بعد هجوم صاروخي أوقع قتلى في هضبة الجولان السوري المحتلة، ترسانة أسلحة هائلة تضم صواريخ إيرانية الصنع بينها صاروخ من طراز فلق.
اتهم الجيش الإسرائيلي السبت "حزب الله" بإطلاق صاروخ من طراز "فلق-1"، زنة رأسه الحربية 53 كلغ، سقط في ملعب لكرة القدم في بلدة مجدل شمس التي تقطنها غالبية درزية، ما أسفر عن مقتل 12 طفلاً.
ورغم أن "حزب الله" أكد أن "لا علاقة" له بالواقعة، لكن الخارجية الإسرائيلية قالت إنَّ الحزب هو الجهة الوحيدة التي بحوزتها هذا النوع من الصواريخ في المنطقة.
ويكرّر "حزب الله" الذي يتلقى دعماً بالمال والسلاح من إيران، أن تبادل القصف مع اسرائيل والذي استهله منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر)، يصبّ في إطار دعم وإسناد حليفته حركة "حماس" في حربها ضد إسرائيل في غزة.
ويعلن "حزب الله" استهداف مواقع عسكرية وتحركات جنود وأجهزة تجسس في إسرائيل التي ترد بقصف ما تصفها بأنها "بنى تحتية" تابعة للحزب وقادة عسكريين من صفوفه.
ما هي القدرات الحقيقية لـ"حزب الله"؟ وما الأسلحة الجديدة التي بحوزته للاستخدام في أي حرب قد تقع مع إسرائيل؟
قذائف وصواريخ
منذ الحرب الأخيرة التي خاضها ضد إسرائيل صيف 2006، عمل الحزب وهو الفصيل اللبناني الوحيد الذي احتفظ بأسلحته بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975- 1990)، على تطوير قدراته العسكرية بشكل كبير.
ويقول خبراء إنَّ "حزب الله" يمتلك مجموعة واسعة من القذائف المدفعية غير الموجهة وصواريخ باليستية وصواريخ مضادة للطائرات والدبابات والسفن.
ومن بين تلك الأسلحة صاروخ فلق طويل المدى والمزوّد برأس حربي معزز.
وبحسب مقابلة بثّتها قناة المنار التابعة لـ"حزب الله" مع ضابط في وحدة سلاح المدفعية في الحزب في 6 تموز (يوليو)، يمكن لصاروخ "فلق- 1" أن يصل إلى أهداف حتى عمق 11 كيلومتراً.
ويقول الخبير العسكري رياض قهوجي إنَّ الصاروخ الإيراني الصنع "ليس دقيقاً" ولديه "هامش خطأ قد يصل إلى أكثر من ثلاثة كيلومترات".
ويستخدم "حزب الله"، الذي أعلن مراراً منذ بدء التصعيد مع إسرائيل استخدام صواريخ "فلق- 1" لقصف مواقع عسكرية، صواريخ أخرى أكثر دقة بينها الصواريخ المضادة للدبابات والكورنيت وسواها"، وفق قهوجي.
إلا أن الحزب لم يستخدم بعد، وفق خبراء، أسلحته الأكثر تطوراً على غرار الصواريخ الباليستية العالية الدقة، منذ بدء التصعيد مع إسرائيل.
وسبق للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله أن حذّر في وقت سابق من أن أي مكان في إسرائيل "لن يكون بمنأى" عن صواريخ مقاتليه في حال اندلاع حرب. وقال مراراً إنَّ حزبه لم يستخدم سوى جزء بسيط من ترسانته منذ بداية الحرب في غزة قبل نحو عشرة أشهر.
وبحسب المحلّل العسكري العميد المتقاعد خليل حلو، يمتلك الحزب صواريخ بالستية إيرانية دقيقة التوجيه من طراز "فاتح- 110" ويصل مداها إلى 300 كيلومترن وصواريخ "زلزال- 2" التي لم يستخدمها بعد.
وقال متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية للصحافيين الأسبوع الماضي إنَّ "حزب الله" أطلق 6800 صاروخ منذ بدء التصعيد عبر الحدود.
وبحسب الباحثة في مركز "كونترول ريسْكس" دينا عرقجي، كان لدى الحزب في العام 2006 قرابة "15 ألف صاروخ"، وهو عدد "تضاعف نحو عشر مرات" على الأقل وفق التقديرات.
مسيّرات
منذ أشهر عدة، يستخدم "حزب الله" بكثافة الطائرات المسيّرة في هجماته على مواقع عسكرية إسرائيلية، قريبة عموماً من الحدود وأحياناً أكثر عمقاً داخل إسرائيل.
ونشر الحزب مؤخراً ثلاثة مقاطع مصورة التقطتها مسيّراته، أظهرت مسحاً شاملاً لأهداف إسرائيلية حساسة، آخرها قاعدة رامات دافيد في وسط إسرائيل في 23 تموز (يوليو).
ومنذ بدء التصعيد، أعلن الحزب مراراً إرسال مسيّرات انقضاضية مفخخة، تقول عرقجي إنَّه يمكن إطلاقها من أي مكان وهي قليلة التكلفة.
وقال نصرالله إنَّ العدد الكبير من الطائرات المسيّرة الذي بحوزة الحزب يعود إلى أن جزءاً منها مصنوع محلياً.
ويمتلك الحزب أيضاً طائرات "شاهد 136" وغيرها من الطائرات بدون طيار المصنعة في إيران والموجهة بنظامي التوجيه الكهروضوئي ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وفقاً لحلو.
صواريخ أرض- بحر
في خطاب في حزيران (يونيو)، قال نصرالله إنَّ إسرائيل تعرف أن ما ينتظرها "أيضاً في البحر الأبيض المتوسط كبير جداً"، مؤكداً أن سواحلها وموانئها وبواخرها ستكون مهدّدة، في حال اندلاع مواجهة واسعة.
ويقول حلو إنَّ "حزب الله" يمتلك صواريخ ياخونت الروسية أرض- بحر بمدى يصل إلى 300 كيلومتر وصواريخ سيلك وورم الصينية الصنع.
ويشرح أن هذه "صواريخ دقيقة وسريعة جدا يمكن أن يستخدمها ضد أهداف بحرية".
ويضيف أنه في حال الحرب الشاملة "ربما يستهدف الحزب أهدافا استراتيجية مثل ميناء حيفا ومنصات الغاز والنفط".
دفاع جوي
مطلع حزيران (يونيو)، أعلن "حزب الله" لأول مرة أنه استخدم صواريخ دفاع جوي ضد طائرات مقاتلة إسرائيلية. وكرر استخدامها مرات عدة.
ومنذ شباط (فبراير)، أعلن "حزب الله" أنه أسقط عدة مسيَّرات إسرائيلية من نوع "هيرميس 450" و900 باستخدام صواريخ أرض- جو.
عديد وأنفاق
لطالما أكد زعيم "حزب الله" جهوزية حزبه "على مستوى القدرة البشرية"، وقال إنَّ عدد مقاتليه تجاوز مئة ألف مقاتل بكثير.
ولا يستبعد حلو أن يكون لدى الحزب القدرة على "حشد أكثر من مئة ألف رجل مع الاحتياط، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن يكونوا جاهزين ومدربين للقتال".
ومنذ بدء التصعيد مع اسرائيل، قُتِل 348 مقاتلاً على الأقل من "حزب الله" في لبنان.
وعلى خلفية توعد اسرائيل توجيه ضربة قوية لـ"حزب الله" بعد مقتل الأطفال في مجدل شمس، أخلى الحزب وفق مصدر مقرب منه مواقع في جنوب لبنان وفي سهل البقاع في الشرق، حيث حفر أنفاقاً وخنادق.