النهار

اغتيال فؤاد شكر... هل يردّ "حزب الله" بالصواريخ الدقيقة؟
نادر عزالدين
المصدر: النهار العربي
أوّل ما يتبادر إلى الأذهان عند سماع نبأ اغتيال قائد عسكري في "حزب الله" بحجم فؤاد شكر (الحاج محسن)، هو الآلية التي مكّنت إسرائيل من الوصول إلى أحد أهمّ المطلوبين من الولايات المتحدة بتهمة التخطيط للهجوم على قوات المارينز في بيروت عام 1983، وثانياً ما إذا كان استهداف المستشار العسكري للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، سيدفع التنظيم إلى ردّ عسكري كبير يستخدم فيه الصواريخ الدقيقة التي كان شكر نفسه مسؤولاً عن تطويرها، ما يدحرج الأوضاع نحو حرب شاملة في الشرق الأوسط.
اغتيال فؤاد شكر... هل يردّ "حزب الله" بالصواريخ الدقيقة؟
صواريخ ايرانية
A+   A-
أوّل ما يتبادر إلى الأذهان عند سماع نبأ اغتيال قائد عسكري في "حزب الله" بحجم فؤاد شكر (الحاج محسن)، هو الآلية التي مكّنت إسرائيل من الوصول إلى أحد أهمّ المطلوبين من الولايات المتحدة بتهمة التخطيط للهجوم على قوات المارينز في بيروت عام 1983، وثانياً ما إذا كان استهداف المستشار العسكري للأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، سيدفع التنظيم إلى ردّ عسكري كبير يستخدم فيه الصواريخ الدقيقة التي كان شكر نفسه مسؤولاً عن تطويرها، ما يدحرج الأوضاع نحو حرب شاملة في الشرق الأوسط.
 
كيف اغتيل "الحاج محسن"؟
يقول مصدر مسؤول في "حزب الله" لـ"النهار" إنّه "لا يوجد تقييم بعد" لكيفية تنفيذ إسرائيل للعمليّة في الضاحية الجنوبية لبيروت، مشيراً إلى أنّ "الوقت لا يزال مبكراً للتوصّل إلى استنتاجات قاطعة بهذا الشأن".
 
لكن ما هو مؤكّد حتى الآن أنّ ثلاثة عوامل أساسية لعبت دوراً في الوصول إلى مكان "الحاج محسن" وتصفيته: الذكاء الاصطناعي، شبكة العملاء الميدانيين التابعين لإسرائيل، والخطأ البشري.
 
يشير خبير أمني، رفض الكشف عن هويته، إلى أنّ "عمل شكر اقتضى بقاءه متوارياً عن الأنظار، ولم يكن يستخدم الهاتف الذكي مطلقاً، أما الهاتف العادي فكان للضرورة فقط، واقتصر تواصله وإدارته العمليات على خطوط الاتصالات الداخلية لحزب الله، لذا كان من الصعب تعقبه".
 
ويضيف: "إسرائيل تمتلك تكنولوجيا ذكية متطورة لا نعلم عنها الكثير، وهي تستخدمها للتعرف على الوجوه والبصمات الصوتية للأشخاص الذين تعتبرهم يشكّلون خطراً عليها، وتمكّنها من الوصول إليهم".
 
إضافة إلى ذلك، فإنّ أي شخص لا يمكن أن يبقى متوارياً عن الأنظار إلى الأبد مهما بلغت درجة احتياطاته الأمنية، فلا بدّ من هفوة تُشكّل خطأً بشريّاً قاتلاً. وفي هذه الحالة، كما في حالات اغتيال أخرى حدثت منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر)، كان الخطأ، وفقاً لمصدر مطلع على تفاصيل الحدث، هو "خروج الحاج محسن من الأماكن المحصنة المعدّة لحماية الشخصيات الكبيرة في التنظيم، وتوجّهه إلى منزله الكائن في المبنى السكني خلافاً للأصول المتبعة في مثل هذه الأوقات الحرجة"، رغم إعلان إسرائيل صراحة منذ الأحد أنّها حددت الهدف وتنتظر الفرصة السانحة لتنفيذ ضربتها.
 
ويضيف: "على الأرجح كان المبنى مراقباً من قبل عملاء أبلغوا عن شكر فور دخوله إليه".
 
نحو الصواريخ الدقيقة والحرب؟ 
أما في ما يخص طبيعة الردّ المنتظر من "حزب الله" على اغتيال شكر، فلن يكون فوريّاً وسيتأخّر لأيام.
 
يؤكّد مصدر مسؤول في "حزب الله" أنّ "الردّ آت لا محالة" لكنّ النقاش يجري بشأن "حجم الضربة ونوعها ومكانها".
 
ويضيف: "القرار لن يُتخذ إلا بعد أيام من تشييع شكر، وهنا نتحدث عن إمكانية أن يجرّ ردوداً قد تصل إلى حرب شاملة، أو على الأقل لأيام من القتال"، وبهذه الحالة "علينا الأخذ بالاعتبار أهلنا وبيئتنا الحاضنة، وعلى الأقل أن نخلي الأماكن التي تُعدّ أخطر من غيرها".
 
كذلك يترقّب "حزب الله" قرار إيران بشأن الردّ على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران.
 
يقول المصدر في التنظيم: "هناك ضربات لا تقلّ أهمية أيضاً في إيران والعراق واليمن، وهناك دول وجهات قرّرت أن تردّ عليها، وبطبيعة الحال سيكون لجميع هذه الردود أثر كبير على إسرائيل ممكن أن يدفع نحو التصعيد الإقليمي".
 
وعما إذا كان هناك تنسيق لردّ مشترك ومتزامن من جميع جبهات "محور المقاومة" يستخدم فيه "حزب الله" صواريخه الاستراتيجية الدقيقة، يجيب: "هذا أمر لن نكشف عنه".
 
ويوضح: "هذه أمور عسكريّة تشكّل عامل المفاجأة، وبالتالي لا يمكننا القول إن كنا سنتدرّج في الردّ أم سنزامنه، لكن ما يمكننا تأكيده أننا حريصون على أن يكون العدو مردوعاً في المستقبل من تنفيذ عمليات اغتيال أو أيّ هجوم بري".
 
ويكشف أحد المطلعين على تفكير "حزب الله" أنّ لا قرار لدى التنظيم بـ"الانتحار"، لذا لن يبدّل الآن الاستراتيجيّة المتبعة منذ بداية المواجهات مع إسرائيل بل سيواصل "مراكمة الإنجازات" لكن بوتيرة أعلى، وبذلك لن يُحقّق لبنيامين نتنياهو هدفه بجرّ التنظيم نحو حرب يُمكن أن تُفقده بالجملة ما حقّقه بجمع النقاط. 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium