النهار

منذ 2008... فؤاد شكر أكبر خسارة لحزب الله
المصدر: رويترز
كان فؤاد شكر، القائد العسكري الكبير في "حزب الله" الذي قتلته إسرائيل يوم الثلاثاء، أحد الأعضاء المؤسسين للجماعة اللبنانية المتحالفة مع إيران وساعد في الإشراف على تحولها إلى قوة رئيسية في الشرق الأوسط.
منذ 2008... فؤاد شكر أكبر خسارة لحزب الله
فؤاد شكر
A+   A-
كان فؤاد شكر، القائد العسكري الكبير في "حزب الله" الذي قتلته إسرائيل يوم الثلاثاء، أحد الأعضاء المؤسسين للجماعة اللبنانية المتحالفة مع إيران وساعد في الإشراف على تحولها إلى قوة رئيسية في الشرق الأوسط.

ومقتله هو أكبر ضربة لقيادة حزب الله منذ اغتيال عماد مغنية في عام 2008، وهو ما يؤكد خطورة ما حدث هذا الأسبوع من تصعيد للصراع الدائر في المنطقة منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة الفلسطيني.

وكما شكل اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" في طهران انتكاسة سياسية كبيرة لـ"حماس" والفصائل الحليفة المتحالفة مع إيران، حرم مقتل شكر "حزب الله" من أحد أكبر قادته العسكريين.

وكان شكر، المعروف أيضا باسم الحاج محسن، ينتمي لجيل من الشيعة اللبنانيين الذين احتشدوا في عام 1982 لمحاربة القوات الإسرائيلية التي غزت لبنان في ذلك العام. وكان تحركهم بدافع مستوحى من الفكر الأيديولوجي للثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979.

وكان ايضا صديقا مقربا لمغنية، الذي كان يعمل في الظل ويعتبره "حزب الله" قياديا أسطوريا، لكن الولايات المتحدة تعتبره إرهابيا متهما بالتخطيط لهجمات شملت تفجير ثكنات مشاة البحرية الأميركية في بيروت عام 1983.

وتقول الولايات المتحدة إن شكر لعب دورا محوريا في التفجير الذي أودى بحياة 241 عسكريا أميركيا. ورصدت في عام 2017 مكافأة تصل إلى خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القبض عليه، وفقا لموقع "مكافآت من أجل العدالة" الإلكتروني التابع للحكومة.

وذكرت إسرائيل أن شكر كان مسؤولا عن مقتل عدد كبير من الإسرائيليين والأجانب على مدى سنوات.

ضربة انتقامية
قتلت إسرائيل شكر (61 عاما) ردا على هجوم صاروخي في 27 تموز (يوليو) أسفر عن مقتل 12 طفلا وشابا في قرية درزية بهضبة الجولان المحتلة يوم السبت.

ونفى "حزب الله"، الذي يتبادل إطلاق النار مع إسرائيل منذ الثامن من تشرين الأول (أكتوبر)، أي ضلوع له في الهجوم.

وساعد شكر مع مغنية وآخرين عام 1982 في التخطيط لهجوم انتحاري بسيارة مفخخة على قوات إسرائيلية داخل ثكناتها في مدينة صور بجنوب لبنان، وفقا لما نشرته صحيفة الأخبار المؤيدة لـ"حزب الله" من تفاصيل عن حياته.

وظهر شكر في صور نشرتها الصحيفة اليوم الخميس وهو يقف مرتديا الزي العسكري بين مغنية ومصطفى بدر الدين، وهو قيادي مخضرم آخر في "حزب الله" قُتل في سوريا عام 2016.

ونشرت الصحيفة أيضا صورة لشكر بجوار قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الذي قُتل في غارة أميركية بطائرة مسيرة على بغداد عام 2020.

وذكرت الصحيفة أن شكر، الذي كان أحد كبار قادة "حزب الله" منذ عام 1985 إلى منتصف التسعينيات، أشرف على تطور هجمات "حزب الله" من تفجيرات انتحارية إلى عمليات شملت اقتحام مواقع إسرائيلية وعلى بناء ترسانة "حزب الله" وإدخال أسلحة مثل الصواريخ المضادة للدبابات.

وقالت مصادر مطلعة على دوره إنه تولى العديد من مسؤوليات مغنية بعد اغتياله وعمل مستشارا عسكريا لحسن نصر الله.

وذكر الجيش الإسرائيلي أن شكر كان مسؤولا عن الأسلحة الأكثر تقدما لدى "حزب الله"، ومن بينها الصواريخ الموجهة بدقة وصواريخ كروز والصواريخ المضادة للسفن والصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيرة.

وقال برنامج المكافآت من أجل العدالة في الإعلان عن مكافأة القبض عليه عام 2017 إنه لعب دورا رئيسيا في العمليات العسكرية لـ"حزب الله" داخل سوريا حيث نشرت الجماعة اللبنانية مقاتلين لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في السنوات الأولى من الحرب الأهلية.

ونفى "حزب الله" حينها الاتهامات الموجهة إلى شكر وطلال حمية، وهو عنصر آخر في الجماعة رُصدت أيضا مكافأة مالية مقابل الإدلاء بمعلومات تقود إلى القبض عليه، وقال إنها "مرفوضة وباطلة".

وفي إشارة إلى قصف ثكنات مشاة البحرية الأميركية وهجمات أخرى على مصالح غربية في لبنان في الثمانينيات، قال حسن نصر الله في مقابلة مع إحدى المحطات العربية إن تلك الهجمات نفذتها جماعات صغيرة غير مرتبطة بـ"حزب الله" في عام 2022.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium