اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن "الشغور الرئاسي لا ينغّص وحده فرحة مناسبة عيد الجيش بل كذلك الظروف الأمنية التي يعيشها لبنان، من جنوبه الى بقاعه، وصولاً بالأمس الى الضاحية الجنوبية للعاصمة، وذلك نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على سيادة لبنان وسلامة أراضيه، فضلاً عن الضائقة الاقتصادية والاجتماعية التي يعانيها اللبنانيون عموماً، والعسكريون خصوصاً. تضاف الى كل ذلك، تطورات إقليمية مقلقة تنذر بارتفاع منسوب الخطر واتساعه من منطقة الى أخرى".
وأضاف، في كلمة له من مقر قيادة الجيش في اليرزة قال فيه: "رغم كل ذلك، أردت أن أكون معكم اليوم، ليس لأهنئكم بالعيد وأحيي تضحياتكم وبسالتكم فحسب، بل لأؤكد لكم، ومن خلالكم لجميع اللبنانيين، أن الرهان عليكم، ضباطاً ورتباء وأفراداً، يبقى الضمانة الاكيدة لوحدة لبنان، أرضاً وشعباً ومؤسسات، ما يجعل الالتفاف حول مؤسستكم واجباً وطنياً جامعاً تسقط أمامه كل الرهانات والمصالح، سياسية كانت أم شخصية، لان الشهادات التي قدمّتموها على مذبح الوطن، لم تكن يوماً إلا في سبيل رفعته وسيادته وسلامته".
وشدّد ميقاتي على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، داعياً النواب إلى "تحمّل مسؤولياتهم وتجاوز التباينات في مواقفهم، والتشاور في ما بينهم من خلال حوار صادق وصريح ومتكافىء، يؤدي حتماً إلى اختيار من يرونه مناسباً لقيادة مسيرة إعادة الحياة إلى الوطن، فالرئيس هو رمز وحدته والساهر على احترام دستوره والمحافظة على استقلاله".
وتابع: "صحيح أن الحكومة التي أرأسها عملت ولا تزال تعمل استناداً إلى الصلاحيات التي منحها إيّاها الدستور، لإيجاد حلول آنية للمشاكل المطروحة، بالتعاون مع مجلس النواب، رئيساً وأعضاء، إلا أن الحاجة ملحّة إلى إصلاحات جذرية وحلول مستدامة لا يمكن أن تتوافر إلا مع رئيس للدولة يسهر على حماية النظام الذي ارتضاه اللبنانيون والقائم على مبدأ الفصل بين السلطات وتوازنها وتعاونها، والمرتكز إلى ثوابت حدّدتها وثيقة الوفاق الوطني اللبناني التي أقرّت في اتّفاق الطائف".
وأردف: "لا يزال أهلنا في الجنوب والبقاع وبالأمس في الضاحية الجنوبية لبيروت يواجهون اعتداءات إسرائيلية أوقعت مئات الشهداء والجرحى مواطنين وعسكريين ومقاومين، وهجرت عائلات خسرت منازلها وأحرقت ممتلكاتها، ولا شيء يدل على ان الغطرسة الإسرائيلية ستقف عند حد. إننا، في مواجهة التصعيد الإسرائيلي الممنهج والخطير الذي شهدنا فصولاً دامية منه خلال الساعات القليلة الماضية، لا يسعنا سوى تأكيد حقنا في الدفاع عن ارضنا وسيادتنا وكرامتنا بكل الوسائل المتاحة. لقد رحّبنا، وما زلنا نرحّب، بأي مبادرة تحقق ما نريده من استعادة لما تبقى من أرضنا المحتلّة، وتعزيز انتشار الجيش عليها بالتعاون مع القوّات الدولية، لمنع أي انتهاك لحدودنا المعترف بها دولياً، كي ينعم أهلنا في الجنوب بالاستقرار والأمان، ولاسيما أنّهم قدّموا التضحيات من أجل تحرير الأرض. كذلك، فإن استثمار ثرواتنا في مياهنا، حق لا جدال فيه ولا مساومة عليه".