الاتصال الرباعي الذي أجراه بعد ظهر أمس الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مع نظيره الاميركي جو بايدن والمستشار الألماني اولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر يندرج في اطار التحركات الفرنسية التي بدأت في الأسابيع الماضية مع زعماء عرب والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي اتصل به مرتين ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أجل وقف اطلاق النار في غزة ومنع توسيع الحرب الى لبنان.
وكان ماكرون قال للرئيس الإيراني ان أي رد غير متناسب على إسرائيل على اغتيال الزعيم السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية يشكل خطراً كبيراً على المنطقة.
واتفق الزعماء الأربعة على بذل كل الجهود لتقليل الخطر الذي يهدد المنطقة وضمان أمن إسرائيل في حال الهجوم عليها من ايران، كما حصل في نيسان (أبريل) الماضي. واتفقوا على الإسراع في التوصل الى وقف اطلاق النار في غزة والاتفاق على "اليوم التالي" للقطاع في شكل يأخذ في الاعتبار تطلعات الشعب الفلسطيني.
واكد الرئيس بايدن لنظرائه انه سيعمل معهم من أجل ضمان أوضاع غزة ما بعد الحرب، خصوصاً أن محادثاته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد مستمرة من أجل وقف اطلاق النار في غزة.
ويعطي الاتصال الرباعي زخماً دولياً لهذا المسعى القطري - المصري - الاميركي لما بعد الحرب في غزة.
وفي حال هاجمت إيران إسرائيل، ستشارك فرنسا، كما في نيسان الماضي، في التصدي للهجوم بوسائلها العسكرية الموجودة في المنطقة. وهي أكدت لأصدقائها في المنطقة ولاسرائيل أن التزامها أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض وأساسي، واذا هاجمت ايران إسرائيل ففرنسا ستبذل جهدها للمشاركة في افشال هذا الهجوم، وهذا حسب باريس أساسي ليس فقط لإمن إسرائيل بل للجميع في منطقة الشرق الأوسط، وماكرون يريد السلام للجميع في المنطقة.
ويرى ماكرون أنه إذا مست إيران بأمن إسرائيل بشكل خطير فلا يمكن الا توقع المزيد من المآسي في الشرق الأوسط بما فيه بالنسبة للبنان.
ووجهت باريس رسائل تحذير ل"حزب الله" والسلطات اللبنانية من أي تصعيد، مؤكدة أن على "حزب الله" الا يجر لبنان الى كارثة أخرى مثلما حدث عام 2006. وإذ تعتبر أنه تم تجنيب لبنان الأسوأ حتى الان، ترى أنه لا يجوز أن يقوم الحزب بتحركات عشوائية تركع لبنان مجدداً.