النهار

الحاكم الخامس لمصرف لبنان... من هو رياض سلامة؟
المصدر: النهار العربي
أنهى رياض سلامة دراسته الثانوية في مدرسة سيدة الجمهور للآباء اليسوعيين.
الحاكم الخامس لمصرف لبنان... من هو رياض سلامة؟
رياض سلامة.
A+   A-
أتى خبر توقيف حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة أمس الثلاثاء ليُعيد الحاكم الذي أمضى 30 عاماً على رأس البنك المركزي اللبناني إلى الواجهة مجدّداً.
 
من هو؟
ولد رياض سلامة يوم 17 تموز (يوليو) 1950 في بلدة كفردبيان في منطقة المتن بجبل لبنان.

أنهى رياض سلامة دراسته الثانوية في مدرسة سيدة الجمهور للآباء اليسوعيين، ثم التحق بالجامعة الأميركية في بيروت، حيث نال درجة الإجازة (بكالوريوس) في الاقتصاد.

حصل على دكتوراه فخرية عام 2009 من الجامعة الأميركية في بيروت، ونالها أيضاً في عام 2010 من الجامعة اللبنانية، ثم من الجامعة الأميركية للتكنولوجيا بلبنان عام 2013.

الحقل المهني
بعد دراسته الجامعية، التحق سلامة بشركة "ميريل لينش" المالية العالمية في باريس، حيث تدرّج في المناصب بين عامي 1973 و1985، ليتم تعيينه في ذلك العام نائباً لرئيس الشركة ومستشاراً مالياً، ما لفت الأنظار إليه في لبنان.
 
مع انتهاء الحرب الأهلية كانت الحكومة اللبنانية قد استعانت بالحاكم السابق للمصرف ميشيل الخوري ليتسلّم منصب الحاكم من جديد لفترة انتقالية مدّتها سنتان.
 
ثم ما لبث أن عيّن رياض سلامة حاكماً لمصرف لبنان، ليصبح الشخص الخامس الذي يتسلّم هذا المنصب منذ تأسيس مصرف لبنان عام 1964.
 
ترافق تعيين سلامة مع بدء فترة تولّي الرئيس الشهيد رفيق الحريري رئاسة الوزراء في لبنان.
 
كان من المفترض أن يبقى سلامة ست سنوات في منصبه، لكنه أعيد تعيينه ثلاث مرات أعوام 1999 و2005 و2011، إلى أن أنهى مسيرته في الحاكمية في 31 تموز 2023.
 
وبوصفه حاكماً للمصرف المركزي اللبناني، فإنّ سلامة كان عضواً في مجلس محافظي صندوق النقد الدولي وصندوق النقد العربي.

إلى الرئاسة؟
بعد انتخاب الحاكم الثاني لمصرف لبنان إلياس سركيس رئيساً للجمهورية عام 1968، أصبح طموح كل حاكم بعده الوصول إلى مركز الرئاسة الأولى، كون حاكم مصرف لبنان هو دائماً من الطائفة المارونية التي ينتمي إليها الرئيس أيضاً.

ومثله مثل من سبقه، طرح اسم رياض سلامة مرشّحاً لمنصب رئيس الجمهورية منذ انتهاء ولاية الرئيس الراحل إلياس الهراوي، من دون أن يكون الطرح جدّياً لدرجة سير الأطراف السياسية بتعديل دستوري يسمح له بتبوؤ المنصب.

وأعيد طرح اسمه مرشّحاً لرئاسة الجمهورية بعد انتهاء ولاية ميشال سليمان ببضعة أشهر، إثر فشل مجلس النواب في انتخاب رئيس من بين المرشحين الأبرز آنذاك، أي رئيس "التيار الوطني الحر" ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.
 
الأزمة المالية
طالت سلامة الكثير من الانتقادات حيال السياسات النقدية التي اعتمدها إبان الأزمة الاقتصادية التي اجتاحت لبنان بداية عام 2019، إذ اعتبر منتقدوه أن هذه السياسات راكمت الديون وسرّعت الأزمة، لكن سلامة دافع عن سياساته، مؤكّداً أن المصرف المركزي "موّل الدولة ولكنه لم يصرف الأموال".
 
وحافظت الليرة على استقرارها منذ تولّيه منصبه بعدما ثبّت سعر صرفها على 1507 ليرات، وتمكّنت البلاد من جذب رؤوس أموال من الخارج مقابل منح فوائد مرتفعة للمودعين، حتى صار القطاع المصرفي ركيزة رئيسية في الاقتصاد اللبناني.

وبعد الأزمة حاول تمويل الدولة "بغطاء سياسي" متّبعاً سياسة "الهروب للأمام" رغم إحجام الحكومات المتعاقبة على إعادة هيكلة الاقتصاد.

ثم انخرط منذ عام 2016 بهندسات مالية للحفاظ على قيمة الليرة ورفع احتياطي المصرف المركزي ورسملة المصارف، لكن بعض خبراء الاقتصاد اعتبروها من بين الأسباب التي ساهمت في تعميق أزمة البلاد المالية.
 
وبعد الانهيار الشديد لليرة اللبنانية والقيود التي فرضتها المصارف على سحب الودائع بالدولار عام 2019، فقدت العملة المحلية أكثر من 98% من قيمتها أمام الدولار، ومن حينها طالته الشبهات والانتقادات، حتى أصدرت قاضية فرنسية بميونخ مذكرتي توقيف بحقّه عمّمتها على الإنتربول.
 
ملفّاته وتوقيفه
قال مصدر قضائي رفيع المستوى لـ"رويترز" إن السلطات ألقت القبض على سلامة يوم الثلاثاء بناء على اتّهامات بغسل أموال واحتيال واختلاس مرتبطة بشركة سمسرة لبنانية تُعرف باسم "أوبتيموم إنفست"، ضمن واحدة من عدة تحقيقات يواجهها.

ولم يرد سلامة ولا محاميه على طلب التعليق. وقالت الرئيسة التنفيذية للشركة اللبنانية رين عبود لـ"رويترز" إن الشركة أجرت تدقيقاً مالياً في وقت سابق هذا العام لتعاملاتها مع مصرف لبنان المركزي ولم تجد أي دليل على ارتكاب الشركة أي مخالفات.

ويأتي التحقيق منفصلاً عن تحقيقات فساد أُعلن عنها في وقت سابق وتركزت على العمولات التي فرضها البنك المركزي على البنوك مقابل شراء الأوراق المالية الحكومية والتي ذهبت عائداتها إلى شركة "فوري أسوشيتس" التي يسيطر عليها شقيق سلامة، رجا.

وبدأت هذه التحقيقات بتحقيق سويسري عن احتمال حصول سلامة وشقيقه رجا بشكل غير قانوني على أكثر من 300 مليون دولار من البنك المركزي بين عامي 2002 و2015.

وكان الأخوان سلامة قد نفيا في وقت سابق تحويل أو غسل أي أموال عامة ونفيا ارتكاب أي مخالفات.

وبعد شهر من تركه منصبه، أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا فرض عقوبات على سلامة، متّهمة إيّاه بالضلوع في فساد لإثراء نفسه وشركائه، وهي الاتهامات التي نفاها أيضاً حينذاك.

وأصدرت السلطات الفرنسية والألمانية مذكرتي توقيف بحق سلامة العام الماضي. وفي حزيران (يونيو)، ألغت السلطات الألمانية مذكرة اعتقالها بحق سلامة لأسباب فنية، لكنّها واصلت تحقيقاتها وأبقت على تجميد أصوله، بحسب ما قاله مكتب المدعي العام في ميونيخ لـ"رويترز".

الجوائز والأوسمة:
- تمّ اختيار سلامة، للسنة الثانية على التوالي، من بين أفضل 9 حكام مصارف مركزية في العالم من مجلة "غلوبال فاينينس" لسنة 2017.
 
- جائزة أحد أفضل حكام المصارف المركزية في العالم من مجلة "غلوبال فاينانس" لسنة 2016
 
- درع تكريمية لمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس مصرف لبنان من اتحاد المصارف العربية – نيسان 2014
 
- قلادة "بول هاريس" مع شهادتها ودرع المؤتمر السنوي للروتاري في لبنان تكريما لعطاءات حاكم مصرف لبنان – نيسان 2014

- جائزة أفضل حاكم بنك مركزي في الشرق الأوسط لعام 2013 من مجموعة أوروماني الدولية.

- أفضل حاكم مصرف مركزي في الشرق الأوسط للعام 2012-جائزة مجلة The Banker.

- جائزة مجلة Global Finance كأحد أفضل 6 حكام مصارف مركزية في العالم لعام 2011 .
 
- وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط قلّده إياه رئيس الجمهورية الفرنسي نيكولا ساركوزي بتاريخ 31 كانون الأول 2009.
 
- أفضل حاكم مصرف مركزي في الشرق الأوسط للعام 2009-جائزة مجلة The Banker.

- أفضل حاكم مصرف مركزي في العالم للعام 2006- جائزة EUROMONEY.
 
- أفضل حاكم مصرف مركزي في الشرق الأوسط للعام 2005- جائزة EUROMONEY للأسواق الناشئة.

- أفضل حاكم مصرف مركزي للعام 2003 (رجل العام 2003)- جائزةEUROMONEY.

- وسام جوقة الشرف من رتبة فارس قلّده إياه رئيس الجمهورية الفرنسي جاك شيراك في 31 أيار 1997.
 
- أفضل حاكم مصرف مركزي في العالم العربي للعام 1996 – جائزة EUROMONEY.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium