أعلن "حزب الله"، اليوم الثلاثاء، أنه "قرابة الساعة 03:30 من بعد ظهر اليوم بتوقيت بيروت انفجر عدد من أجهزة تلقي الرسائل المعروفة بالـ"بايجر" والموجودة لدى عدد من العاملين في وحداتنا ومؤسساتنا المختلفة".
وقال في بيان: "أدّت هذه الانفجارات الأسباب حتى الآن إلى استشهاد طفلة واثنين من الأخوة وإصابة عدد كبير بجروح مختلفة"، مضيفاً: "تقوم أجهزتنا المختصة حالياً بإجراء تحقيق واسع النطاق أمنياً وعلمياً لمعرفة الأسباب التي أدّت إلى تلك الانفجارات المتزامنة".
وأكد الحزب أن "تقوم الأجهزة الطبية والصحية تقوم بمعالجة الجرحى والمصابين في عدد من المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية"، داعياً "أهلنا إلى الانتباه من الشائعات والمعلومات الخاطئة والمضلّلة التي تقوم بها بعض الجهات بما يخدم الحرب النفسية لمصلحة العدو الصهيوني".
وفي بيان ثان أصدره لاحقاً، حمل حزب الله إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الانفجارات، بينما نقلت "رويترز" عن مسؤول كبير في الحزب أن أمينه العام حسن نصرالله لم يُصب بأذى.
وجاء في البيان: "بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوافرة حول الاعتداء الآثم، فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي"، مضيفا أن "هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل".
وزارة الصحة اللبنانية
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض أنه يوجد 9 قتلى حتى الآن في تفجيرات أجهزة اتصال "بيجر" و2800 جريحاً، مضيفاً: "معظم الإصابات الناتجة عن انفجارات 'بيجر' كانت في اليد والوجه".
قُتلت طفلة تبلغ عشر سنوات في شرق لبنان في انفجار جهاز اتصال عائد إلى والدها الذي كان بقربها، وهو عنصر في "حزب الله"، بحسب عائلتها، في ما أكد مصدر مقرب من الحزب بدوره مقتل الطفلة.
وقالت العائلة لـ"فرانس برس" إنَّ "طفلة تبلغ عشر سنوات استشهدت في البقاع إثر انفجار جهاز اتصال عائد لوالدها بالقرب منها".
وكان من بين القتلى ابن النائب في حزب الله علي عمار وقد علّق قائلاً: لنا يوم مع هذا العدو والايام بيننا وما حصل هو بمثابة عدوان اسرائيلي واضح وسنتعامل معه باللغة التي يفهمها. كرّس كل حياته في سبيل هذا الخط ونال ما كان يبتغيه ويسعى إليه".
وقال مصدر مقرب من "حزب الله" لوكالة "فرانس برس" إنَّ هذا الحادث، الأول من نوعه منذ بدء تبادل إطلاق النار بين التنظيم اللبناني واسرائيل قبل نحو عام، "خرق إسرائيلي".
في السياق، قال مسؤول من "حزب الله" لوكالة "رويترز" إنَّ تفجير أجهزة الاتصال يشكل "أكبر اختراق أمني حتى الآن".
الاستنفار إلى أقصى درجة
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إنَّ ثمة "أعداداً كبيرة من المصابين بجروح مختلفة تتوافد إلى المستشفيات اللبنانية، وتبين بصورة أولية أن الاصابات تتصل بتفجير أجهزة لاسلكية كانت بحوزة المصابين".
وطلبت "الوزارة من جميع المستشفيات في مختلف المناطق اللبنانية ولا سيما في المناطق المتاخمة لأماكن حصول الاصابات الاستنفار إلى أقصى درجة ورفع مستوى استعداداتها لتلبية الحاجة السريعة إلى خدمات الطوارئ الصحية".
ووجهت الوزارة "نداء للتنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني للتبرع بالدم تحسبا للحاجة التي يمكن أن تطرأ لوحدات دم للجرحى المصابين".
وأفادت "الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية" من جهتها عن "حدث أمني معاد غير مسبوق وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت إضافة إلى العديد من المناطق اللبنانية".
وقالت إنَّه "تم وبواسطة تقنية عالية تفجير نظام الـpagers المحمول باليد وقد أفيد عن عشرات الإصابات تعمل الإسعافات على نقلهم الى المستشفيات".
وسبق أن طلب "حزب الله" من عناصره عدم استخدام الهواتف المحمولة لتفادي أي خرق إسرائيلي، ووضع بديلاً عنها نظام اتصالات خاصاً به.
السفير الإيراني
إلى ذلك، أصيب السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني بجروح غير خطرة في انفجار أجهزة اتصال بشكل متزامن في عدة معاقل لـ"حزب الله"، وفق ما أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني.
وقال التلفزيون: "أصيب السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني في انفجار جهاز اتصال"، من دون تقديم تفاصيل أخرى. وذكر أن أن جروح أماني "سطحية" وأنه "بكامل وعيه، ولا يوجد أي خطر عليه"..
حالة تأهب قصوى
من جهتها، أشارت "هيئة البث الإسرائيلية" (كان) إلى حالة تأهب قصوى في إسرائيل بعد إصابة عشرات العناصر من "حزب الله" في انفجار أجهزة اتصالات بحوزتهم.
وبحسب مسؤول كبير سابق بالشاباك، فإن تفجير أجهزة اتصال خاصة بمئات العناصر من "حزب الله" اختراق أمني استخباري غير مسبوق.
وقال القائد الأسبق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إنَّ "من قام بهذه العملية أراد توجيه رسالة وجهز لهذه لعملية منذ فترة".
وذكرت "القناة 13" الإسرائيلية أن انفجار أجهزة اتصالات "حزب الله" استمرت لنحو نصف ساعة.
وبحسب "هآرتس"، رصدت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية مؤخراً إشارات حول استعدادات غير اعتيادية لـ"حزب الله" في جنوب لبنان.
وأفادت "هيئة البث الإسرائيلية" بأن مجلس الأمن القومي يمنع الوزراء والمسؤولين من التصريح حول تفجيرات لبنان.
ولفتت إلى أن قائد الجبهة الداخلية أبلغ رؤساء السلطات المحلية باحتمال وقوع تصعيد دون الإعلان عن تعليمات جديدة.
وكشفت هيئة البث أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعقد حالياً جلسة لبحث التطورات في لبنان بحضور وزير الدفاع يوآف غالانت وكبار المسؤولين الأمنيين.
شحنة جديدة
في سياق آخر، نقلت "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة أن "أجهزة الاتصال المستهدفة في لبنان كانت ضمن شحنة جديدة تلقاها حزب الله مؤخراً".
ونقلت عن مصادر قريبة من حزب الله أن "بعض الأشخاص شعروا بارتفاع حرارة الأجهزة وتخلصوا منها قبل انفجارها".
ومنذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته "حماس" انطلاقاً من قطاع غزة على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) والرد العسكري الإسرائيلي الواسع النطاق ضدّ القطاع الفلسطيني، يتبادل الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" إطلاق النار بصورة شبه يومية عبر الحدود الإسرائيلية- اللبنانية.
وقُتِل خلال هذه الفترة 623 شخصاً على الأقل في لبنان وفق تعداد لوكالة "فرانس برس"، بينما قُتِل 50 شخصاً على الجانب الإسرائيلي وفق الجيش.