اكد مصدر فرنسي رفيع المستوى لـ "النهار العربي" ان المبعوث الرئاسي جان_ إيف لودريان سيزور بيروت لتحريك الملف الرئاسي بعد محادثاته في الرياض حول الموضوع واتصاله الهاتفي بالمبعوث الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين قبل زيارة الأخير تل ابيب.
وكانت مستشارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للشرق الاوسط وشمال افريقيا السفيرة آن كلير لوجاندر زارت واشنطن قبل أسبوع والتقت هوكشتاين وبريت ماكورغ في البيت الأبيض وديفيد ساترفيلد في الخارجية والمسؤول عن الشرق الأوسط في البنتاغون دان شابيرو. وتناولت الحوارات الاستمرار في التنسيق بين اميركا وفرنسا لتجنب عملية عسكرية إسرائيلية على لبنان ودفع الملف الرئاسي اللبناني الى الأمام لأن من المهم جدا ان يكون للبنان رئيس في هذه الأوقات الخطيرة.
اما عن تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت بعملية عسكرية ضد لبنان، فيرى المصدر ان هذه التهديدات هي عملية زيادة ضغط على هوكشتاين، لكن ذلك قد لا يكون في وقت قريب، من دون أن يعني ذلك ان الاسرائيلين ليسوا مستعدين للقيام بهجوم على لبنان، بل هناك خطر كبير، لذلك ينبغي الدخول في ذهنية التفاوض. ولا شك في ان الوقت غير مناسب ليشن الاسرائيليون حربا على لبنان الآن في وقت الحملة الانتخابية الرئاسية الاميركية، خصوصا ان وقف اطلاق النار في غزة هو أولوية للأميركيين، لكن الأمور معطلة حاليا، بحسب واشنطن، بسبب طلب "حماس" الافراج عن المزيد من السجناء المحكومين بالمؤبد مقابل الرهائن.
وعلم "النهار العربي" ان المسؤولين الاميركيين طلبوا من قطر التدخل لحل عقدة "حماس"، وقد بذلت الاخيرة جهودا كبيرة على هذا الصعيد. فقد قاد رئيس الحكومة القطرية الشيخ محمد آل ثاني في باريس الأسبوع الماضي مفاوضات من اجل التوصل الى وقف اطلاق نار في غزة. لكن طالما الأمور ما زالت معطلة على صعيد غزة، فإسرائيل تنقل التهديد بالحل العسكري الى الشمال، وهو ما يسعى الجانب الاميركي الى تجنبه، ويعمل مع باريس على هذا الصعيد، وقد زارت باريس الأسبوع الماضي المديرة السياسية الاسرئيلية للتحدث عن ذلك، وباريس تتحدث أيضا مع "حزب الله" ومع ايران. وايران مهتمة الآن بالحوار مع الغرب.
الى ذلك، هناك تقارب بين باريس وواشنطن حول ضرورة الانتخاب الرئاسي في لبنان في هذه الظروف، ولودريان سيزور بيروت لبذل جهد جديد في هذا الاطار، وهو عاد بانطباع من الرياض بأن السعودية تشارك فرنسا في رؤيتها ان هناك نافذة فرصة لتحريك الملف مجددا، اذاً هناك تطابق اميركي فرنسي سعودي لدفع العملية. والسفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو يهيئ الأرضية لعمل لودريان.
الى ذلك، من المتوقع ان يعقد اجتماع الأسبوع القادم في باريس بين ممثلي الدول الاوروبية المشاركة في قوات حفظ السلام "اليونيفيل" مع الجانب اللبناني للنظر في عمل هذه القوات ودعمها.
وكان ملف "اليونيفيل" حاضرا في محادثات لوجاندر مع دان شابيرو في البنتاغون وباريس، وتريد واشنطن وباريس تعزيز القوة الدولية بالتجهيزات وضمان حرية التنقل لها في اطار شروط مهمتها.