حمّل حزب الله في بيان إسرائيل "المسؤولية الكاملة" عن انفجارات طالت أجهزة اتصال في مناطق مختلفة في لبنان اليوم الثلاثاء، وأسفرت وفق وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل 8 أشخاص وإصابة نحو 2750 بجروح.
وقال حزب الله في بيانه: "بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوافرة حول الاعتداء الآثم، فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي"، مضيفاً أن "هذا العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل".
إلى ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول كبير بحزب الله قولته إن حسن نصر الله الأمين العام للحزب "بخير ولم يصب بأي أذى".
وأكد مجلس الوزراء اللبناني مجتمعا إدانته "هذا العدوان الاسرائيلي الاجرامي والذي يشكل خرقا خطيرا للسيادة اللبنانية واجراما موصوفا بكل المقاييس"، مشددا على ان "الحكومة باشرت على الفور القيام بكل الاتصالات اللازمة مع الدول المعنية والامم المتحدة لوضعها امام مسؤولياتها حيال هذا الاجرام المتمادي".
وقرر مجلس الوزراء ابقاء اجتماعاته مفتوحة لمواكبة ما يحصل.
كما دانت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان، "بأشد العبارات الهجوم السيبراني الإسرائيلي الذي أدى إلى تفجير عدد كبير من أجهزة الاتصال Pagers في مناطق لبنانية عدة مما تسبب، في حصيلة أولية، إلى سقوط ٨ قتلى، من بينهم أطفال، وآلاف الجرحى، ومنهم مئات حالتهم حرجة".
وأشارت إلى أن "هذا التصعيد الاسرائيلي الخطير والمتعمد يترافق مع تهديدات إسرائيلية بتوسيع رقعة الحرب باتجاه لبنان على نطاق واسع، وتصلب المواقف الإسرائيلية الداعية إلى مزيد من سفك الدماء، والدمار، والخراب".
وأفادت بأنها "بعد التشاور مع رئاسة مجلس الوزراء باشرت بتحضير شكوى إلى مجلس الأمن في هذا الخصوص، فور اكتمال المعطيات الخاصة بالاعتداء".
كيف حدثت الانفجارات؟
المستشار في شؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات عامر طبش كشف في اتصال مع "النهار العربي" تفاصيل عن هذا الجهاز وكيفية تفجيره.
ويقول طبش إنّه جهاز قديم يستخدمه "حزب الله" ضمن شبكة اتصالاته لبثّ عدد محدود من الرموز، لنقل رسائل مشفّرة مختصرة، مشيراً إلى أن هذه التقنية قديمة وكانت تُستخدم في تسعينات القرن الماضي، وثمّة بعض الدول والجماعات لا تزال تستخدمها.
ويختلف هذا الجهاز عن أجهزة الاتصال اللاسلكية Talkie Walkie بأنّ رسائله مكتوبة برموز ومشفّرة، وليست رسائل صوتية.
ووفق طبش، يُمكن خرق هذه الأجهزة من خلال الاستحصال على موجات الشبكة، وهذا الأمر ممكن على الرغم من أنها أجهزة قديمة، وذلك عبر معدّات كشف إلكتروني مخصّصة، ويحصل الانفجار عندما يتم تحميل الجهاز أكثر من قدرته "Overloading"، فتنفجر بطاريته.
ويرجّح طبش أن تكون البطارية هي الجزء الذي انفجر في الجهاز، وإذ يلفت إلى أن مكوّنات هذا الجهاز غير معروفة لأن استخدامات "حزب الله" لأجهزته سرّية ولا يُمكن معرفة التقنيات الموجودة فيها ونوعية البطاريات، لكنّه يقول في حال كان الحزب يلجأ إلى بطاريات تعيش طويلاً ويُمكن شحنها، فإنها ستكون بطاريات ليثيوم التي تؤدّي إلى أذى بالغ وحروق في حال انفجارها.
مصادر مقربة من "حزب الله" أكدت بدورها لـ"النهار العربي" أنّ البطارية المستخدمة في أجهزة الـ"بايجر" الخاصة بالتنظيم هي من نوع ليثيوم، واصفة ما حصل بأنّه "أكبر اختراق أمني حتى الآن".
وقالت المصادر إنّ "عدد الجرحى غير محدد حتى الآن، هناك العشرات"، كاشفة أنّ "الأجهزة التي انفجرت هي من الجيل الجديد، أما القديمة فلم تنفجر".