النهار

ما أسباب تركيز إسرائيل على الحدود مع لبنان... ولماذا الآن؟
المصدر: أ ف ب
أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد دراسات الأمن القومي في ‏أغسطس (آب) أن 44 % من الإسرائيليين يؤيدون شن عملية ‏عسكرية واسعة النطاق في لبنان.
ما أسباب تركيز إسرائيل على الحدود مع لبنان... ولماذا الآن؟
قصف إسرائيلي لجنوب لبنان (أ ف ب)
A+   A-
 
وقعت سلسلة تفجيرات دامية استهدفت عناصر حزب الله هذا ‏الأسبوع في لبنان بعد أيام قليلة من إعلان إسرائيل توسيع ‏حربها في غزة إلى الحدود الشمالية مع لبنان.‏

وألقى حزب الله وإيران، الداعم الرئيسي له، باللوم في ‏التفجيرات على إسرائيل التي لم تعلق على ذلك.‏

عزّزت التفجيرات المخاوف من اندلاع حرب شاملة مع حزب ‏الله، وقدّم الخبراء الذين أجرت وكالة "فرانس برس" مقابلات ‏معهم رؤيتهم للمسار الذي يمكن أن تسلكه حرب مماثلة.‏
 

لماذا الآن؟ ‏
منذ اندلاع الحرب في غزة قبل عام تقريبا، تتبادل إسرائيل ‏وحزب الله حليف حركة حماس بشكل شبه يومي القصف عبر ‏الحدود الذي أوقع مئات القتلى في لبنان، معظمهم من مقاتلي ‏حزب الله، فيما قُتل العشرات في إسرائيل، عدا عن نزوح ‏عشرات الآلاف على الجانبين.‏

وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولون إسرائيليون ‏آخرون الحاجة إلى تأمين الشمال حتى يتمكن السكان من ‏العودة إلى ديارهم.‏

وقال نتنياهو خلال رحلة قام بها إلى الشمال "سنستخدم كل ‏الوسائل اللازمة لإعادة الأمن إلى حدودنا الشمالية وإعادة ‏مواطنينا إلى ديارهم بأمان".‏

لكن من غير المرجح أن يعود السلام إلى الشمال في الأمد ‏القريب، كما قال كاليف بن دور، المحلل السابق في وزارة ‏الخارجية الإسرائيلية.‏

وأضاف بن دور أن إسرائيل والولايات المتحدة كانتا تأملان ‏بأن يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى هدوء في الشمال، ‏لكن "فرص وقف إطلاق النار في غزة تتضاءل"، خصوصا ‏أن "معظم الأهداف العسكرية الإسرائيلية في غزة تحققت". ‏وهذا برأيه يترك لإسرائيل مجالا لإعادة نشر وحدات الجيش.‏

وقال كوبي مايكل، المحلل في معهد دراسات الأمن القومي ‏ومركز مسغاف البحثي إن الجيش لديه الآن مزيد من المرونة ‏لنقل قواته إلى الجبهة الشمالية.‏

وأوضح لوكالة "فرانس برس" أن الجيش "قادر على إدارة ‏الموقف بعدد أقل من القوات، وبالتالي يمكننا نقل التركيز إلى ‏الشمال".‏

وأضاف أنه "لا يمكن القبول بفكرة أن إسرائيل لا تستطيع ‏فرض سيادتها على الأجزاء الشمالية من البلاد".‏

ما هي أهداف إسرائيل؟ ‏
صدرت دعوات من داخل الحكومة الإسرائيلية لإخراج حزب ‏الله من جنوب لبنان ودفعه إلى ما وراء نهر الليطاني، ولكن ‏الاستراتيجية الإسرائيلية الحالية لا تزال غير واضحة.‏

لكن الولايات المتحدة، عبّرت من خلال مبعوثها آموس ‏هوكستين، عن تفضيل حل دبلوماسي يبقي حزب الله وترسانته ‏الصاروخية بعيدا عن الحدود.‏

وقال بن دور إن الولايات المتحدة وفرنسا وحكومة لبنان لا ‏تملك نفوذا كافيا على حزب الله لدفعه بعيدا عن الحدود، عملا ‏بقرار الأمم المتحدة الذي يدعو إلى انسحابه من جنوب نهر ‏الليطاني.‏

ورأى مايكل أن الأهداف العسكرية الإسرائيلية تتمثل في ‏إخراج مسلحي حزب الله من المنطقة الواقعة بين الليطاني ‏والحدود ومنع عودتهم.‏

وقارن الوضع باحتلال إسرائيل لجنوب لبنان مدة ثمانية عشر ‏عاماً حتى عام 2000، قائلا إنه يتوقع شكلا مختلفا من ‏‏"السيطرة العسكرية على جنوب لبنان" هذه المرة.‏

وفي غياب حل دبلوماسي، توقع اجتياحا بريا.‏
 
 
ما نسبة مؤيدي الحرب؟ ‏
ذكر بن دور إن إبعاد حزب الله عن الحدود يحظى بتأييد واسع ‏بين الإسرائيليين. لكنه أقر بأن حكومة نتنياهو "لا تحظى بالثقة ‏وهذا قد يجعل من الصعب عليها القيام بعملية عسكرية ‏كبرى".‏

من جانبه، قال مايكل "إن الجمهور الإسرائيلي يؤيد بشكل ‏كامل شن حرب شاملة ضد حزب الله".‏

وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد دراسات الأمن القومي في ‏أغسطس (آب) أن 44 % من الإسرائيليين يؤيدون شن عملية ‏عسكرية واسعة النطاق في لبنان، وترتفع النسبة إلى 52 % ‏بين الإسرائيليين اليهود.‏

وفي الوقت نفسه، فضل 23 % "عملا عسكريا محدودا" و21 ‏‏% "ردا محدودا" لتجنّب التصعيد، وفق الاستطلاع الذي نُشر ‏الثلاثاء.‏
 

اقرأ في النهار Premium