شهدت جبهة جنوب لبنان اليوم السبت، استمراراً للتصعيد المتبادل بين إسرائيل وحزب الله، حيث تبادل الطرفان الهجمات المكثفة، وسط تضاعف الخشية من اندلاع حرب شاملة.
ونفذ الجيش الإسرائيلي اليوم نحو 200 غارة على لبنان، في حين قصف حزب الله بعشرات الصواريخ عدة مواقع عسكرية في الجليل والجولان السوري المحتل، واندلعت الحرائق في صفد ما استدعى الاستعانة بطائرات و10 فرق إطفاء لإخمادها.
وأعلن الجيش في بيان أن سلاح الجو قصف خلال الساعات الماضية آلافا من قاذفات الصواريخ الجاهزة للاستخدام في جنوب لبنان، وتحدث عن إصابة 180 هدفاً.
بعد ذلك، عاد الطيران الحربي الإسرائيلي ليشن مع ساعات المساء المساء سلسلة غارات جديدة، في الوقت الذي أفادت فيه وسائل إعلام عبرية أن الجيش يستعد لهجوم واسع قد يشنه حزب الله خلال 24 ساعة، مع الإشارة إلى أنه من الممكن تغيير التعليمات في مناطق واسعة من الشمال.
وقال إنه يعمل على تجريد الحزب من قدراته، بينما نقلت القناة 13 الإسرائيلية عن قائد سلاح الجو قوله إن قواته في حالة تأهب قصوى على صعيد الدفاع والهجوم وإنها استنفرت كل قدراته.
وأفاد الجيش كذلك أن "حزب الله اطلق السبت نحو 90 صاروخا من لبنان في اتجاه إسرائيل"
من جهتها، أشارت "القناة 12" العبرية إلى أن الطيران الإسرائيلي هاجم مواقع بمنطقة نهر الليطاني على بعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود.
هاغاري: استهدفنا 400 منصة صاروخية
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري مساء اليوم: "قصفنا آلاف منصات إطلاق الصواريخ في جنوبي لبنان، واستهدفنا 400 منصة صاروخية لحزب الله اليوم شملت آلاف فوهات الإطلاق".
وأضاف هاغاري أن "وزير الدفاع وقع أمرا جديدا يتعلق بوضع الجبهة الجديدة في حيفا نحو شمال إسرائيل، وبادرنا بالهجوم عندما لاحظنا أن حزب الله يستعد لمهاجمتنا، ومع احتمالات التعرض لهجمات وقصف صاروخي سنطبق إجراءات خاصة في الشمال".
وقالت وسائل إعلام عبرية إنه تم إغلاق شواطئ بحيرة طبريا وعكا ونهاريا وحيفا، وسط استعدادات إسرائيلية لرد فوري على الهجوم المرتقب لحزب الله، مع عدم استبعاد تطور الأمر إلى حرب واسعة النطاق.
وعاد الجيش الإسرائيلي ليشن موجة ثالثة من الغارات ضد أهداف لحزب الله.
في موجة الغارات الأولى، ووفق "الوكالة الوطنية للإعلام"، "نفذ طيران العدو الإسرائيلي سلسلة من الغارات العنيفة على مناطق في النبطية وإقليم التفاح والبقاع الغربي، بحيث أحصي تنفيذ الطائرات الحربية المعادية 111 غارة اعتبارا من الساعة الواحدة والنصف ولغاية الثانية والنصف من بعد الظهر تقريبا"، مشيرة إلى إصابة 4 أشخاص في حصيلة أولية.
وذكرت الوكالة تفاصيل الغارات كالآتي: "3 غارات على الوادي بين بلدتي أنصار والزرارية، غارة على المنطقة الواقعة بين بلدة جباع ومنطقة بصليا في إقليم التفاح، 8 غارات على الوادي بين النميرية والشرقية وزفتا، غارتان على وادي تفاحتا غارتين، 3 غارات على الوادي بين بلدة انصار والزرارية، 26 غارة على الوادي بين دير الزهراني ورومين، 5 غارات على مجرى نهر الخردلي- قلعة الشقيف، 18 غارة بين بلدة بلاط ومنطقة شبيل قرب مرجعيون، 8 غارات على مرتفعات سجد ومحيط البلدة، 3 غارات على منطقة المحمودية، 15 غارة على مرتفاعت ابو راشد والجبور، 7 غارات على حرش لبايا، غارتان على مرتفعات كسارة العروش في جبل الريحان، غارة على مجرى نهر الزرارية - ارزي - الخرايب، 3 غارات على المنطقة بين بلدة صربا حاميلا في إقليم التفاح، 3 غارات على المنطقة بين يحمر الشقيف ومجرى النهر، غارة على أطراف العيشية غارة وغارتان على منطقة الوردية".
لاحقاً، أعلنت الوكالة أن الطيران الإسرائيلي "شن منذ السابعة والنصف من مساء اليوم، عدوانا جويا واسعا، حيث شن سلسلة غارات متتالية مستهدفا بشكل رئيسي التلال والاودية ومجاري الانهر ، لا سيما الوادي بين أنصار والزرارية (5 غارات) مجرى النهر الممتد من يحمر الشقيف والزوطرين الشرقية والغربية ، وادي رومين -دير الزهراني، أطراف بلدات اللويزة، مليخ، برتي، كفرملكي، ومرتفعات بل الريحان، ومنطقة بصليا في اقليم التفاح، ومنطقة الجرمق، والمنطقة بين فرون والغندورية، ومجرى نبع الطاسة في إقليم التفاح".
وأضافت: "سجل في أقل من 40 دقيقة أكثر من 50 غارة معادية على المناطق المذكورة، وترافقت مع تحليق مكثف للطيران التجسسي في أجواء معظم المناطق الجنوبية".
قبل ذلك، كانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت مقتل شخص من الجنسية السورية في غارة إسرائيلية على حامول جنوبي البلاد.
وأغارت مسيَّرة إسرائلية مستهدفةً دراجة نارية في منطقة حامول عند أطراف الناقورة.
كما طال قصف مدفعي إسرائيلي أطراف كفرشوبا وشبعا وعيتا الشعب.
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن طيران إستطلاعي حلق في أجواء عرمون، خلدة وبشامون.
عمليات "حزب الله"
على مقلبٍ آخر، أعلن "حزب الله" استهداف القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في إسرائيل بصواريخ الكاتيوشا.
وقصف مقاتلوه مركز تموضع كتيبة إستطلاع 631 التابع للواء غولاني في ثكنة راموت نفتالي ومقر قيادة كتيبة السهل في ثكنة بيت هلل بصلية من صواريخ الكاتيوشا.
وتم استهداف مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع بصلية من صواريخ الكاتيوشا.
مساءً، أعلن الحزب استهداف موقع الرمثا وثكنة زبدين بالأسلحة المناسبة.
وأفادت الشرطة الإسرائيلية بسقوط عدد من الصواريخ في مناطق متفرقة بالجليل الأعلى نجم عنه اندلاع حرائق. وبحسب "القناة 12" العبرية فإن 90 صاروخاً أطلق من جنوب لبنان على شمال إسرائيل.
ولفتت صحيفة "يسرائيل هيوم" إلى اندلاع حريق في منزل شمال صفد بالجليل الأعلى إثر سقوط صاروخ أطلق من لبنان.
كذلك استهدف مقاتلو "حزب الله" موقع جل العلام بقذائف المدفعية، وثكنة زرعيت بالأسلحة الصاروخية، وقوات تابعة للفرقة 146 في ثكنة أدميت بصواريخ الكاتيوشا، مقر قيادة فرقة الجولان 210 في قاعدة نفح بصليات من صواريخ الكاتيوشا، والمقر المستحدث لفرقة الجليل في اييليت هشاحر.
نعي مقاتل...
إلى ذلك، نعى "حزب الله" عباس محمود صالح "أبو حوراء" من بلدة عدشيت في جنوب لبنان.
ومنذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته "حماس" انطلاقاً من قطاع غزة على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) والرد العسكري الإسرائيلي الواسع النطاق ضدّ القطاع الفلسطيني، يتبادل الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" إطلاق النار بصورة شبه يومية عبر الحدود الإسرائيلية- اللبنانية.