تتوالى ردود الفعل العربية والدولية بشأن الهجوم الإسرائيلي الواسع في لبنان اليوم الاثنين، والذي أدى حتى ساعات مساء إلى مقتل 356 شخصاً وإصابة 1246 آخرين، في ما لا يزال الهجوم متواصلاً ويتركز على البلدات والقرى في جنوب لبنان والبقاع وبعلبك.
وعبرت ردود الفعل عن الخشية من اندلاع حرب إقليمية شاملة.
بايدن وغوتيريش
قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه "يعمل على احتواء التصعيد" في لبنان، وذلك لدى استقباله في البيت الأبيض رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وجاء في تصريح لبايدن: "نعمل على احتواء التصعيد بما يمكّن الناس من العودة إلى ديارهم بكل أمان".
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه الشديد حيال العدد الكبير للضحايا المدنيين في لبنان، حيث قال المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك في بيان إن "الأمين العام يشعر بقلق بالغ إزاء تصعيد الوضع على طول الخط الازرق والعدد الكبير للضحايا المدنيين، وبينهم أطفال ونساء، وفق ما نقلت السلطات اللبنانية".
فرنسا
أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن وزيرها الجديد جان نويل بارو "سينسق" في نيويورك مع نظرائه الرئيسيين من أجل "المضي بثبات نحو احتواء لا غنى عنه للتصعيد" في لبنان.
ومن المتوقع أن يصل الوزير الذي تولى منصبه اليوم بعد تشكيل حكومة فرنسية جديدة خلفا لستيفان سيجورنيه، إلى نيويورك بعد الظهر لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضافت الخارجية الفرنسية أن الوزير الذي "يعرب عن قلقه البالغ إزاء التصعيد العسكري في لبنان والعدد الكبير للضحايا المدنيين"، "سيتطرق إلى الموضوع هذا المساء (الاثنين) في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ثم مع وزراء مجموعة السبع في نيويورك بمبادرة من فرنسا".
الإمارات
عبرت دولة الإمارات عن قلقها البالغ من الهجمات التي شنتها إسرائيل على جنوب لبنان، وكذلك من استمرار التصعيد وتداعياته على الأمن والاستقرار في المنطقة.
ودعت وزارة الخارجية في بيان لها إلى ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف القتال لمنع سفك الدماء، وأن ينعم المدنيون بالحماية الكاملة بموجب القانون الدولي والمعاهدات الدولية.
كما أكدت الوزارة على موقف دولة الإمارات الثابت في رفض العنف والتصعيد والفعل وردود الفعل غير المحسوبة، دون أدنى اعتبار للقوانين التي تحكم علاقات الدول وسيادتها، والتي تعقد الموقف وتزيد من مخاطر عدم الاستقرار، مشددة على ضرورة حل الخلافات عبر الوسائل الدبلوماسية بعيداً عن لغة المواجهة والتصعيد.
الأردن
دعا وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي إلى وقف التصعيد في لبنان "قبل فوات الأوان"، مجددا اتهامها بدفع المنطقة نحو "حرب إقليمية شاملة".
وكتب الصفدي على منصة "أكس": "نتضامن مع لبنان الشقيق وندين العدوان الإسرائيلي عليه، ونؤكد ضرورة فرض الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701، التصعيد يجب أن يتوقف فورا قبل فوات الأوان، هذه مسؤولية دولية على مجلس الأمن تحملها فورا".
وأضاف: "نؤكد ضرورة تحرك مجلس الأمن فورا للجم العدوانية الإسرائيلية وحماية المنطقة من كارثية تبعاتها".
ورأى الصفدي أن "عدوان إسرائيل على لبنان مكنّه العجز الدولي عن وقف عدوانها على غزة"، مشيرا الى ان "إسرائيل تستمر في دفع المنطقة نحو هاوية حرب إقليمية شاملة لأن المجتمع الدولي فشل في حماية قوانينه وقيمه".
مصر
طالبت وزارة الخارجية المصرية "القوى الدولية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف التصعيد الإسرائيلي" في لبنان.
ودعت الخارجية "إلى تسوية الأزمة بشكل سلمي"، محذرة من "انزلاق المنطقة الى حرب إقليمية شاملة"، مجددة تضامن مصر مع لبنان وأكّدت "رفضها التام لأية انتهاكات لسيادة لبنان وأراضيه".
العراق
دعا رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من نيويورك إلى عقد "اجتماع طارئ" لرؤساء الوفود العربية في الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل العمل على "وقف سلوك" إسرائيل "الإجرامي" في لبنان.
وقال السوداني في بيان إن العراق: "يدعو ويعمل لعقد اجتماع طارئ لقادة وفود الدول العربية المتواجدين حاليا في نيويورك، والعمل لعقد قمة إسلامية" بهدف "بحث تداعيات العدوان الصهيوني على شعبنا الآمن في لبنان والعمل المشترك لوقف سلوكه الإجرامي".
وأعلن مضي بلاده في "تنظيم الجهود ونقل المساعدات استجابة لدعوة" المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني "من خلال جسر جوي وبري وتسهيل إرسال الوقود لتشغيل محطات الكهرباء التي تحتاج اليها المستشفيات والمؤسسات الخدمية اللبنانية".
وأكّد استعداد العراق "لاستقبال الجرحى والمصابين في المستشفيات".
تركيا
حذرت تركيا من أن الهجمات الإسرائيلية في لبنان تهدد بدفع الشرق الأوسط إلى مزيد من "الفوضى".
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن "هجمات إسرائيل على لبنان تشكل مرحلة جديدة في جهودها لجر المنطقة بكاملها إلى الفوضى"، وذلك بعد الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع لحزب الله في جنوب وشرق لبنان.
وأضافت الوزارة: "من الضروري أن تتخذ جميع المؤسسات المسؤولة عن الحفاظ على السلام والأمن الدوليين، وخصوصا مجلس الأمن الدولي، وكذلك المجتمع الدولي، التدابير اللازمة من دون تأخير".
واعتبرت أن "الدول التي تدعم إسرائيل بدون قيد أو شرط تساعد (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو على سفك الدماء من أجل مصالحه السياسية".
إيران
اتّهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إسرائيل بالسعي إلى توسيع النزاع، مؤكدا أن هذا الأمر "لن يكون في مصلحة أحد"، ومشددا على أن طهران لا تزعزع استقرار المنطقة.
وقال في لقاء مع صحافيين أثناء حضوره الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك: "نحن نعلم أكثر من أي طرف آخر أنه إذا اندلعت حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، فلن يكون ذلك في مصلحة أحد أينما كان في العالم. إسرائيل هي التي تسعى إلى توسيع هذا النزاع".
اليونان
قال جورج غيرابيتريتيس وزير الخارجية اليوناني إن إسرائيل لا تواجه ضغوطا كافية كي تنهي الحرب في غزة وإن التصعيد في لبنان حقل ألغام قد لا يستطيع المجتمع الدولي معالجته.
وانتُخبت اليونان عضوا في مجلس الأمن الدولي في وقت سابق من هذا العام، وتعتقد أثينا أن العلاقات التاريخية للبلاد مع العالم العربي وإسرائيل تمنحها المصداقية للعمل كوسيط للسلام.
وقال جورج غيرابيتريتيس في مقابلة مع رويترز على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "لا ضغوط فعالة على إسرائيل فيما يبدو. نحن أصدقاء لإسرائيل وشركاء استراتيجيون لإسرائيل ونحاول أن نكون منفتحين وصادقين معها".
وأضاف وزير الخارجية اليوناني أن من المهم للغاية أن يسعى العرب والأوروبيون إلى مبادرات مشتركة وليس مبادرات متفرقة، إلا أن التصعيد على الحدود الإسرائيلية اللبنانية في الأيام القليلة الماضية أظهر فشلا دوليا جماعيا.
وقال: "لم نتمكن من منع امتداد الحرب، وكلما اتسع نطاق الحرب، كلما أصبح الوضع أعقد من أن يُحل. ومن الممكن بسهولة أن يتحول لبنان إلى منطقة أعمال قتال هائلة، وهذا لا نستطيع معالجته. إنه حقل ألغام واضح".