لا تزال ردود الفعل العربية والدولية تتوالى بشأن الهجوم الإسرائيلي الواسع على لبنان، في وقت يستمر فيه القصف على البلدات والقرى في جنوب لبنان والبقاع وبعلبك، مخلفاً نحو 500 قتيل وأكثر من ألف جريح.
وأجمعت ردود الفعل على القلق من اندلاع حرب إقليمية شاملة تهدّد المنطقة برمّتها.
السعودية تحذّر من اتساع رقعة العنف
في هذا الاطار، أكدت وزارة الخارجية السعودية أن "المملكة تتابع بقلقٍ بالغ تطورات الأحداث الأمنية في الأراضي اللبنانية، وتجدد تحذيرها من خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة، والانعكاسات الخطيرة للتصعيد على أمن المنطقة واستقرارها".
وحضّت الخارجية السعودية "الأطراف كافة على التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والنأي بالمنطقة وشعوبها عن مخاطر الحروب"، ودعت "المجتمع الدولي والأطراف المؤثرة والفاعلة للاضطلاع بأدوارهم ومسؤولياتهم لإنهاء الصراعات في المنطقة".
وأكدت "أهمية الحفاظ على استقرار لبنان واحترام سيادته بما يتوافق مع القانون الدولي".
الولايات المتحدة
أكّد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان أن الرئيس جو بايدن مصمم على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة واستعادة الأسرى المحتجزين لدى "حماس"، ويسعى في الوقت نفسه إلى خفض التوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان.
وأضاف في مقابلة مع قناة "أم أس أن بي سي": "بالتأكيد لم يستسلم".
وقال إن هناك تحدّيات في سبيل تحقيق توافق بين الطرفين، لكنّه أضاف "نحن عازمون على الاستمرار".
بوريل: نحن على شفا حرب شاملة
وحذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الإثنين من أنّ النزاع المستعر بين إسرائيل وحزب الله اللبناني يهدد بإغراق الشرق الأوسط برمّته في "حرب شاملة".
وقال بوريل "أستطيع أن أقول إنّنا تقريبا على شفا حرب شاملة". وجدّد الدعوة إلى وقف لإطلاق النار على طول الخط الأزرق الفاصل بين إسرائيل ولبنان.
كذلك، ندّد بوريل بواقع أنّ المدنيين في لبنان "يدفعون ثمناً لا يطاق وغير مقبول".
وتابع تحذيره قائلا "هذا هو الوقت المناسب لفعل شيء ما. يجب على الجميع أن يفعلوا كلّ ما بوسعهم لوقف ما يحصل"، معترفا بفشل الجهود الدبلوماسية حتى الآن في وقف الحرب في غزة.
الصين تدعم لبنان بقوة
من جهته، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لوزير الخارجية اللبناني إن الصين تدعم لبنان بقوة في حماية أمنه وسيادته، وتندد بشدة بالانتهاكات بعد الغارة الجوية الإسرائيلية واسعة النطاق.
وأكد وانغ أنه مهما تغيّر الوضع فإن الصين ستستمر في الوقوف "إلى جانب العدالة وإلى جانب الأشقاء العرب بما في ذلك لبنان".
مجموعة السبع: ما من بلد سيربح
حذّرت دول مجموعة السبع خلال اجتماع عقد في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتّحدة من أنّ "ما من بلد سيربح من مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط".
وقال وزراء خارجية دول مجموعة السبع في بيان إنّ "الأفعال وردود الأفعال المضادّة من شأنها أن تؤدّي إلى تضخيم هذه الدوامة الخطيرة من العنف وجرّ الشرق الأوسط بأكمله إلى صراع إقليمي أوسع نطاقا مع عواقب لا يمكن تصورها".
ودعا الوزراء في بيانهم إلى "وقف الدورة المدمرة الحالية".
الكرملين
وحذر الكرملين من أن من شأن الضربات الإسرائيلية على لبنان أن تؤدي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط، وعبر عن بالغ القلق إزاء الوضع الراهن.
مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
ودعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك جميع الدول والأطراف ذات النفوذ في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر إلى العمل من أجل تجنب المزيد من التصعيد في لبنان.
وقال متحدث باسم تورك خلال إفادة صحفية في جنيف: "المفوض السامي فولكر تورك يدعو جميع الدول والأطراف ذات النفوذ في المنطقة وخارجها إلى تجنب المزيد من التصعيد وبذل كل ما في وسعها لضمان الاحترام الكامل للقانون الدولي".
وفي نفس الإفادة الصحفية، قال عبد الناصر أبو بكر مسؤول منظمة الصحة العالمية في لبنان إن بعض المستشفيات تكابد للتعامل مع آلاف الجرحى وإن كثيرا منهم يعانون من إصابات في العين والوجه.