أحصت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 51 شخصا وإصابة اكثر من 220 آخرين بجروح جراء الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي استهدفت الأربعاء مناطق عدة في لبنان.
وقال وزير الصحة فراس الأبيض في مؤتمر صحافي: "حصيلة اليوم لدى وزارة الصحة حتى الساعة منذ ساعات الصباح: سقط 51 شهيدا و223 جريحا في الضربات المختلفة" التي طالت جنوب لبنان وشرقه، وكذلك بلدتين شمال بيروت وجنوبها استُهدفتا للمرة الأولى منذ بدء التصعيد بين "حزب الله" وإسرائيل قبل نحو عام.
وقال الجيش في بيان إنه إثر إطلاق "منظمة حزب الله الإرهابية مقذوفات عديدة" من لبنان، قام الجيش "بضرب قاذفات استخدمت لإطلاق المقذوفات، إضافة الى أهداف ارهابية أخرى" بلغ مجموعها "أكثر من 280 هدفا إرهابيا لحزب الله".
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم إنه أصاب 60 هدفا تابعا لدائرة مخابرات "حزب الله".
وأضاف في بيان: "الضربات دمرت أدوات جمع معلومات المخابرات ومراكز القيادة وبنية تحتية إضافية يستخدمها العدو لتقييم وضع المخابرات".
استعداد لعملية برية
ودعا رئيس أركان الجيش الاسرائيلي قواته الاربعاء الى الاستعداد ل"دخول محتمل" الى لبنان، فيما يواصل سلاح الجو قصف أهداف لحزب الله في انحاء مختلفة من هذا البلد.
وخاطب الليفنتانت جنرال هرتسي هاليفي عناصر لواء مدرع بحسب بيان أصدره الجيش قائلا: "يمكنكم سماع الطائرات هنا. نحن نهاجم طوال اليوم. والهدف هو التمهيد لدخولكم المحتمل وأيضا مواصلة ضرب حزب الله".
وأعلنت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أن الجيش " دخل مرحلة جديدة من الحملة وعلينا الاستعداد بقوة لعملية برية".
وأضاف قائد الجبهة الشمالية أوري غوردين: "جاهزية القوات مهمة لتغيير الوضع الأمني وإعادة سكان الشمال".
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استدعى لواءين احتياطيين من أجل "مهام عملياتية" في الشمال.
وقال الجيش في بيان: "وفقا لتقييم الوضع، يستدعي جيش الدفاع الإسرائيلي لواءين احتياطيين من أجل مهام عملياتية على الجبهة الشمالية".
وأضاف أن الإجراء "سيسمح بمواصلة القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية، والدفاع عن دولة إسرائيل، وايجاد الظروف لتمكين سكان شمال إسرائيل من العودة إلى منازلهم".
ولم يتضمن البيان تفاصيل بشأن اللواءين اللذين تم استدعاؤهما.
يتألف لواء المشاة الإسرائيلي عادة من حوالى 1000 إلى 2000 جندي، في حين يتألف لواء الدبابات المدرع من حوالى 100 دبابة.
توسيع نطاق الاستهداف
من جهته، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن الساعات الـ24 المقبلة ستكون "حاسمة" في نجاح مساعي وقف التصعيد أو فشلها والتوصل إلى حلول سياسية.
ووسعت إسرائيل المناطق التي تستهدفها منذ مساء أمس الثلاثاء إذ وصلت الهجمات للمرة الأولى إلى بلدة الجية جنوبي بيروت مباشرة.
كما وقعت ضربات على بنت جبيل وتبنين وعين قانا في الجنوب وبلدة جون في قضاء الشوف قرب مدينة صيدا في الجنوب والمعيصرة في قضاء كسروان.
واستهدف الطيران الحربي الاسرائيلي محيط بلدة راس أسطا على طريق عنايا في قضاء جبيل.
وفي أنباء أولية نقل الدفاع المدني إصابتين إلى مستشفى سيدة المعونات على إثر الغارة التي استهدفت بلدتي راس اسطا وبشتليدي.
وذكر زير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب أن أحدث التطورات دفعت ما يقدر بنحو نصف مليون شخص إلى النزوح داخل لبنان. وفي بيروت، يلوذ الآلاف ممن فروا من جنوب لبنان بمدارس ومبان أخرى.
بقيت المعصرة وجون البعيدتان نسبياً عن معاقل "حزب الله" في جنوب وشرق لبنان، بمنأى عن الغارات الاسرائيلية منذ بدء التصعيد بين "حزب الله" واسرائيل قبل نحو عام.
وكان مصدر أمني لبناني أكد في وقت سابق أن الغارة في المعيصرة استهدفت منزلا.
وأفاد سكان من القرية التي تقطنها غالبية من الشيعة، والواقعة في كسروان ذات الغالبية المسيحية، عن سماع صوت انفجارين.
ورأت شاهدة عيان منزلا ومقهى مدمّرين بالكامل في مكان القصف.
وتحدثت الوكالة الوطنية عن "سقوط صاروخين" في الغارة غير المسبوقة بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه "يشنّ هجمات واسعة في جنوب لبنان وفي منطقة البقاع" الواقعة عند الحدود الشرقية مع سوريا.
غارات على النبطية
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف منطقة النبطية في جنوب لبنان.
واستهدفت غارة إسرائيلية طريق عام زفتا-النبطية ما أدى الى قطع الطريق.
ووفق شهود عيان، تساقطت الصواريخ في محيط المستشفى الحكومي حيث تحدثت معلومات عن محاولة اسرائيل إحاطة المنطقة بزنار نار بعد استشباهها بتواجد مسؤول من "حزب الله" في المنطقة.
وشن الطيران الحربي الاسرائيلي ثلاث غارات إسرائيلية استهدفت النبطية الفوقا وكفررمان وأخرى على كفرجوز.
عمليات "حزب الله"
من جهته، أعلن "حزب الله" أنه قصف مستعمرة حتسور بعشرات الصواريخ.
كذلك، قال الحزب إنه قصف مقر قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي في قاعدة دادو بعشرات الصواريخ.
وقال الحزب إنه قصف مستعمرة كريات موتسكين بصليات من الصواريخ.
وأعلن أن "وحدات الدفاع الجوي في المقاومة الإسلامية تصدت لطائرتين حربيتين معاديتين مقابل بلدتي حولا وميس الجبل بالأسلحة المناسبة وأجبرتهما على مغادرة الأجواء اللبنانية".
وأعلن "حزب الله" شن قصف بالصواريخ استهدف مستوطنة ساعر قرب نهاريا.
وكان الإسعاف الإسرائيلي أكد إصابة 3 أشخاص إثر سقوط صواريخ على مستوطنة ساعر.
وفجر اليوم، أعلن "حزب الله" إطلاق صاروخ بالستي نحو تل أبيب للمرة الأولى منذ بدء التصعيد قبل نحو عام، مستهدفا مقرا لجهاز الموساد. لكن الجيش الإسرائيلي اعترضه.
ونعى "حزب الله" المقاتل محمد حسين علي الرباح الملقب بـ"عمار" مواليد عام 1990 من بلدة تمنين الفوقا في البقاع.
ونعى ايضا المقاتل حسين أحمد عوالي الملقب بـ"ميثم" مواليد عام 1974 من بلدة برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
في اسرائيل
في المقابل، رصد موقع "والا" الإسرائيلي وقوع إصابات في تعاونية ساعر بالجليل الغربي إثر سقوط صاروخ في المنطقة.
وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت في نهاريا وشلومي وبلدات عدة في الجليل.
وتستهدف غارات اسرائيلية عنيفة منذ الإثنين جنوب لبنان وشرقه، في تصعيد حاد للنزاع المتواصل بين الدولة العبرية والحزب منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2023 على خلفية الحرب بين إسرائيل و"حماس" في قطاع غزة.
وأعلنت إسرائيل في منتصف أيلول (سبتمبر) توسيع أهداف الحرب في غزة لتشمل إعادة سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا بسبب تبادل القصف مع "حزب الله" منذ بدء الحرب في غزة، الى منازلهم، مدشنة بذلك سلسلة عمليات عسكرية عنيفة ضد "حزب الله".