النهار

الجيش الإسرائيلي يلوّح بـ"احتمال دخول" لبنان وبايدن يخشى "حرباً ‏شاملة"‏
المصدر: أ ف ب
الجيش الإسرائيلي يلوّح بـ"احتمال دخول" لبنان وبايدن يخشى "حرباً ‏شاملة"‏
الضربات الإسرائيلية أحدثت دماراً كبيراً جنوب لبنان (أ ف ب)
A+   A-

 
أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أنه يستعدّ لشنّ هجوم بري محتمل ‏على لبنان حيث واصلت طائراته، لليوم الثالث على التوالي، شن ‏غارات كثيفة ضد أهداف تابعة للتنظيم المسلح المدعوم من إيران، ‏بينما حذّر الرئيس الأميركي جو بايدن من خطر انزلاق الوضع إلى ‏‏"حرب شاملة" في الشرق الأوسط.‏

ونقل بيان للجيش الإسرائيلي عن رئيس الأركان الجنرال هرتسي ‏هاليفي قوله لقواته خلال تدريب على الحدود مع لبنان "نحن نهاجم ‏طوال اليوم. الهدف هو التمهيد لدخولكم المحتمل وأيضا مواصلة ‏ضرب حزب الله".‏

من جانبه، حذّر بايدن مجددا من أنّ "حربا شاملة هي أمر محتمل"، ‏وذلك على الرغم من أن البنتاغون اعتبر أن عملية برية إسرائيلية ‏داخل لبنان لا تبدو "وشيكة".‏

وقال مسؤول أميركي رفيع إن واشنطن تجري "مشاورات مكثفة مع ‏الاسرائيليين ودول أخرى في محاولة للتوصل الى وقف لإطلاق النار ‏بين اسرائيل وحزب الله" اللبناني.‏

مجلس الأمن ‏
وفي نيويورك، عقد مجلس الأمن الدولي مساء الأربعاء بطلب من ‏فرنسا جلسة طارئة حول الوضع في لبنان تعالت خلال الأصوات ‏المطالبة بإرساء وقف لإطلاق النار تجنبا لاندلاع "حرب شاملة".‏

وخلال الجلسة، كشف وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو عن ‏اقتراح مشترك مع الولايات المتحدة لإرساء "وقف لإطلاق النار لمدة ‏‏21 يوما" في لبنان "إفساحا في المجال أمام إجراء مفاوضات".‏

وإذ أوضح الوزير الفرنسي أنّ هذا المقترح "سيتم الإعلان عنه سريعا ‏ونحن نعوّل على قبول الطرفين به"، شدّد على أنّ اندلاع حرب شاملة ‏بين إسرائيل وحزب الله "ليس أمرا حتميا" بشرط أن تنخرط كل ‏الأطراف "بحزم" في إيجاد حلّ سلمي للنزاع.‏

وحذّر بارو من أنّ "الوضع في لبنان اليوم يهدّد بالوصول إلى نقطة ‏اللاعودة"، وأنّ "التوترات بين حزب الله وإسرائيل اليوم تهدّد بدفع ‏المنطقة إلى صراع شامل لا يمكن التكهن بعواقبه".‏

والوضع المتأزم في لبنان كان مدار بحث أيضا بين الرئيس الأميركي ‏ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.‏

وقال البيت الأبيض إنّ بايدن التقى ماكرون في نيويورك "لمناقشة ‏الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب ‏الله اللبناني ومنع حرب أوسع نطاقا".‏

وفي مستهلّ جلسة مجلس الأمن، قال الأمين العام للأمم المتحدة ‏أنطونيو غوتيريش إنّ التصعيد الراهن بين إسرائيل وحزب الله "يفتح ‏أبواب الجحيم في لبنان"، مؤكدا أنّ "الجهود الدبلوماسية تكثفت ‏للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار".‏

من ناحيته، حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قبيل بدء ‏الاجتماع من أنّ الشرق الأوسط "على شفير كارثة شاملة"، مؤكدا أنّ ‏بلاده ستدعم لبنان "بكل الوسائل".‏

بالمقابل، قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون إنّ ‏الدولة العبرية تفضّل استخدام القنوات الدبلوماسية لتأمين حدودها ‏الشمالية مع لبنان، لكنها ستستخدم "كل الوسائل المتاحة" إذا فشلت ‏الدبلوماسية في التوصل إلى اتفاق مع حزب الله.‏

ميدانيا، واصل الجيش الإسرائيلي الأربعاء قصفه "الواسع النطاق" ‏لجنوب لبنان وشرقه بالدرجة الأولى، معقلي الحزب المدعوم من ‏إيران، في اليوم الثالث من الضربات المكثفة التي دفعت أكثر من 90 ‏ألف لبناني على النزوح، وفق الأمم المتحدة.‏

وأعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء استدعاء لواءين احتياطيين سيتم ‏نشرهما في الشمال، من أجل "مواصلة القتال" ضد حزب الله.‏
 

نزوح وقتلى ‏
والأربعاء، قُتل 72 شخصا وأصيب حوالى 400 آخرين بجروح في ‏أنحاء لبنان وفق السلطات، فيما طاولت الغارات أيضا بلدتين تقعان ‏خارج معاقل حزب الله، إحداهما هي المعيصرة في كسروان شمال ‏بيروت.‏

وتواصل تدفق العائلات إلى الحدود مع سوريا، وفق مصوري ‏‏"فرانس برس".‏

وأعلن الجيش الاسرائيلي أنه قصف أكثر من ألفي هدف لحزب الله ‏في لبنان في الأيام الثلاثة الاخيرة، من ضمنها مئات الأهداف ‏الأربعاء.‏

وخلّفت أولى الغارات الإسرائيلية المكثفة في لبنان الإثنين 558 قتيلا ‏وأكثر من 1800 جريح، بحسب السلطات اللبنانية، وهي أكبر حصيلة ‏تُسجّل في يوم واحد منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 - 1990).‏

وفي المجموع أوقعت الضربات الإسرائيلية 1247 قتيلا في لبنان منذ ‏تشرين الأول (أكتوبر)، غالبيتهم من المدنيين، وفق السلطات اللبنانية.‏

وفي بيروت، شهدت مراكز الصليب الأحمر إقبالا على التبرّع بالدم ‏بعد نداء أطلقته الجمعية.‏

وتقرّر إبقاء المدارس والجامعات مغلقة حتى نهاية الأسبوع في لبنان. ‏وأوقفت العديد من شركات الطيران رحلاتها إلى بيروت.‏

وفي إسرائيل، انطلقت صفارات الإنذار فجرا في تل أبيب الكبرى، ‏على بعد نحو مئة كيلومتر جنوب الحدود اللبنانية، عندما أطلق حزب ‏الله صاروخا بالستيا أرض-أرض تم اعتراضه، بحسب الجيش.‏

وقال الجيش إن "هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها صاروخ ‏لحزب الله إلى منطقة تل أبيب".‏

من جهته، أعلن الحزب أنه استهدف بصاروخ من طراز "قادر 1" ‏مقرّ جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد)، مشيرا إلى أن ‏هذا المقر هو المسؤول عن عملية تفجير أجهزة الاتصال الخاصة ‏بالحزب التي تسبّبت بقتل عشرات وإصابة آلاف من عناصره.‏

ولاحقا نشر الاعلام الحربي لحزب الله مقطع فيديو قصيرا حول ‏الصاروخ البالستي قادر 1، أشار فيه إلى أن مداه يصل إلى 190 ‏كلم.‏

ومساء الأربعاء، تبنّت فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران هجوما ‏‏"بالطيران المسيّر" على مدينة إيلات في إسرائيل، فيما أعلن الجيش ‏الإسرائيلي اعتراض مسيرة أُطلقت من الشرق ورصد سقوط أخرى ‏في المنطقة.‏
 

‏"مواصلة القتال" ‏
قدّر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر العدد الإجمالي ‏للصواريخ والقذائف التي أطلقها حزب الله على إسرائيل بـ9360 ‏مقذوفا منذ فتح الحزب جبهة ضد إسرائيل بهدف "دعم" غزة ‏و"إسناد" حليفته الفلسطينية حماس.‏

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء أن بلاده ‏ستستخدم "القوة الكاملة" ضد حزب الله حتى ضمان عودة سكان ‏الشمال إلى منازلهم.‏

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية بتحليق مسيّرة ‏الأربعاء فوق النبطية (جنوب) وبثها تسجيلا صوتيا يتضمن تحريضا ‏ضد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.‏

ويؤكّد حزب الله من جانبه أنه سيواصل مهاجمة إسرائيل حتى ينتهي ‏‏"العدوان على غزة" حيث اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول  ‏‏(أكتوبر) 2023 إثر هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل.‏

ومن على منبر الأمم المتحدة، حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ‏ماكرون "بقوة اسرائيل على وقف التصعيد في لبنان، وحزب الله على ‏وقف إطلاق" الصواريخ على الدولة العبرية.‏

وأعرب المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني عن خشيته من أن ‏يحلّ بلبنان ما حلّ بقطاع غزة.‏

وبدأ التصعيد الأخير إثر موجة تفجير أجهزة اتصال نسبها حزب الله ‏لإسرائيل في 17 و18 أيلول (سبتمبر)، وأسفرت عن مقتل نحو ‏اربعين شخصا وإصابة نحو ثلاثة آلاف آخرين بجروح، تلتها غارة ‏إسرائيلية في 20 أيلول (سبتمبر) على الضاحية الجنوبية لبيروت قتل ‏فيها 16 من قادة قوة الرضوان التابعة للحزب، والتي وحدة النخبة ‏فيه، بينهم قائدها.‏

وفي قطاع غزة، الذي يتعرّض لضربات إسرائيلية منذ نحو عام، ‏يخشى فلسطينيون من أن يلقي التصعيد المستمر بظلاله على ‏مصيرهم.‏

وقال أيمن الأمريتي (42 عاما) إنّ "الاهتمام الإعلامي بقطاع غزة ‏أصبح ثانويا"، معتبرا أن هذا الأمر يشجّع إسرائيل على "ارتكاب ‏مزيد من الجرائم".‏
 

اقرأ في النهار Premium