تتكثّف الجهود الدبلوماسية داخل أروقة الأمم المتحدة وخارجها لوقف التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، مع استمرار الغارات العنيفة على جنوب لبنان وبقاعه.
وأصدرت الولايات المتّحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية الأربعاء نداء مشتركاً لإرساء "وقف موقت لإطلاق النار" لمدّة 21 يوماً في لبنان.
خلال ساعات؟
في التطوّرات، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصدر في البيت الأبيض قوله إن "وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله يدخل حيز التنفيذ في الساعات القريبة".
وقال مسؤول أميركي: "هناك توقعات بأن تقرر إسرائيل ولبنان خلال ساعات ما إذا كانتا ستدعمان الهدنة".
كذلك، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية أن "وقف النار بين إسرائيل وحزب الله يدخل حيز التنفيذ خلال ساعات".
نتنياهو: لم نرد
بدوره، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أننا لم نقدّم الرد بعد على الاقتراح الأميركي الفرنسي لوقف إطلاق النار"، وقال: "أصدرت تعليمات للجيش بمواصلة القتال بكامل قوته فالحديث عن تعليمات حول تهدئة العمليات العسكرية في الشمال مخالفة للحقيقة".
وكرّر قبل السفر تعهّداته بضمان عودة عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من مناطق على الحدود الشمالية إلى ديارهم.
في وقت سابق، صرّح مصدر في مكتب نتنياهو بـ"وجود ضوء أخضر لوقف النار بهدف إفساح المجال للمفاوضات".
في المقابل، رفض الشركاء المتشدّدون في الحكومة الإسرائيلية الائتلافية الاقتراحات للولايات المتحدة وفرنسا بوقف إطلاق النار في لبنان.
وأكّد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنّه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال وسنواصل القتال ضد "حزب الله"بكل قوتنا حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم.
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إنه يجب سحق جماعة "حزب الله" اللبنانية وإن عودة النازحين لن تكون ممكنة إلا باستسلامه.
وأضاف في بيان "لا يجب منح العدو وقتاً للتعافي من الضربات الثقيلة التي تلقاها ولإعادة تنظيم صفوفه لمواصلة الحرب بعد 21 يوماً".
ونقلت القناة "14" عن أعضاء بحزب الليكود قولهم "إننا نرفض وقف إطلاق النار ومن يوافق عليه يتحمّل المسؤولية".
وكان من المقرّر أن يعقد الفصيل اليميني المتطرّف بزعامة وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير اجتماعاً طارئاً أمس الأربعاء، لكن أعضاءه كانوا قد أبدوا بالفعل اعتراضاً على الاقتراح.
المعارضة الإسرائيلية
من جانبه، رأى زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أنه على إسرائيل إعلان قبول مقترح وقف إطلاق النار في لبنان لمدة 7 أيام فقط.
وقال: "أي اقتراح يجب أن يسمح لسكان الشمال بالعودة لمنازلهم وأن يقود لاستئناف مفاوضات صفقة الرهائن".
وحذّر لابيد من أن "أي انتهاك ولو كان طفيفا لوقف إطلاق النار سيؤدي إلى عودة إسرائيل للهجوم بكل قوتها وفي جميع أنحاء لبنان".
الجانب اللبناني...
من جهّته، نفى مكتب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي توقيعه على اقتراح اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
وقال في بيان: "يتم التداول بخبر مفاده أن ميقاتي وقّع على اقتراح اتفاق وقف إطلاق النار بعد لقائه وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن والوسيط الأميركي آموس هوكشتاين".
وأضاف: "إن هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق ونذّكر بما كان أعلنه ميقاتي فور صدور النداء المشترك بمبادرة من الولايات المتّحدة الأميركية وفرنسا، وبدعم من الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الغربية والعربية، لإرساء وقف موقت لإطلاق النار في لبنان".
وكان رئيس الوزراء اللبناني قد عبّر عن أمله في التوصل قريباً إلى وقف لإطلاق النار لإنهاء القتال الدائر.
ورحّب بالدعوة لوقف إطلاق النار، قائلاً إن مفتاح تنفيذ هذه الدعوة هو مدى التزام إسرائيل، التي تنقل قوات إلى مناطق محاذية للبنان، بتطبيق القرارات الدولية.
وردّاً على سؤال عمّا إذا كان من الممكن التوصّل إلى وقف لإطلاق النار قريباً، قال ميقاتي لوكالة "رويترز": "نعم نأمل ذلك".
في السياق، نقلت وكالة "بلومبرغ" عن مصدر مطلع على المحادثات أن وزير الخارجية البريطاني حثّ نظيره الإيراني للضغط على حزب الله".
قطر تعلّق
بدوره، أوضح المتحدّث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحافي أنّه لا يوجد حتى الآن مسار وساطة رسمي يعمل على التوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان.
وأضاف أنّه لا يعلم بوجود "ارتباط مباشر" بين اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً في لبنان واقتراح وقف إطلاق النار في غزة والذي عملت قطر عليه بشكل مكثّف إلى جانب مصر والولايات المتحدة.
وقال الأنصاري "نعمل مع شركائنا لضمان وقف إطلاق النار الفوري في لبنان والعمل على العودة إلى المسار الصحيح بعد التصعيد الحالي. ونواصل جهودنا على المسار الآخر المحادثات بشأن غزة".
وتابع: "أعتقد أن هناك شعوراً عاماً في المجتمع الدولي بأن الجميع يعملون معاً من أجل ضمان وقف إطلاق النار في لبنان، ولا أعتقد أننا نستطيع الآن أن نقول إن هناك مساراً رسمياً للوساطة، بل إن كل قنوات الاتصال تظل مفتوحة".
ورأى الأنصاري أنه "من المبكر للغاية" وصف "مسار وساطة رسمي" في المحادثات بين إسرائيل و"حزب الله".