تتضارب التوقعات بين متفائل ومتشائم بإمكانية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، بعدما أطلقت الولايات المتحدة مبادرة مشتركة مع عدد من الدول الغربية والعربية للدعوة إلى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوما من أجل إفساح المجال للتوصل إلى تسوية سياسية.
في أجواء تلك، تبرز خشية من أن تدخل جهود وقف إطلاق النار في دوامة كالتي دخلتها مساعي التوصل إلى هدنة في قطاع غزة، حيث لا يزال الفشل يسيطر على المشهد جراء تعنت كل من إسرائيل وحركة حماس بشروطهما لإنجازها، لا سيما أن حزب الله يصر على ربط جبهة لبنان بالحرب في القطاع.
وفي أبرز التطورات،
أكد البيت الأبيض مساء اليوم، أنّ النداء الدولي لوقف إطلاق النار في لبنان أُطلق بـ"التنسيق" مع إسرائيل، وذلك بينما رفضت الدولة العبرية في وقت لاحق مقترح هدنة مع حزب الله.وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار للصحافيين إنّ "البيان تمّ تنسيقه بالفعل مع الجانب الإسرائيلي"، مضيفة أنّ المحادثات تتواصل خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
من جهته، شدد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على أن الحل الدبلوماسي بين إسرائيل وحزب الله لا يزال ممكنا بين إسرائيل ولبنان، لكنه أشار أيضا إلى أن المنطقة تواجه خطر حرب شاملة يمكن أن تكون مدمرة لإسرائيل ولبنان.
وثمة أنباء تنقل عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتدفع باتجاه استبعاد التوصل إلى وقف إطلاق نار في لبنان، إذ إن مسؤولين أميركيين أكدوا لموقع "أكسيوس" أنه كان من المفترض أن يرحب نتنياهو من نيويورك باقتراح وقف إطلاق النار لكنه غير رأيه، في حين ذكرت هيئة البث الإسرائيلية نقلا عن مصادر أن نتنياهو اتفق مع الوسطاء على الترحيب بطرح واشنطن لكنه لم يتناوله في بيانه الأخير.
"سنواصل ضرب حزب الله"
كما أكد نتنياهو اليوم، أن إسرائيل ستواصل ضرب "حزب الله" "بكل قوة" حتى يتسنى لسكان شمال إسرائيل العودة إلى ديارهم سالمين، وذلك خلال حديثه إلى صحافيين عند وصوله إلى الولايات المتحدة قبيل إلقاء خطابه في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
واليوم أيضاً، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول بوفد نتنياهو في نيويورك قوله إن "التقدير أننا لن نتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان وسنواصل القتال".
وقال إنه لم تناقش مسألة مخطط وقف إطلاق النار على الإطلاق في اجتماع مجلس الوزراء السياسي الأمني أمس الأربعاء.
وعكس وزير الخارجية يسرائيل كاتس موقفا مماثلا. وقال عبر منصة إكس: "لن يكون هناك وقف لإطلاق النار في الشمال. سنواصل القتال ضد منظمة حزب الله الإرهابية بكل قوتنا حتى النصر والعودة الآمنة لسكان الشمال إلى ديارهم".
كذلك، رفض وزير المال اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريش وقف النار، قائلا إن الهدف يظل "سحق" حزب الله.
وهدّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير المنتمي الى اليمين المتطرف، بمقاطعة أعمال الحكومة الإسرائيلية في حال إبرام اتفاق على وقف لإطلاق النار مع حزب الله.
وكان الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون قالا في بيان مشترك نشر فجر اليوم الخميس: "لقد عملنا معا في الأيام الأخيرة على دعوة مشتركة لوقف مؤقت لإطلاق النار لمنح الدبلوماسية فرصة للنجاح وتجنب مزيد من التصعيد عبر الحدود".
وأضاف بايدن وماكرون أن "البيان الذي تفاوضنا عليه بات الآن يحظى بتأييد كل من الولايات المتحدة وأستراليا وكندا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر".
وقالت الدول الموقعة على البيان المشترك: "لقد حان الوقت لإبرام تسوية دبلوماسية تمكن المدنيين على جانبي الحدود من العودة إلى ديارهم بأمان".
وأضافت أن "الدبلوماسية لا يمكن أن تنجح وسط تصعيد لهذا النزاع، وبالتالي فإننا ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لمدة 21 يوما عبر الحدود اللبنانية الإسرائيلية لإفساح المجال أمام الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية".
"اختراق مهم"
ووصف مسؤول أميركي رفيع المستوى هذا النداء المشترك بأنه "اختراق مهم"، وقال في تصريحات للصحافيين إن واشنطن تأمل أن تؤدي هذه الخطوة أيضا إلى تحفيز الجهود الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين.
وقال مسؤول أميركي آخر إن واشنطن تتوقع أن يقرر لبنان وإسرائيل "في غضون ساعات" ما إذا كانا يقبلان بالاستجابة لهذا النداء.
وأضاف: "لقد أجرينا هذا النقاش مع الأطراف وشعرنا أن هذه هي اللحظة المناسبة".
وفي وقت سابق، نقلت تقارير صحفية غربية وإسرائيلية تشكيك مسؤولين في فرص التوصل إلى اتفاق بين حزب الله وإسرائيل.
وقال مسؤول أميركي لصحيفة نيويورك تايمز إنه لا تأكيد بشأن ما إذا كان لدى نتنياهو والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله استعداد للموافقة على وقف القتال.