النهار

واشنطن تحذّر من حرب شاملة "مدمّرة للطرفين" واليمين الإسرائيلي يصعّد
جاد فيّاض
المصدر: النهار العربي
عكس إعلان البيت الأبيض أمس أن النداء لوقف إطلاق النار في لبنان أطلق بـ"التنسيق" مع إسرائيل، طبيعة التباينات بين واشنطن وتل أبيب بشأن الجهود الديبلوماسية، بما يرى مراقبون أنه يذكّر بمحطات عدة في سياق حرب غزة، حينما طرح الرئيس الأميركي جو بايدن خطته الشهيرة التي قال حين إعلانها إنها بالتوافق مع إسرائيل، التي سرعان ما نقضتها.
واشنطن تحذّر من حرب شاملة "مدمّرة للطرفين" واليمين الإسرائيلي يصعّد
تعزيزات عسكرية إسرائيلية على الحدود مع لبنان. (أ ف ب)
A+   A-

عكس إعلان البيت الأبيض أمس أن النداء لوقف إطلاق النار في لبنان أطلق بـ"التنسيق" مع إسرائيل، طبيعة التباينات بين واشنطن وتل أبيب بشأن الجهود الديبلوماسية، بما يرى مراقبون أنه يذكّر بمحطات عدة في سياق حرب غزة، حينما طرح الرئيس الأميركي جو بايدن خطته الشهيرة التي قال حين إعلانها إنها بالتوافق مع إسرائيل، التي سرعان ما نقضتها.

وأمس قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار للصحافيين إنّ "البيان تمّ تنسيقه بالفعل مع الجانب الإسرائيلي"، مضيفة أنّ المحادثات تتواصل خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وكان لافتاً تحذير وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن من أن "حرباً شاملة بين إسرائيل و’حزب الله‘ ستكون مدمّرة للطرفين" على السواء، داعياً إلى حل دبلوماسي يضع حداً للتصعيد، ومشيراً الى أن وقف إطلاق النار بينهما "قد يمكن الافادة منه لإنجاز وتطبيق اتفاق لضمان وقف إطلاق النار في غزة"، ما عدّه مراقبون دفعاً إضافياً باتجاه تحقيق خرق على خط الهدنة.

ويعزو خبراء تكثيف إدارة الرئيس بايدن جهودها في هذا السياق إلى أسباب انتخابية، إذ تدفع بثقلها السياسي لإنجاح هذه المفاوضات، انطلاقاً من سعيها لتحقيق خرق يُكسبها بعض النقاط في سباق الانتخابات الرئاسية المقررة في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
 
ومنذ ساعات فجر الخميس، كانت المحادثات الديبلوماسية في نيويورك لوقف إطلاق النار بين "حزب الله" وإسرائيل محط متابعة، وطغت الأجواء الإيجابية الحذرة لفترة مع بث أخبار مفادها التوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، لكن هذه الأجواء السلبية بددها نفي لبنان هذه الأجواء، وإعلان إسرائيل مواصلة العمليات، لتعود الأجواء السلبية وتخيّم من جديد.

سيناريو "الإيجابية الخادعة" اختُبر في ما سبق في غزّة، حينما أشاع المسؤولون الأميركيون أجواءً عن اقتراب التوصّل لاتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل و"حماس" وتبيّن أنها في غير محلها، والمفارقة فإن وسائل إعلام أميركية بثّت هذه الأجواء التفاؤلية عن إسرائيل و"حزب الله"، وهو أسلوب أميركي هدفه الدفع قدماً بمفاوضات وقف إطلاق النار، لكنه أثبت فشله مع استمرار الحرب في غزّة.

الأجواء التشاؤمية التي سرت عقب نفي لبنان وإسرائيل وجود اتفاق، عزّزتها الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت والتي استهدفت مسؤول وحدة المسيّرات في "حزب الله"، ثم تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي صادق على مواصلة العمليات الهجومية في الجبهة الشمالية، قائلاً "سنعمق محنة حزب الله"، في حين أجرى الجيش الإسرائيلي الخميس تدريباً يحاكي مناورات برّية في لبنان.

ولم يُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي استعداد لوقف النار، بل قال "سنواصل ضرب ’حزب الله‘ بكل قوة حتى عودة السكان للشمال". وفي رأي مصادر متابعة، فإن أمام إسرائيل فترة أسابيع قبل الانتخابات الأميركية ستستفيد منها لتنفيذ عمليات عنيفة ضد "حزب الله".

ويعكس موقف نتنياهو الأجواء اليمينية الضاغطة في تحالفه الحكومي لرفض أي اتفاق هدنة مع "حزب الله". ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية "إدانة" سياسيين إسرائيليين اقتراح وقف النار، إذ أكد رئيس مجلس إقليم ميتولا ديفيد أزولاي أن اتفاقاً من هذا القبيل من شأنه أن يُعيد سيناريو "السابع من تشرين الأول (أكتوبر)".

وفي حديث لصحيفة "معاريف"، أعرب المسؤول السابق في جهاز الشاباك يوسي عمروسي عن معارضته للاقتراح، مؤكداً أن "مفاوضات السلام" مع "حزب الله" يجب أن تكون "تحت نيران المدافع". وحذّر من أن "التوقف عن القتال لمدة ثلاثة أسابيع هو توقف طويل وسيسمح لحزب الله بإعادة تنظيم صفوفه".

وزير المالية بتسلئيل سموتريتش اعتبر أن الصراع في الشمال يجب أن ينتهي "بسيناريو واحد (هو) سحق حزب الله وإزالة قدرته على إيذاء سكان الشمال". ورأى أن إسرائيل "لا تستطيع أن تمنح العدو الوقت للتعافي" وإعادة تنظيم صفوفه، في حين دعا وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير حزبه لاجتماع طارئ، بعدما كان قد هدّد في وقت سابق بإسقاط الحكومة في حال قدّمت أي تنازلات خلال المفاوضات.

اقرأ في النهار Premium