يستمر التصعيد الاسرائيلي على الجبهة اللبنانية بعد أعنف ليلة هجوم شهدتها الضاحية الجنوبية لبيروت ليلاً، إضافة الى القصف الذي طال جنوب لبنان وبقاعه.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، اليوم السبت شن "ضربات واسعة النطاق" على "عشرات الأهداف" لحزب الله في لبنان.
كما أعلن أنه استدعى ثلاث كتائب من قوات الاحتياط لتعزيز دفاع القيادة المركزية وسط تصاعد الصراع مع جماعة حزب الله اللبنانية.
وظهرا، أفيد عن استهداف سيارة على طريق ضهر البيدر.
وقال شاهد من "رويترز" إن أعمدة دخان شوهدت تتصاعد من الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم السبت بعد ضربة جوية استهدفت المنطقة.
وسُمع دوي انفجار في أنحاء العاصمة اللبنانية.
كذلك، أفيد صباح اليوم عن قصف إسرائيلي بين منطقتي بحمدون وصوفر (جبل لبنان).
وقال النائب اللبناني عن منطقة بحمدون مارك ضو لوكالة "رويترز" إن غارة إسرائيلية ضربت البلدة الجبلية جنوب شرقي بيروت في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت.
وأضاف أن حجم الأضرار لم يتضح بعد.
وبعد ورود معلومات عن استهداف الطيران الحربي إسرائيلية أطراف فقرا في جرود كسروان (شرق لبنان)، وفقاً لإعلام محلي. نفى مختار بلدة كفردبيان وسيم مهنا ما أُشيع عن غارة إسرائيلية على بلدة فقرا، موضحاً أنّه لدى مرور الطيران الإسرائيلي سقط منه جسم معدنيّ صغير وارتطم بالجبل بين فقرا وكفردبيان.
مهاجمة أهداف في البقاع
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح السبت شن ضربات جديدة على أهداف لحزب الله في شرق لبنان، بعدما واصل خلال الليل قصفه العنيف على ضاحية بيروت الجنوبية، معقل الحزب.
وأفاد الجيش في بيان أنه "يقصف حاليا أهدافا ... لتنظيم حزب الله الإرهابي في منطقة البقاع" في شرق لبنان.
في المقابل، أفادت القناة 12 الإسرائيلية عن إطلاق 16 صاروخا من لبنان باتجاه الجليل في الدفعة الصاروخية الأخيرة.
صاروخ أٌطلق من لبنان سقط وسط إسرائيل
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم السبت إن صاروخا تم إطلاقه من لبنان على وسط إسرائيل سقط في منطقة مفتوحة.
وأضاف الجيش أنه لم تنطلق صفارات الإنذار وأن الواقعة قيد المراجعة، دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
كذلك، شنّت الطائرات الإسرائيلية غارات على أطراف الصرفند وعلى مبنى سكني في كفرحتى، ما أدى الى سقوط ضحايا وجرحى بغارة على مركز تابع للهيئة الصحية الإسلامية في الطيبة – ديرسريان (جنوب لبنان).
وطالت الغارات كفرصير، مركبا، ديرسريان، كفركلا، الناقورة، عنقون، مجدل زون، قبريخا ويارون واستشهدت بالغارات على النبطية الفوقا منى شمس الدين وعلي بلوط في عرب الجل، واطراف زوطر وكفرجوز وتول ميفذون الشرقية وكفرا وبلدة عربصاليم ومجرى نهر الليطاني، حبوش، كفرتبنيت، والزرارية.
واستهدفت الغارات أيضا جبل الريحان وتلال ومرتفعات إقليم التفاح ويحمر الشقيف والعيشية وكفرجوز رشاف ميفدون.
حزب الله
من جهته، أعلن حزب الله اليوم السبت إنه استهدف مواقع إسرائيلية منها روش بينا بالصواريخ ردا على الهجمات الإسرائيلية على مدن وقرى ومدنيين في لبنان.
وقال حزب الله صباح السبت إنه قصف "مستعمرة كابري بصلية من صواريخ فادي 1" وذلك "ردا على الاستباحة الهمجية الإسرائيلية للمدن والقرى والمدنيين"، في أول هجوم يتبناه بعد ضرب معقله.
وفرّت مئات العائلات بشكل عاجل خلال الليل من الضاحية الجنوبية على وقع الغارات، بعدما أصدر الجيش الإسرائيلي إنذارات لسكان بعض أحياء الضاحية بالإخلاء.
وعمت زحمة السير وسط الليل شوارع العاصمة المظلمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي. وتجمّع رجال ونساء وأطفال في ساحة الشهداء بوسط العاصمة وعلى كورنيش عين المريسة، حيث افترشوا الأرض والقلق على وجوههم.
وأعلنت وزارة الصحة السبت أن مستشفيات الضاحية الجنوبية ستجلي مرضاها، ودعت في بيان "مستشفيات بيروت وجبل لبنان والمناطق غير المتضررة من العدوان الإسرائيلي إلى التوقف حتى نهاية الأسبوع المقبل عن استقبال الحالات الباردة غير الطارئة، وذلك إفساحا في المجال لاستقبال المرضى الموجودين في مستشفيات الضاحية الجنوبية لبيروت والتي سيتم اخلاؤها بسبب تطورات العدوان".
وقال رضوان مسلم، وهو سوري لجأ قبل سنوات من حلب (شمال) الى حي الليلكي في الضاحية الجنوبية، إحدى المناطق التي استهدفتها الغارات الاسرائيلية، لوكالة "فرانس برس": "كنا في المنزل وجاءنا تبليغ بضرورة إخلاء الليلكي تمهيدا لقصفها. أخذنا الاغراض اللازمة وحقائبنا مع هوياتنا وخرجنا".
وأكد الوالد لستة أبناء، أكبرهم 17 عاما وأصغرهم 3 سنوات، "لا مكان لنا نبقى فيه والعودة للعيش في سوريا صعبة للغاية".
وأعلن الجيش الإسرائيلي ليل الجمعة السبت عبر تطبيق تليغرام أن الغارات اللاحقة استهدفت مخازن أسلحة ومصانع ذخائر ومراكز قيادية لحزب الله تحت مبان سكنية.
ونفى الحزب في بيان قصير "ادعاءات" إسرائيل عن وجود مخازن أسلحة في مبان سكنية.