أعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم الأحد، مقتل 57 شخصا في غارات إسرائيلية استهدفت جنوب وشرق البلاد، 32 منهم في غارة واحدة، في وقت كثّفت إسرائيل منذ الاثنين الماضي ضرباتها التي تشمل أيضا الضاحية الجنوبية لبيروت.
وقالت الوزارة في بيان إن "غارات العدو الإسرائيلي على بعلبك الهرمل" في شرق لبنان أدت "في حصيلة أولية إلى استشهاد 21 شخصا وإصابة 47 آخرين بجروح".
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن تعرض أحياء في مدينة بعلبك، إحدى أكبر مدن البقاع في شرق لبنان، والقرى المحيطة بها لـ"حوالى 15 غارة" الأحد.
وأوردت الوزارة في بيان آخر أن "حصيلة ضحايا اعتداء العدو الإسرائيلي على عين الدلب الواقعة شرق مدينة صيدا في جنوب لبنان ارتفعت إلى 32 شهيدا وإصابة 53 شخصا بجروح"، في ما أشارت إلى أن "5 شهداء و10 جرحى سقطوا في غارات العدو الإسرائيلي على قضاء بنت جبيل اليوم".
قبل ذلك، أفادت الوزارة كذلك عن مقتل 4 أشخاص في غارة اسرائيلية استهدفت بلدة جب جنين في البقاع الغربي في شرق لبنان.
وأعلنت في وقت سابق اليوم، أن 14 مسعفا قتلوا خلال يومين في القصف الإسرائيلي المتواصل، منددة باستهداف إسرائيل المراكز الصحية.
وتتعرض مناطق في جنوب وشرق لبنان وصولا إلى ضاحية بيروت الجنوبية منذ الاثنين الماضي لقصف إسرائيلي كثيف أدّى إلى مقتل المئات، وأرغم كثرا على الفرار من بيوتهم.
في مستجدّات القصف...
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أن سلاح الجو شن سلسلة غارات على عشرات الأهداف في لبنان خلال الساعات الأخيرة.
وقال: "دمّرنا قاذفات تابعة لحزب الله كانت موجّهة نحو إسرائيل وهاجمنا بنية تحتية عسكرية له في جميع أنحاء لبنان".
من جهّته، أعلن وزير الإعلام اللبناني بعد جلسة لمجلس الوزراء الأحد أن الجهود الدبلوماسية للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار مع إسرائيل لا تزال "مستمرة".
كما أعلنت أن 14 مسعفاً قتلوا خلال يومين في القصف الاسرائيلي المتواصل على جنوب وشرق لبنان خصوصاً، منددةً باستهداف اسرائيل المراكز الصحية.
وقالت الوزارة في بيان: "تراكم قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الأخيرة اعتداءاتها على المسعفين والمراكز الصحية" ما أدى إلى "استشهاد أربعة عشر مسعفاً في يومين"، مستنكرةً "بأشد العبارات تكرار العدو الاسرائيلي لاعتداءاته على المراكز الصحية".
في الجنوب
في آخر العمليّات، ذكرت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية أن "الطيران الحربي المعادي أغار على مركز للدفاع المدني التابع لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية في بلدة طيردبا ما أدّى إلى سقوط 4 شهداء وعدد من الجرحى".
وصباح اليوم، أغارت الطائرات على أنصارية، عيتا الشعب، المحمودية، العيشية، البيسارية وتلال ومرتفعات إقليم التفاح وعربصاليم، بيت ليف، القنطرة، علمان، بيت ياحون، مركبا، الخرايب، الزرارية.
وأغار الطيران الإسرائيلي على بلدة عبا على الطريق العام، وعلى أطراف بلدة رشكنانية قضاء صور، بلاط وشقرا، منطقة العيتانية لجهة البحر في القاسمية، الطيري، طيرحرفا، زوطر الشرقية والغربية، عبا، و4 غارات على القصيبة وقعقعية الجسر الصوان.
ودمّرت غارة إسرائيلية منزلاً في يحمر الشقيف. وشنّت الطائرات الإسرائيلية المزيد من الغارات الجوية على عنقون ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص نعتهم حركة "أمل".
وتركّزت الغارات على كسار زعتر في النبطية، زبدين الشرقية، جبشيت، كفرشوبا، المنصوري، بيت ليف، صربين، كفركلا، كفرحتى، عين قانا، كفرملكي، السكسكية، اللوبيا، بلاط، الغازية، الخيام ودبين وترافقت مع تحليق مكثّف للمسيّرات فوق إقليم التفاح والنبطية.
وأغارت الطائرات الإسرائيلية على مركز للهيئة الصحية الإسلامية في حومين الفوقا ما أدى لسقوط 3 ضحايا.
وأغارت أيضاً على جبشيت حيث قتل 3 أشخاص، بالإضافة إلى زوطر الشرقية كفرجزز الدوير يحمر الشقيف أرنون.
وأغار الطيران الحربي على معروب وبلاط وشقرا والمجادل وعيناتا وياطر وبدياس وحبوش وقانا وتول والصرفند وكوثرية السياد وصفد البطيخ وعيتيت ومنطقة المدينة الصناعية بمحيط صور، والبازورية وحانين والعباسية وكفررمان، ومحيط مركز "الهيئة الصحية الإسلامية" والقريب من مستشفى تبنين الحكومي وديرقانون النهر ومدينة صور.
وأغار الطيران على مارون الراس ويارون وحرش كونين وبليدا.
صيدا
كما أغار الطيران الإسرائيلي مستهدفاً عين الدلب في صيدا، حيث ذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن "اعتداء العدو الإسرائيلي على عين الدلب أدى في حصيلة أولية إلى استشهاد 32 شخصا وإصابة 53 شخصا بجروح".
في البقاع
شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارتين في المنطقة الحدودية من جهة الهرمل.
استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مدينة الهرمل ومحيطها بسلسلة غارات عنيفة، ولم توفّر المعامل والمستودعات والمحال التجارية والمزارع والمناطق المأهولة بالسكان.
ففي داخل بعلبك وعلى أطرافها بدأت الغارات عند الخامسة والربع، والضربة الأخيرة على طريق الكيال بعيد السابعة صباحاً.
نفّذت إسرائيل غارة على منطقتي الخضر وتمنين والنبي شيت والخريبة. واستهدفت مسيّرة سيارة بالقرب من مفرق بلدة إيعات، المجاورة لمدينة بعلبك.
وطالت الغارات بلدات: بوداي، بعلبك محلتي الكيال وحي الزهراء، أطراف بلدة نحلة، سرعين، بوداي، النبي عثمان، اللبوة والعين وشعت، النعنعية، ومزرعة في يونين.
في العين، أدّت غارة إسرائيلية إلى مقتل 9 أشخاص من عائلة سورية بينهم أطفال. وأدت غارة إسرائيلية على بلدة زبود إلى مقتل 17 شحصاً.
كما شنَّ الطيران الحربي غارة على جرد الهرمل استهدفت منزلاً سكنياً، وهناك معلومات عن إصابات. وقُتِل 4 أشخاص في في ثلاث غارات استهدفت حلبتا.
وطالت غارات دورس وبريتال وعلي النهري.
في السياق، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 4 أشخاص بالإضافة إلى 4 جرحى أحدهما في العناية المركزة نتيجة غارات الجيش الإسرائيلي على البقاع الغربي.
البقاع الغربي
إلى ذلك، شنَّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارة على بلدة جب جنين في البقاع الغربي، هي الأولى على هذه البلدة منذ بدء الحرب.
وقال مصدران أمنيان لوكالة "رويترز" إنَّ غارة إسرائيلية على سهل البقاع بلبنان أودت بحياة القيادي البارز في الجماعة الإسلامية محمد دحروج.
"صغيرة النطاق"
في السياق، كشف مسؤولان أميركيان لشبكة "أي بي سي" عن أن "عمليات صغيرة النطاق" أو "تحركات حدودية" داخل لبنان قد بدأت أو على وشك أن تبدأ، في محاولة لإبعاد قوات حزب الله عن الحدود.
ونقلت عن مسؤولين أمريكيين ردّاً على غضب الإدارة الأميركية من إسرائيل: "هناك تسامح في الوقت الحالي".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن تقديرات تشير إلى أن إسرائيل ستبدأ قريباً عملية برّية محدودة في لبنان.
إلى ذلك، لفتت صحيفة "هآرتس" إلى أن "الجيش الإسرائيلي يرى أن العملية ضد لبنان يجب أن تستمر، بل ويؤيد دخولاً برّياً لأنّه في رأيه الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها إعادة سكان مستوطنات الشمال".
وأضافت: "بحسب الجيش، إذا توقّف القتال عند هذه النقطة، فستتمكّن إيران من تجديد قدرات حزب الله التي تضرّرت بشكل كبير في الأسبوعين الماضيين. وتشير التقديرات في الجيش إلى أن القوات البرية اكتسبت الكثير من الخبرة خلال 11 شهراً من القتال في قطاع غزة، ولديها ثقة في قدرتها على تكرار ذلك في لبنان أيضاً".
ولفتت صحيفة "معاريف" عن مصادر إسرائيلية مطّلعة إلى أن "قرار العملية البرية في لبنان لم يُتخذ بعد ولكن الجيش مستعد لذلك".
وقال مسؤول أمني إسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرنوت" إن "عملية برية واسعة في لبنان للقضاء على حزب الله ولإنشاء منطقة عازلة هي فخ قاتل".
بدورها، نقلت إذاعة الجيش عن مصدر أمني إسرائيلي "أنّنا مستمرّون في جهود ضرب قدرات حزب الله ولا يزال أمامنا كثير من العمل".
عمليّات "حزب الله"... وآخر التطوّرات الإسرائيلية
أعلن "حزب الله" قصف قاعدة زوفولون العسكرية بصليات صاروخية.
واستهدف موقع السماقة "في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة بقذائف المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة".
استهدف "حزب الله" "تجمعاً لجنود العدو في مستعمرة شتولا بالأسلحة الصاروخية وحققوا فيه إصابات مؤكدة".
أعلن "حزب الله" أنه "بعد مراقبة ومتابعة لقوة إسرائيلية ولدى دخولها إلى موقع راميا"، تم استهدافها بقذائف المدفعية وأنه شن هجوماً جوياً بِسربٍ من المسيرات الإنقضاضية على معسكر ألياتكيم.
في عمليّاته، أعلن "حزب الله" قصف معسكر أوفيك بصلية من صواريخ فادي 1.
واستهدف تحركات لجنود الجيش الإسرائيلي في مستوطنة المنارة، وقصف مستوطنة ساعر بصلية صاروخية.
وأعلن "حزب الله" قصف مدينة صفد في شمال إسرائيل برشقة صاروخية، ومستوطنتي روش بينا وسونوبار.
في المقابل، ذكر إعلام عبري أنه تم رصد إطلاق 7 صواريخ من لبنان باتجاه مدينة طبريا بالجليل بدون سقوط إصابات.
من جهّتها، ذكرت القناة "12" الإسرائيلية أنّه تم اعتراض طائرتين مسيّرتين في سماء مدينة نهاريا في الجليل الغربي.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن جهاز الصحة في إسرائيل رفع حالة التأهب استعداداً لمواجهة أي تحدّيات بعد اغتيال نصرالله.
ورأى رئيس بلدية كريات شمونة أن "قوات الرضوان لا تزال على الحدود ومن المستحيل إزالة التهديد بدون الدخول البري".
وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن مقذوفاً أطلق من لبنان سقط في الضفة الغربية وأشعل حرائق السبت.
وذكرت خدمة الإسعاف الإسرائيلية أنّه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح.
وأضاف الجيش في بيان أن "المقذوف سقط في منطقة متسبيه هاغيت"، لافتاً إلى أن "خدمات الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية عملت على إخماد الحرائق الناجمة عن سقوط المقذوف في المنطقة".
مساءً، ذكرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أنه تم تفعيل صفارات الإنذار في عكا وحيفا ومناطق واسعة بالجليل الغربي.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن صاروخ أرض-أرض ثقيلا أُطلق من لبنان باتجاه حيفا، هو ما تسبب في تفعيل صفارات الإنذار.
وكشف الجيش الإسرائيلي أن الدفاع الجوي نجح في اعتراض صاروخ واحد عبر من الأراضي اللبنانية، مضيفا أن أكثر من مليون إسرائيلي يركضون نحو الملاجئ بعد إطلاق حزب الله صواريخ على حيفا والشمال.