يترقّب العالم ما تحمله الأيام المقبلة من تطوّرات بعد اغتيال أمين عام "حزب الله" خسن نصرالله بغارة إسرائيلية، وسط توعّد إيراني بالرد على العملية.
انقسام في إيران؟
في آخر المعلومات، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن وجود انقسامات داخل القيادة الإيرانية بشان كيفية الرد على اغتيال نصرالله، مشيرة إلى أن اجتماع المرشد الإيراني على خامنئي الطارئ عقب مقتل نصرالله شهد انقسمات بشأن كيفية الرد.
وذكرت الصحيفة نقلاً عن عن مسؤولين إيرانيين أن محافظين قالوا إن طهران بحاجة لتوجيه ضربة لإسرائيل أما الرئيس مسعود بزشكيان فيرى أن طهران لا يجب أن تنجر لحرب أوسع نطاقاً.
وفق المسؤولين، "هناك مخاوف بطهران من توجيه إسرائيل ضربة مضادة للبنية التحتية وهي لا يمكنها تحمل ضربة إسرائيلية كبرى على بنيتها الحيوية".
في الموازاة، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي أن "لا مؤشرات حتى الآن على أن إيران تستعد لرد فعل كبير ومستمر، ومن غير المعروف ما إذا كانت الردود الانتقامية ستأتي من حزب الله أو إيران أو كليهما".
وقال: "موقف واشنطن في الوقت الراهن هو الاستعداد لمجموعة من الأعمال الانتقامية المحتملة".
أكثر تشدّداً!
إلى ذلك، نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع أن "هاشم صفي الدين بدأ يسيطر على حزب الله وهو أكثر تشدّداً من نصرالله"، مشيرة إلى أن التنظيم بدأ يخطط لقصف تل أبيب.
من جانبها، أفادت "نيويورك تايمز" نقلاً عن مصدر بالحرس الثوري الإيراني بـ"أنّنا سنساعد حزب الله بتسمية من سيخلف نصرالله".
وأضاف المصدر: "الأولوية الآن لتشكيل هيكل قيادي لحزب الله وإعادة بناء شبكة اتصال آمنة لحزب الله".
تعزيزات أميركية...
مع تصاعد التوتّر، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الوزير لويد أوستن أكّد لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت تصميم واشنطن على منع إيران من استغلال الوضع في لبنان لتوسيع الصراع في المنطقة.
وشدّد على أن واشنطن "ملتزمة بالدفاع عن إسرائيل" و"تدعم بالكامل حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".
ونقلت شبكة "أن بي سي" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الولايات المتحدة تدرس خيارات لزيادة عدد قوّاتها بالشرق الأوسط عقب اغتيال نصرالله.
وذكرت أن الجيش الأميركي قدّم لأوستن خيارات لتعزيز القّوات والأسلحة الأميركية في المنطقة.
وأوضحت الشبكة أن أوستن على اتصال بالرئيس الأميركي جو بايدن بهذا الشأن، مشيرة إلى أنّه لم يُتخذ قرار نهائي بشأن تلك الخيارات.
وقالت إن الولايات المتحدة لديها 40 ألف جندي في الشرق الأوسط في الوقت الحالي.
وطلبت إسرائيل من الولايات المتحدة إرسال قوّات إلى المنطقة استعداداً لرد إيراني لكن مسؤولين أميركيين اشتكوا من أن إسرائيل تفعل ما تريد بدون استشارة واشنطن ثم تسارع لطلب الحماية منها.
وكان بايدن أصدر تعليماته لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) لتعديل وضع القوات الأميركية في الشرق الأوسط حسب الضرورة، لتعزيز الردع وضمان حماية القوّات ودعم المصالح الأميركية، وفق ما ورد في بيان أصدره البيت الأبيض مساء الجمعة.
تحذير...
في السياق، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أميركيين أن واشنطن حذّرت من أن الغزو البري الإسرائيلي للبنان قد يأتي بنتائج عكسية، وتواصل نصيحة إسرائيل بعدم شنّه.
وقالت إن "العمليات الإسرائيلية دمّرت حزب الله كمنظّمة، والخطر الأكثر قرباً هو كيف ستختار إيران الرد على اغتيال نصرالله".
ونقلت أيضاً صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين أن بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اغتيال نصرالله قد يشعل حربا إقليمية، وطلب منه وقف نيرانه.
ولفتت عن مسؤولين أميركيين قولهم إلى أنه من الصعب على إسرائيل النجاح في تدمير قدرات "حزب الله".
واعتبر هؤلاء المسؤولون أن إسرائيل ستجد صعوبة في تدمير "حزب الله" إذا بدأت غزواً برّياً لمعقله في جنوب لبنان، مشيرين إلى أن تضرّر المدنيين سيكون أكبر مما حصل في قطاع غزة إذا قرّر نتنياهو مهاجمة ترسانة الحزب.
ونقلت عن مسؤول إسرائيلي أن "حزب الله" قادر على إطلاق مئات الصواريخ في وقت واحد على مدن مثل تل أبيب وحيفا.
واعتبر مسؤولون أميركيون، لـ"أي بي سي"، أن "قطع رأس حزب الله ليس كافياً لعودة آلاف النازحين من شمال إسرائيل إلى ديارهم".
وقالوا: "الدبلوماسية هي الحل الوحيد القابل للتطبيق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله".
بدوره، لفت مسؤول إسرائيلي كبير إلى "أنّنا نأمل أن تؤدي العملية ضد نصر الله إلى التخلي عن غزو لبنان برّا، إسرائيل ستستغل الزخم الذي لديها الآن بعد تراجع خصمها".
وأضاف: "ممتنون لدعم الولايات المتحدة الدفاع عن إسرائيل ضد الصواريخ من إيران ووكلائها".