مع تصاعد العمليات العسكرية بين "حزب الله" وإسرائيل، بدأت دول عدة بإجراءات فورية لإجلاء رعاياها من لبنان تحسّباً لتطوّر الأحداث ولحمايتهم، مع بدء الجيش الإسرائيلي عملية بريّة ضد أهداف تابعة للحزب عند الحدود.
كندا
أعلنت كندا أمس الإثنين أنّها حجزت 800 مقعد على رحلات جوية تجارية لمساعدة رعاياها على مغادرة لبنان.
وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي عبر منصة "إكس" إنّ "الوضع الأمني في لبنان أصبح أكثر خطورة وتقلّباً".
وأضافت أنّه "من أجل مساعدة الكنديين على مغادرة البلد بشكل أسرع، نعمل حالياً على زيادة القدرة التجارية وقد حجزنا 800 مقعد إضافي خلال الأيام الثلاثة المقبلة".
وهناك حالياً نحو 45 ألف كندي في لبنان. ومن المقرّر أن تنطلق أولى هذه الرحلات اليوم الثلاثاء.
وأوقفت غالبية شركات الطيران رحلاتها من وإلى بيروت.
وتستعدّ كندا لتنظيم عملية لإجلاء رعاياها من لبنان، وقد وضع جيشها لهذه الغاية موارد طوارئ في قبرص تحسّباً لاحتمال توقّف الرحلات الجوية التجارية.
فرنسا
بدورها، أبحرت سفينة تابعة للبحرية الفرنسية الإثنين من جنوب شرق فرنسا للتمركز قبالة الساحل اللبناني "احترازياً" في حال اضطرارها لإجلاء رعاياها، وفق ما أعلنت هيئة الأركان العامة للقوّات المسلّحة.
وأوضح المصدر أنّ حاملة المروحيات البرمائية (PHA) الفرنسية التي ستستغرق "5 إلى 6 أيام" للوصول إلى المنطقة في شرق البحر الأبيض المتوسط من ميناء تولون، مجهّزة بمروحيات و"مجموعة قتالية" ستتم تعبئتها في حال اضطرارها لإجلاء المواطنين الفرنسيين.
وقال مسؤول رفيع المستوى في هيئة الأركان العامة لوكالة "فرانس برس": "نحن نعزّز مواردنا للتعامل مع تدهور للوضع".
ولم يحدّد المسؤول اسم السفينة.
وتملك فرنسا ثلاث حاملات مروحيات برمائية هي "ميسترال" و"ديكسمود" و"تونير". وهذه السفن التي يبلغ وزنها 21500 طن وطولها 199 متراً، هي بمثابة "موانئ عائمة" يمكن أن تستوعب مئات الأشخاص.
ويقيم في لبنان حوالى 23 ألف فرنسي أو فرنسي-لبناني. وأنشأت السفارة الفرنسية خلية للرد الهاتفي تعمل طوال أيام الأسبوع، وفق ما ذكر وزير الخارجية جان-نويل بارو الإثنين خلال زيارته لبيروت.
بريطانيا
من جانبها، أعلنت بريطانيا مساء الإثنين أنّها استأجرت رحلة جوية تجارية لإجلاء رعاياها الراغبين في مغادرة لبنان.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إنّ هذه الطائرة ستغادر مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت يوم الأربعاء.
ونقل البيان عن وزير الخارجية ديفيد لامي قوله إنّ "سلامة المواطنين البريطانيين في لبنان تظلّ أولويتنا الأولى".
وأضاف "لهذا السبب، استأجرت حكومة المملكة المتحدة رحلة جوية لمساعدة أولئك الذين يرغبون في المغادرة. من الضروري أن تغادروا الآن لأنّ عملية إجلاء لاحقة قد لا تكون مضمونة".
وأوضح البيان أنّ الأولوية في هذه الرحلة ستكون لإجلاء المواطنين البريطانيين "الضعفاء".
وكانت بريطانيا أعلنت الأسبوع الماضي أنّها نشرت 700 عسكري في قبرص استعداداً لإجلاء محتمل لرعاياها من لبنان.
ألمانيا
من جهّتها، أجلت ألمانيا الإثنين الموظفين غير الأساسيين لدى سفارتها في بيروت وأفراد عائلاتهم وبعض مواطنيها في لبنان ممن يعانون مشكلات صحية.
ونُقل حوالى 100 ركاب في الطائرة التابعة لسلاح الجو وهي من طراز "إيه321" بينهم دبلوماسيون وغيرهم من الموظّفين وبعض المواطنين الذين يعدّ وضعهم الصحي خطراً، بحسب ما علمت "فرانس برس".
وقالت وزارة الخارجية إنّ الطائرة هبطت ليل الإثنين في العاصمة برلين.
وأعلنت وزارتا الخارجية والدفاع في بيان سابق هذه الرحلة الخاصة "لدعم مغادرة زملاء وعائلاتهم" وموظّفي بعض المنظمات الألمانية الشريكة من لبنان.
وما زالت سفارة برلين في بيروت تواصل عمليّاتها لمساعدة حوالى 1800 مواطن ألماني في البلاد.
وأضاف البيان أنّ "السفارة تواصل دعم من تبقى من الألمان في لبنان ليغادروا في رحلات تجارية وغير ذلك".
ورفعت برلين نهاية الأسبوع مستوى التأهّب بالنسبة إلى بعثاتها الدبلوماسية في بيروت وتل أبيب ورام الله في الضفة الغربية المحتلّة.
وقال ناطق باسم الحكومة الألمانية في وقت سابق الإثنين "نحن حالياً في مرحلة حيث ندعم مغادرة (المواطنين) لكنّنا لسنا بشكل واضح في سيناريو يقوم على الإجلاء".
وشدّد البيان على أنه "تمّت دعوة جميع الألمان في لبنان إلى مغادرة البلاد منذ تشرين الأول (أكتوبر) 2023".
بلغاريا
تم إجلاء ما مجموعه 89 بلغاريا، وخصوصا عائلات تضم أطفالا، من لبنان، وقد وصلوا الى صوفيا عصر الإثنين. ومن المقرر أن تقوم طائرة حكومية برحلة ثانية الثلاثاء. ويقيم نحو 400 بلغاري في لبنان، وأبدى 160 منهم الى الآن رغبتهم في مغادرة هذا البلد، بحسب نائبة وزير الخارجية إيلينا شيكرليتوفا.
البرتغال
قامت البرتغال مساء السبت عبر رحلة عسكرية بإجلاء 28 من مواطنيها وعائلاتهم من لبنان من طريق قبرص، أي ما مجموعه 44 شخصا.
بولندا
قال متحدث باسم وزارة الخارجية البولندية اليوم إن وارسو ستقلص عدد الموظفين في سفارتها ببيروت.
وأضاف أن بولندا ستنظم عمليات لنقل رعاياها الراغبين في مغادرة لبنان.
هولندا
ذكرت وكالة الأنباء الهولندية (إيه إن بي) اليوم الثلاثاء أن هولندا ستعيد مواطنيها من لبنان في وقت بدأت فيه وحدات عسكرية إسرائيلية في تنفيذ توغلات.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن التوغلات التي بدأتها القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان والتي بدأت خلال ساعات الليل كانت محدودة ولم تمتد إلا لمسافة قصيرة عبر الحدود، مضيفا أنه لم ترد أنباء عن وقوع اشتباكات مباشرة مع مقاتلي "حزب الله".
بلجيكا
حضت وزارة الخارجية في بروكسل في تعليقات لوكالة الأنباء البلجيكية (بلجا) اليوم الثلاثاء المواطنين البلجيكيين على مغادرة لبنان في أقرب وقت ممكن.
تركيا
قالت وزارة الخارجية التركية اليوم الثلاثاء إن تركيا مستعدة لتنفيذ عملية إجلاء محتملة للأتراك من لبنان جوا وبحرا، وتعمل مع حوالي 20 دولة على الاستعداد لإجلاء محتمل لرعايا أجانب عبر تركيا.
وأضافت أن الأوضاع الأمنية في لبنان قد تتدهور مع التوغل البري لإسرائيل في جنوب لبنان، وأنه تم إنشاء مركز تنسيق للتعامل مع طلبات الإجلاء وفقا لخطط وضعتها المؤسسات التركية.
وتابعت: "وُضعت إرشادات لإجلاء الرعايا الأجانب عبر بلادنا، وهناك استعدادات ضرورية تجري مع حوالي 20 دولة طلبت الدعم حتى الآن".