كشف رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اليوم الأربعاء، أن المفاوضات بشأن هدنة في غزة "لا تزال عالقة في نفس الخلافات التي واجهناها في باريس في شباط (فبراير) الماضي".
وأضاف آل ثاني في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أ
ن "عودة النازحين إلى ديارهم، والتي لم يقبلها الإسرائيليون بعد، هي النقطة الأساسية التي نحن عالقون عندها".
وقال إن النقطة الشائكة الأخرى تتعلّق بعدد الفلسطينيين الأسرى الذي سيتمّ الإفراج عنهم مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم "حماس" في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، معرباً عن اعتقاده بأنّ هذه القضية "يمكن حلّها".
وتابع: "ملتزمون منذ البداية بعملية المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب... نبذل قصارى جهدنا للتوصل إلى اتفاق لكن النتيجة بيد الأطراف".
ودعا المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤوليته وفرض وقف دائم لإطلاق النار في غزة"، معتبراً في الوقت ذاته أن "المجموعة الدولية لم تتحرك بما يليق لوقف الحرب في قطاع غزة".
وعبر آل ثاني عن أمله في أن "تمثل قرارات محكمة العدل الدولية بداية لوقف دائم لإطلاق النار في غزة".
وتتوسط قطر والولايات المتحدة ومصر منذ أسابيع في المحادثات غير المباشرة تهدف إلى التوصل إلى هدنة في قطاع غزة المحاصر والمهدّد بالمجاعة، وكذلك بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
من الدوحة إلى القاهرة
وانتقلت قبل أيام المحادثات بشأن هدنة غزة إلى العاصمة المصرية، إثر تعثر المفاوضات التي قادتها قطر، حيث تتواصل الجهود لإتمام صفقة جديدة.
ويوم أمس الثلثاء، نقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن مسؤول سياسي قوله إنّ "مفاوضات الهدنة في القاهرة تسير بشكل إيجابي".
وأضافت أن المفاوضين المشاركين في المحادثات الرامية للتوصّل إلى هدنة تمتّعوا بموقف "أكثر مرونة"، لافتة إلى إمكانية إحراز تقدّم في الأيام المقبلة خاصة في ملف عودة السكان إلى شمال غزة.
وذكر المسؤول أنه إذا كانت "حماس مهتمّة بالتوصّل إلى اتفاق، فيمكننا المضي قدماً"، وأردف: "لقد قطعنا شوطاً طويلاً هذه المرة أيضاً، وهناك إمكانية لإحراز تقدّم في الأيام المقبلة".
تعنت متبادل
وتتمسّك "حماس" بعودة النازحين إلى الشمال، فضلاً عن وقف دائم لإطلاق النار، في ما يرفض الجانب الإسرائيلي هذا الأمر.
وتحمّل الحركة إسرائيل المسؤولية عن عدم التوصّل إلى اتفاق حتى الآن لأنّها ترفض الالتزام بإنهاء الهجوم العسكري وسحب قوّاتها من قطاع غزة والسماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم في الشمال.
وبينما تسعى "حماس" للاستفادة من أي اتفاق من أجل إنهاء القتال وانسحاب القوات الإسرائيلية، تستبعد إسرائيل ذلك وتؤكّد أنّها ستستأنف في نهاية المطاف جهودها الرامية إلى تفكيك قدرات "حماس" العسكرية، وإنهاء حكمها في غزة.
هنية: حماس متمسكة بمطالبها
وفي وقت سابق اليوم، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية تمسكها بمطالبها المتمثلة في الوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب من غزة وعودة النازحين وإدخال المساعدات وإبرام صفقة أسرى، قائلاً: "نحن أمام فرصة تاريخية لهزيمة العدو".
وفي كلمة له خلال "منبر القدس" الذي يندرج ضمن فعاليات إحياء يوم القدس العالمي، قال إن "الاحتلال لا يزال يراوغ ويتعنت في المفاوضات ولا يستجيب لمطالبنا العادلة لوقف الحرب".