زكريا سرسك فتى فلسطيني يبلغ من العمر اثني عشر عاما، يمشي بخطوات ثابتة وسط حشد كبير من الناس في مستشفى الأقصى بقطاع غزة لكنه ليس هناك لتلقي العلاج، بل يعمل متطوعا ويقدم يد العون للأطباء عن طريق تعبئة المحاقن وتحريك النقالات.
وقرر سرسك مساعدة جرحى القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى نزوحه وعائلته من منزلهم، ويقضي الآن معظم وقته في المستشفى.
وقال: "بنجيب المصابين لمستشفى الأقصى وبنجيب الشهداء للتلاجات وبطلع مع الإسعاف نجيب حالات".
ويتقدم سرسك عبر ممرات المستشفى مرتديا سترة زرقاء وزوجا من القفازات الواقية. ويتولى مهاما مثل نقل المرضى والمساعدة في قياس ضغط الدم.
يحكي: "لما بنجيب المصابين بحزن على الأطفال، وبنجيب المصابين لمستشفى الأقصى".
ومستشفى الأقصى هو واحد من المستشفيات القليلة التي لا تزال تقدم الرعاية الصحية للمرضى الذين نجوا من الهجمات الجوية الإسرائيلية، بعد ستة أشهر من الهجوم الذي شنه مسلحو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" على إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 200 رهينة، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
وتسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية التي جاءت ردا على هجوم "حماس"، التي تدير قطاع غزة، في مقتل أكثر من 33 ألف فلسطيني وإصابة ما يربو على 75 ألفا.