النهار

الجحيم يتعمّق... هيئات إغاثية تندّد بوضع "أكثر من كارثي" ‏في غزة
المصدر: أ ف ب
من بين 36 مستشفى رئيسي في غزة، لا تزال عشرة منها ‏فقط تعمل بشكل جزئي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.‏
الجحيم يتعمّق... هيئات إغاثية تندّد بوضع "أكثر من كارثي" ‏في غزة
ظروف إنسانية قاسية يعيشها سكان غزة (أ ف ب)
A+   A-
 
ندّدت وكالات تابعة للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات ‏الإغاثية بالحصيلة المدمّرة الناجمة عن ستة أشهر من الحرب ‏في غزة، محذّرة من أنّ الوضع "أكثر من كارثي".‏

وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ‏إن "ستة أشهر عتبة فظيعة"، محذّراً من أنّه "تمّ التخلّي عن ‏الإنسانية".‏

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) مع شن ‏حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع ‏‏1170 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة ‏فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية.‏

كذلك خُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 129 ‏منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق ‏تقديرات رسمية إسرائيلية.‏

وردّت إسرائيل متعهدة "القضاء" على حماس، وهي تشن منذ ‏ذلك الحين حملة قصف مكثف وهجوما بريا واسع النطاق، ما ‏تسبب بمقتل 33175 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، ‏وفق وزارة الصحة في حكومة حماس، وخلّف دمارا هائلا.‏

وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم ‏غيبرييسوس مجددا إدانة الوكالة لـ"أعمال العنف الهمجية" ‏التي أطلقت شرارة الحرب وطالب ب"الإفراج عن الرهائن ‏المتبقين".‏

غير أنّه شدّد في تصريحات على منصة إكس على أن "هذه ‏الفظائع لا تبرر القصف والحصار المروع المتواصل وتدمير ‏إسرائيل للنظام الصحي في غزة وقتل وجرح وتجويع مئات ‏آلاف المدنيين من بينهم عمال إغاثة".‏

ورأى أن "الحرمان من الاحتياجات الأساسية، الغذاء والوقود ‏والصرف الصحي والمأوى والأمن والرعاية الصحية، غير ‏إنساني ولا يطاق".‏

ومن بين 36 مستشفى رئيسي في غزة، لا تزال عشرة منها ‏فقط تعمل بشكل جزئي، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.‏
 

عار على الإنسانية ‏
وعبّر تيدروس بشكل خاص عن غضبه إزاء "الوفيات ‏والإصابات الخطيرة لآلاف الأطفال في غزة"، معتبرا أنها ‏‏"ستظل وصمة عار على الإنسانية جمعاء".‏

وقال "هذا الاعتداء على الأجيال الحالية والمستقبلية يجب أن ‏ينتهي".‏

بدوره رأى المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل ‏اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، أن "الجحيم ‏في غزة يتعمق يوما بعد يوم".‏

وكتب على منصة إكس "تمّ تجاوز كل الخطوط، بما فيها ‏الخطوط الحمراء. أصبحت هذه الحرب أسوأ بكثير من خلال ‏تقنيات يسيء البشر استخدامها لإيذاء غيرهم من البشر، بشكل ‏جماعي".‏

وأضاف "يتفاقم الوضع جراء المجاعة الناجمة عن الحصار ‏الذي تفرضه إسرائيل، وقد يظن المرء أنها من حقبة مختلفة. ‏ونتيجة لذلك، فإن المجاعة التي هي من صنع الإنسان تلتهم ‏أجساد الرضع والأطفال الصغار".‏

وأشارت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة ‏‏(يونيسف) كاثرين راسل إلى أن أكثر من 13 ألف طفل قتلوا ‏في الحرب، وفق التقارير.‏

وأفادت على منصة "إكس" السبت أن "منازل ومدارس ‏ومستشفيات تحولت إلى ركام. قتل مدرّسون وأطباء وعاملون ‏في المجال الإنساني. المجاعة وشيكة".‏

وتابعت أن "مستوى وسرعة الدمار صادمان. الأطفال بحاجة ‏إلى وقف لإطلاق النار الآن".‏

وشدد منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن ‏غريفيث السبت على الحاجة إلى "محاسبة على هذه الخيانة ‏للإنسانية".‏
 
 
‏"غير مقبول" ‏
من جانبه، وصف جاغان تشاباغين الأمين العام للاتحاد ‏الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر الوضع بأنه ‏‏"أكثر من كارثي". وحذّر من أن "الملايين يواجهون خطر ‏الجوع".‏

وأضاف "يتعيّن ضمان تدفق عاجل وبدون عراقيل للمساعدات ‏الإنسانية للوصول إلى المحتاجين. ليس غدا، بل الآن".‏

وأعلن الاتحاد الأحد عن مقتل موظف آخر في جمعية الهلال ‏الأحمر الفلسطيني في غزة.‏

وأوضح أنه تم العثور على جثة محمد ماهر خليل عابد الأحد بعد ‏أن قتل أثناء إخلاء مستشفى الأمل في مدينة خان يونس جنوب ‏القطاع في 24 آذار (مارس) الماضي.‏
 
 
وذكر الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال ‏الأحمر أنّ 19 من أعضاء شبكته، هم 16 موظفا ومتطوعا ‏مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وثلاثة من منظمة نجمة ‏داود الحمراء، قتلوا منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر).‏

وقال تشاباغين على "إكس" إنّ "مقتلهم مدمّر وغير مقبول".‏

وشدد على أن الاتحاد "لم ينحز إلى أيّ طرف بل إلى ‏الإنسانية فحسب"، مؤكدا وجوب ضمان "الوصول بدون ‏عراقيل للمساعدات إلى جميع أنحاء قطاع غزة".‏

كذلك دعا إلى "حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني ‏والرعاية الصحية ومنشآتهم" إضافة إلى "الإفراج غير ‏المشروط عن جميع الرهائن".‏

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن "تدفّق المساعدات ‏الإنسانية" إلى غزة هو أمر بالغ الأهمية، لكنه لا يمثل إلا ‏‏"جزءا من الحل".‏

وأضافت على منصة "إكس" أنّ "على الجانبين تنفيذ عملياتهما ‏العسكرية بطريقة تجنّب المدنيين العالقين" في النزاع التعرّض ‏للأذى.‏

وأشار تيدروس إلى أن أكثر من 70% من الذين ماتوا في ‏غزة من النساء والأطفال، قائلا "نحضّ جميع الأطراف على ‏إسكات أسلحتهم. وندعو إلى السلام. الآن".‏
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium