كثّفت الطائرات الحربية الاسرائيلية، منذ فجر اليوم الأربعاء، غاراتها الجوية على مدينة غزة ووسط القطاع، ما أسفر عن مقتل عدد من الفلسطينيين، وإصابة آخرين بجروح مختلفة، ودمار واسع في الممتلكات.
وأفادت وكالة الانباء الفلسطينية "وفا" بمقتل 6 فلسطينيين وعدد من الجرحى، إثر قصف الجيش الاسرائيلي تجمعا للفلسطينيين في سوق الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
وانتشل الدفاع المدني الفلسطيني قتيلين وعددا من الجرحى، وما زال 9 مفقودين على الأقل، بُعيد قصف اسرائيل منزلا لعائلة أبو سعادة في منطقة الشعف بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.
ويشهد حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، قصفا مدفعيا مكثفا.
كما قصفت الطائرات الحربية مصنعا للأدوية شرق مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، وتتوغل آليات عسكرية في محيط المكان، وسط أعمال تجريف.
ولليوم السابع على التوالي، يشهد مخيم النصيرات وسط القطاع قصفا صاروخيا ومدفعيا متواصلا، حيث تتقدم جرافات ودبابات إسرائيلية في محيط محطة توليد الكهرباء شمال المخيم، وتقوم بأعمال تجريف أراضٍ بالقرب من محطة تحلية المياه شمال المخيم.
ودمر الجيش الاسرائيلي معظم الأبراج والمنازل السكنية الواقعة في أرض المفتي، وأطراف المخيم الجديد شمال النصيرات وسط قطاع غزة، والعملية العسكرية ما زالت مستمرة.
وقصفت طائرات الجيش الاسرائيلي ومدفعيته منطقة محور الشهداء المعروف بـ"نتساريم"، ما أدى إلى أضرار كبيرة في محيط المكان.
وجنوب قطاع غزة، انتُشلت جثامين 7 أشخاص من بينهم 4 أطفال، عقب استهداف صاروخي إسرائيلي منزلاً يعود لعائلة أبو الهنود بمخيم يبنا وسط مدينة رفح.
كما استهدفت طائرات الجيش الاسرائيلي منزلًا مأهولا بالسكان وسط رفح، نتج عنه عدد من الضحايا والمصابين معظمهم من الأطفال، وما زالت الطواقم تحاول انتشال جثامين القتلى والمصابين من تحت الأنقاض.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم إن الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع الفلسطيني أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 33,899 فلسطينيا وإصابة 76,664 آخرين منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وأضافت الوزارة في بيان أن 56 فلسطينيا قتلوا وأصيب 89 آخرون خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باصابة جندي من وحدة "شيلداغ" بجروح خطيرة يوم الثلثاء في معركة شمال قطاع غزة.
والثلثاء، قال مسعفون وسكان إن الدبابات الإسرائيلية عادت إلى مناطق في شمال قطاع غزة كانت قد غادرتها قبل أسابيع بينما شنت طائرات حربية غارات جوية على مدينة رفح، آخر ملاذ للفلسطينيين في جنوب القطاع، مما أدى إلى سقوط قتلى ومصابين.
وأشار سكان إلى انقطاع الإنترنت في بيت حانون وجباليا شمال قطاع غزة. كما قال سكان ووسائل إعلام تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن دبابات توغلت في بيت حانون وحاصرت مدارس لجأت إليها عائلات نازحة.
وكانت بيت حانون، التي يقطنها 60 ألف نسمة، من أولى المناطق التي استهدفها الاجتياح البري الإسرائيلي لغزة في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وحولت الضربات العنيفة معظم بيت حانون إلى مدينة أشباح تضم أكواما من الأنقاض بعد أن كانت تعرف يوما "بسلة الفاكهة" بسبب بساتينها المزهرة.
وقال بعض السكان إن الكثير من العائلات التي عادت إلى بيت حانون وجباليا في الأسابيع القليلة الماضية بعد انسحاب القوات الإسرائيلية بدأت في الخروج مرة أخرى الثلثاء بسبب الاجتياح الجديد.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون ووسائل إعلام تابعة لحركة "حماس" في وقت سابق إن غارة جوية إسرائيلية أودت أيضا بحياة 11 فلسطينيا، بينهم أطفال، في مخيم المغازي للاجئين بوسط قطاع غزة. ولم يرد الجيش الإسرائيلي حتى الآن على طلب من رويترز للتعليق.
وقالت وزارة الداخلية التي تديرها "حماس" أيضا إن غارة جوية إسرائيلية أصابت سيارة للشرطة في حي التفاح بمدينة غزة مما أدى لمقتل سبعة من أفراد الشرطة.
بعد مرور ستة أشهر على بداية الحرب، لا يوجد حتى الآن ما يبشر بانفراجة في محادثات تدعمها الولايات المتحدة وتجري بقيادة قطر ومصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل و"حماس" اللتين تتمسك كل منهما بشروط لا تقبلها الأخرى.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته واصلت عملياتها في وسط قطاع غزة وإنها قتلت عددا من المسلحين الذين حاولوا مهاجمتها.
وأضاف: "علاوة على ذلك، دمرت طائرات مقاتلة تابعة لقوات الدفاع خلال اليوم الماضي منصة إطلاق صواريخ بالإضافة إلى العشرات من البنى التحتية للإرهابيين وأنفاق ومجمعات عسكرية يتواجد بها إرهابيو حماس المسلحون".
وفي مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة قال سكان إن طائرات إسرائيلية قصفت ودمرت أربعة مبان سكنية متعددة الطوابق الثلثاء.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الثلثاء إن إسرائيل تواصل فرض قيود "غير قانونية" على دخول المساعدات الإنسانية لغزة، على الرغم من تأكيدات إسرائيل وغيرها على تخفيف العراقيل.
وهناك خلاف على حجم المساعدات التي تدخل غزة الآن، إذ تقول إسرائيل وواشنطن إن تدفقات المساعدات زادت في الأيام القليلة الماضية لكن وكالات الأمم المتحدة تقول إنها لا تزال أقل بكثير من أقل المستويات المطلوبة لتلبية الاحتياجات الأساسية.
وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية للسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة، وخاصة المناطق في الشمال حيث تتوقع الأمم المتحدة حدوث مجاعة بحلول أيار (مايو).
وقال الجيش الإسرائيلي إنه سهل دخول 126 شاحنة إلى شمال غزة في وقت متأخر الاثنين من الجنوب.
وأضاف أيضا أنه يعمل بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي لتسهيل فتح مخبزين آخرين في شمال غزة بعد أن بدأ تشغيل الأول أمس الاثنين بمساعدة البرنامج.