قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن بلاده "تعيد تقييم دورها في الوساطة بين إسرائيل وغزة لأن دورها أسيئ استخدامه من قبل بعض الساسة"، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه المفاوضات تعثراً وغموضاً.
وأضاف آل ثاني خلال لقائه في الدوحة اليوم الأربعاء وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: "نرى محاولات إساءة لدور قطر في الوساطة من قبل سياسيين يريدون خدمة مصالحهم".
رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية @MBA_AlThani_ يستقبل وزير الخارجية التركي #الخارجية_القطرية pic.twitter.com/IrjPxpT668
— الخارجية القطرية (@MofaQatar_AR) April 17, 2024
وقال: "أكدنا التزامنا منذ البدء بالعمل بشكل بناء وإيجابي لجسر الهوة في المفاوضات، ونعمل على تقييم الوساطة وكيفية انخراط كل الأطراف فيها"، مشيراً إلى أن "ما نسمعه من كافة الأطراف في المنطقة أنها لا تريد أي تصعيد... وأجرينا اتصالات مكثفة مع طهران وواشنطن من أجل احتواء أي تصعيد... وأفضل طريقة لخفض التصعيد في المنطقة هو وقف الحرب في غزة".
يأتي ذلك، بعد يوم من إصدار سفارة قطر في الولايات المتحدة بيانا قالت فيه إنها فوجئت بالتصريحات التي أدلى بها عضو الكونغرس الأميركي ستيني هوير عن أزمة الرهائن المحتجزين بقطاع غزة وتهديده "بإعادة تقييم" العلاقات الأميركية مع قطر.
وذكر النائب الديمقراطي قبل يومين أن قطر، التي تتوسط هي ومصر في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، يجب أن تخبر حركة "حماس" بأنه ستكون هناك "تداعيات" إذا "واصلت الحركة عرقلة التقدم صوب الإفراج عن الرهائن والتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار".
وأضاف هوير في بيان: "ينبغي للتبعات أن تشمل قطع التمويل المقدم إلى حماس أو رفض منح قادة حماس حق اللجوء في الدوحة. إذا فشلت قطر في ممارسة هذا الضغط، فإن الولايات المتحدة لا بد أن تعيد تقييم علاقتها مع قطر".
وقالت قطر ردا على ذلك إن تعليقات هوير "غير بناءة".
وجاء في بيان السفارة: "قطر وسيط فقط، لا نتحكم في إسرائيل أو حماس. حماس وإسرائيل هما المسؤولتان الوحيدتان عن التوصل إلى اتفاق... "بالطبع، التقدم الحديث بطيء، والنائب هوير ليس وحده من يشعر بالإحباط. لكن اللوم والتهديد ليسا بناءين"، في ما استنكر بيان السفارة أيضا إشارة هوير إلى أن "حماس" يجب ألا تكون في قطر.
وفي وقت سابق اليوم، قال الشيخ محمد في مؤتمر صحافي بالدوحة: "للأسف المفاوضات تمرّ ما بين السير قدما والتعثر، ونمر في هذه المرحلة في مرحلة حساسة وفيها بعض من التعثر".
وأضاف: "نحاول قدر الإمكان معالجة هذا التعثر والمضي قدما ووضع حد لهذه المعاناة التي يعانيها الشعب في غزة واستعادة الرهائن في نفس الوقت"، دون أن يقدّم مزيدا من التفاصيل.
وأتى الإعلان القطري بعد أيام كان فيها الغموض سيّد الموقف بشأن المفاوضات بين إسرائيل و"حماس"، التي تجري بوساطة قطرية ومصرية، بعدما سلّمت الحركة ردها إلى الوسطاء مؤكدة تمسكها بمطالبها، وهو ما عدَّته إسرائيل رفضاً للمقترح الأميركي.
واندلعت الحرب عندما شن مقاتلو "حماس" هجوماً على جنوب إسرائيل انطلاقا من غزة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) ما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 253 أسيراً. وردت إسرائيل بحملة عسكرية جوية وبرية على قطاع غزة أدت إلى مقتل ما يقرب من 34 ألف فلسطيني.
وأكد رئيس الوزراء القطري مجدداً أنّ بلاده تندد بسياسة العقاب الجماعي التي لا تزال إسرائيل تتبعها في قطاع غزة وبالتصعيد في الضفة الغربية.