في اليوم الأوّل بعد المئتين من الحرب الإسرائيليّة المدمّرة على غزّة، تخطى عدد الضحايا عتبة الـ34360 فلسطينيّاً، في حين يستعدّ الجيش الإسرائيلي لنشر لواءين في القطاع، في ما يبدو أنّه تمهيد للهجوم المرتقب على مدينة رفح، الذي أكّدت تل أبيب أنّها "ماضية" فيه رغم التحذيرات الدوليّة.
ارتفاع عدد الضحايا
وفي أحدث التقارير الصادرة عنها اليوم الأربعاء، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" ارتفاع "حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 34262 غالبيتهم من المدنيين" منذ بدء الحرب بين إسرائيل والحركة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
وأفاد بيان للوزارة بأنّه "خلال 24 ساعة... وصل 79 شهيداً و86 إصابة إلى المستشفيات"، مشيرا الى أن "عدد المصابين الإجمالي ارتفع إلى 77229 جريحاً جراء الحرب الضارية.
نشر لواءين في غزّة
من جهتها، كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أنّ الجيش الإسرائيلي يستعد لنشر لواءين احتياطيين في قطاع غزة، تحت قيادة الفرقة 99.
وقال الجيش الإسرائيلي إنّ اللواء 679 "يفتاح" ولواء المشاة الثاني "كرملي"، اللذين كانا يعملان على الحدود الشمالية مع لبنان، استعدا في الأسابيع الأخيرة لمهمتهما في قطاع غزة.
وأوضح أنّ كتيبتي الاحتياط "استفادتا من تقنيات المعركة وتعلمتا الأفكار والدروس الرئيسية من القتال والمناورة في قطاع غزة حتى الآن".
وتم خلال أشهر قليلة فقط من الهجوم البري للجيش الإسرائيلي، تكليف الفرقة 99 بمهمة الممر الأوسط لقطاع غزة.
ويأتي إعادة نشر هذه الفرقة في الوقت الذي يستعد فيه الجيش الإسرائيلي لتنفيذ هجمات جديدة في غزة، بما في ذلك في مدينة رفح جنوباً، حيث تؤكّد إسرائيل أنّ 4 من كتائب "حماس" المتبقية موجودة هناك.
وقال متحدث باسم حكومة بنيامين نتنياهو إنّ إسرائيل ماضية في شن هجوم يستهدف "حماس" في رفح، مشيراً إلى أنّ الحكومة ستعمل على إبعاد المدنيين المتواجدين هناك.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أكدت أنّ الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح سيستمر 6 أسابيع على الأقل، دون أن تحدّد موعد انطلاقه.
وحث الرئيس الأميركي جو بايدن إسرائيل على عدم شن هجوم واسع النطاق في رفح، لتجنب سقوط مزيد من الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين.
زيارة سرّية إلى القاهرة
وفي تقرير لموقع "أكسيوس" الأميركي، كشف الصحافي الإسرائيلي باراك رافيد أنّ رئيسا هيئة الأركان العامة وجهاز الأمن العام (الشاباك) قاما بزيارة سرّية إلى القاهرة اليوم، وأجريا محادثات مع كبار المسؤولين المصريين بشأن عملية رفح.
وقال إنّ "المسؤولين المصريين عبّروا عن قلقهم من أن تؤدي العملية الإسرائيلية في رفح إلى دخول عشرات الآلاف من الفلسطينيين النازحين إلى الأراضي المصرية، ما قد يعرض أمن مصر للخطر".
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنّ "التنسيق العسكري والدبلوماسي الوثيق مع القاهرة هو أحد الشروط الأساسية للعمل العسكري الإسرائيلي في رفح، خاصة في ضوء نية إسرائيل السيطرة على محور فيلادلفيا المتاخم للحدود بين قطاع غزة ومصر".
مقابر جماعية
وفي سياق آخر، دعا الاتحاد الأوروبي إلى تحقيق مستقل بشأن التقارير عن اكتشاف مقابر جماعية في مستشفيين في غزة دمّرتهما القوات الإسرائيلية.
وقال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو: "إنّه أمر يجبرنا على الدعوة إلى تحقيق مستقل في جميع الشبهات والظروف نظرا إلى أنه يخلف انطباعا بالفعل بأن انتهاكات قد تكون ارتُكبت لحقوق الإنسان".
وخلال الأيام الماضية، تمّ الكشف عن مقابر جماعيّة في مستشفيي الشفاء (وسط غزة) وناصر (خان يونس) تضمّ مئات الجثث العائدة لفلسطينيين قتلتهم القوات الإسرائيليّة ودفنتهم هناك قبل انسحابها.
وأمس، دعا مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق دولي في المقابر الجماعية المكتشفة، وقال إنّ تدمير أكبر مجمعين طبيين في قطاع غزة "مرعب".
وشدّد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، في بيان، على الحاجة إلى "تحقيقات مستقلّة وفعالة وشفافة" في هذه الوفيات وفي "المناخ السائد من الإفلات من العقاب"، مؤكداً أنّه "يشعر بالذعر" بسبب ذلك.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إنّ التقارير عن العثور على مقابر جماعية في غزة "مثيرة للقلق".