النهار

النهار

هدنة غزة... تكثيف محاولات كسر الجمود ونداء دولي إلى "حماس"
المصدر: النهار العربي
توقع عقد اجتماع بين مسؤولين مصريين وإسرائيليين غدا الجمعة في القاهرة سيترتب على نتائجه عقد المزيد من الاجتماعات مع "حماس"
هدنة غزة... تكثيف محاولات كسر الجمود ونداء دولي إلى "حماس"
مواطنون فلسطينيون في غزة وسط الدمار (أرشيفية)
A+   A-

دعا قادة 18 دولة بينها الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، في نص مشترك، إلى "الإفراج الفوري عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة"، في وقت لا تزال فيه الحركة وإسرائيل تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل لاتفاق، وسط تكثيف محاولات الوسطاء لكسر الجمود.

 

وقال النص الذي نشره البيت الأبيض، اليوم الخميس، إنّ "مصير الرهائن والسكان المدنيين في غزة المحميين بموجب القانون الدولي، يثير قلقاً دولياً"، داعياً إلى "الإفراج فوراً عن كل الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزة منذ أكثر من مئتي يوم وبينهم مواطنونا".

 

كما أكّدت الدول أن "الاتفاق المطروح على الطاولة لإطلاق سراح الرهائن من شأنه أن يفضي لوقف فوري وطويل الأجل لإطلاق النار في غزة، وهو ما سيسهّل زيادة في المساعدات الإنسانية الضرورية الإضافية التي سيتم توزيعها في أنحاء القطاع، ويقود إلى نهاية موثوقة للأعمال القتالية".

 

وأضافت أنّ "سكان غزة سيتمكنون من العودة إلى منازلهم وأراضيهم مع الاستعدادات المسبقة لضمان المأوى والمؤن الإنسانية".

 

وأردفت الدول الموقعة: "نحن ندعم بقوة جهود الوساطة الجارية من أجل إعادة مواطنينا إلى وطنهم. ونكرر دعوتنا لحماس لإطلاق سراح الرهائن... دعونا ننهي هذه الأزمة حتى نتمكن بشكل جماعي من تركيز جهودنا على إحلال السلام والاستقرار في المنطقة".

 

والدول الموقعة هي أميركا والأرجنتين والنمسا والبرازيل وبلغاريا وكندا وكولومبيا والدنمرك وفرنسا وألمانيا والمجر وبولندا والبرتغال ورومانيا وصربيا وإسبانيا وتايلاند وبريطانيا.

 

 

"سبيل لإنهاء الأزمة"

من جهته قال مسؤول أميركي كبير، أثناء إطلاع الصحافيين على البيان، إنّ "هناك بعض المؤشرات على احتمال وجود سبيل للتوصل إلى اتفاق بشأن أزمة الرهائن" لكنه ليس واثقاً تماماً.


وأوضح أنّ البيان يدعو "حماس" إلى الإفراج عن الأسرى "كسبيل لإنهاء أزمة غزة".

 

وأضاف أنّ "الاتفاق المطروح لإطلاق الرهائن من شأنه أن يؤدي إلى وقف فوري ومطوّل لإطلاق النار... وتسهيل تدفق المساعدات" في جميع أنحاء القطاع.

 

وأردف المسؤول الأميركي: "نُعرب عن دعمنا بقوّة لجهود الوساطة الجارية من أجل إعادة الرهائن".

 
محاولات كسر الجمود
 
وقال مصدران أمنيان مصريان وفق ما نقلت عنهما "رويترز" اليوم، إن القاهرة طلبت عقد اجتماع متابعة مع إسرائيل في إطار استئناف الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة.

وقال المصدران إن مسؤولين مصريين وإسرائيليين وأميركيين عقدوا اجتماعات مباشرة وعن بعد أمس الأربعاء سعيا للحصول على تنازلات لكسر الجمود في المفاوضات المستمرة منذ أشهر للتوصل إلى هدنة في الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس".

وأضافا أن "مصر تعتقد أن إسرائيل أبدت استعدادا أكبر للسماح لسكان غزة النازحين بالعودة إلى شمال القطاع مع الحد من عمليات التفتيش والإجراءات الأمنية لمن لا يشتبه بأن لهم أنشطة مسلحة".

وكانت عودة المدنيين إلى شمال غزة دون عوائق وانسحاب القوات الإسرائيلية أو إعادة تمركزها من النقاط الشائكة في الجولات السابقة من مفاوضات وقف إطلاق النار التي اضطلعت فيها مصر وقطر بدور الوساطة.

وتوقع المصدران عقد اجتماع بين مسؤولين مصريين وإسرائيليين غدا الجمعة في القاهرة، والذي سيترتب على نتائجه عقد المزيد من الاجتماعات مع "حماس".
 
 
 
"حماس" تردّ

في المقابل، أكّد القيادي الكبير في "حماس" سامي أبو زهري أنّ الحركة متمسكة بمطلبها "بوقف العدوان" الإسرائيلي على غزة في إطار أي اتفاق للإفراج عن الأسرى.

 

وأضاف أبو زهري، وهو رئيس الدائرة السياسية لـ"حماس" في الخارج، أنّ "الضغوط الأميركية على حماس ليس لها قيمة".

 
 ويأتي ردّ "حماس" رغم قول مسؤول أميركي لموقع "أكسيوس" إنّ "هناك إشارات من حماس في الأيام الأخيرة بأنّها لا تعتزم تأجيل صفقة التبادل ومستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات".

 

وأضاف المسؤول: "لدينا مؤشّرات على أنّه قد يكون من الممكن المضي قدماً في صفقة التبادل بغزة".

 

وأوضح: "نسمع أشياء من قادة حماس في الخارج لا تمثّل دائماً موقف قادة الحركة داخل غزة".

 
"التعنت الإسرائيلي"
 
من جهته، قال خليل الحية نائب رئيس الحركة في قطاع غزة وعضو مكتبها السياسي، إن "حماس تخوض مفاوضات جادة من أجل وقف دائم لإطلاق النار وصفقة تبادل جادة وحقيقية"، مشيرا إلى أن "عدم تحقيق تقدم في تلك المفاوضات يرجع إلى التعنت الإسرائيلي".

وشدد الحية في لقاء مع قناة "الجزيرة" القطرية على أن "حماس تريد الوصول لوقف إطلاق نار دائم وانسحاب شامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والذهاب لصفقة تبادل جادة وحقيقية يتم من خلالها الإفراج عن جميع ما لدى الحركة من أسرى إسرائيليين أحياء إضافة إلى جثامين القتلى، مقابل إطلاق ما يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية".

ولفت إلى أن "المقترح المقدم من أميركا والذي يعد تعديلا لمقترح إسرائيلي، لم يكن يلبي المطالب الأساسية للفلسطينيين، وعلى رأسها ضمان وقف إطلاق النار والانسحاب من غزة"، مضيفا: "إذا ضمنت التصريحات الأميركية مع الوسطاء إمكانية الوصول لوقف إطلاق نار دائم فنحن نرحب بذلك".
 

 

اقتراح مصري

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "معاريف" العبريّة أنّ القاهرة عرضت مبادرة على رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس "الشاباك" رونين بار اللذان زارا القاهرة أمس تنص على "تحريك المفاوضات من جديد ووقف إطلاق النار لمدة عام مقابل تجميد اقتحام رفح".

 

وتزامن ذلك مع تجديد الرئيس عبد الفتاح السيسي التأكيد على أنّ بلاده تعمل بشكل "ثابت ومكثف" من أجل وقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ودفع جهود إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ليحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة.

 
"مرونة إسرائيلية كبيرة"
 
ومساءً،  قالت القناة 13 العبرية إن "إسرائيل ستوافق على وقف إطلاق النار لعدة أسابيع، وستوافق كذلك على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين بمن فيهم المتهمون بتنفيذ عمليات قتل".

ووفق القناة، هناك أيضاً "مرونة إسرائيلية كبيرة فيما يتعلق بمطلب حماس بانسحاب الجيش الإسرائيلي من ممر نيتساريم"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن "إسرائيل ستطالب بالإفراج عن عشرات المختطفين بينهم نساء ومجندات وستطالب بأكثر من 20 أسيراً".  
 
الكلمات الدالة