كشف مسؤول مطّلع عن أن وفداً مصرياً بقيادة رئيس المخابرات عباس كامل التقى بمسؤولين إسرائيليين اليوم الجمعة لبحث سبل استئناف المحادثات الرامية لإنهاء الحرب في غزة وتحرير من تبقى من الأسرى الإسرائيليين.
وذكر المسؤول، الذي تحدّث شريطة عدم نشر اسمه، أن إسرائيل ليس لديها أي مقترحات جديدة تقدّمها لكنها مستعدّة للتفكير في هدنة محدودة يتم بموجبها إطلاق سراح 33 بدلاً من 40 أسيراً كان النقاش يدور حولهم من قبل.
وأضاف المسؤول "لا محادثات عن الأسرى حالياً بين إسرائيل وحماس، ولا يوجد عرض إسرائيلي جديد في هذا الشأن".
واستطرد قائلاً "ما يحدث هو محاولة من مصر لاستئناف المحادثات باقتراح مصري يتضمّن إطلاق سراح 33 أسيراً من النساء وكبار السن والمرضى".
وكان مسؤولون إسرائيليون أفادوا بأن الحكومة ناقشت أمس الخميس مقترحاً جديداً للهدنة، قبل الزيارة المتوقّعة للوفد مصري.
وكشف مسؤول إسرائيلي كبير أنّ المحادثات ركّزت خصوصاً على اقتراح من أجل الإفراج في البداية عن 20 أسيراً يُعتبرون حالات "إنسانيّة"، وفقاً لموقع "واللاه" العبري.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "معاريف" العبريّة أنّ القاهرة عرضت مبادرة على رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ورئيس "الشاباك" رونين بار تنص على "تحريك المفاوضات من جديد ووقف إطلاق النار لمدة عام مقابل تجميد اقتحام رفح".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين أمنيين مصريين قولهما إنّ القاهرة طلبت عقد اجتماع متابعة مع إسرائيل في إطار استئناف الجهود للتوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى.
وقال المصدران إنّ مسؤولين مصريين وإسرائيليين وأميركيين عقدوا اجتماعات مباشرة وعن بعد الأربعاء سعياً للحصول على تنازلات لكسر الجمود في المفاوضات المستمرة منذ أشهر للتوصل إلى هدنة.
وأضافا أنّ "مصر تعتقد أنّ إسرائيل أبدت استعداداً أكبر للسماح لسكان غزة النازحين بالعودة إلى شمال القطاع مع الحد من عمليات التفتيش والإجراءات الأمنية لمن لا يشتبه بأن لهم أنشطة مسلحة".
وكانت عودة المدنيين إلى شمال غزة دون عوائق وانسحاب القوات الإسرائيلية أو إعادة تمركزها من النقاط الشائكة في الجولات السابقة من مفاوضات وقف النار التي اضطلعت فيها مصر وقطر بدور الوساطة.
يأتي هذا فيما تسابق المساعي الدولية المعنية بملف صفقة الأسرى والهدنة الوقت لوقف تصميم إسرائيل على اجتياح مدينة رفح الجنوبية التي تكتظ بالمدنيين الفلسطينيين النازحين.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية (كان) بأنّه في ظل الاتصالات بشأن صفقة التبادل، يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل الثلثاء المقبل.
في حين أكّد غازي حمد، عضو المكتب السياسي في "حماس"، لوكالة الأنباء الفرنسية، أنّ الهجوم العسكري الإسرائيلي المحتمل على رفح لن يُحقّق لإسرائيل "ما تريده".
وأضاف: "تحدّثنا مع كلّ الأطراف التي لها علاقة بالصراع القائم، سواء الأخوة في مصر أو قطر أو أطراف عربيّة وأخرى دوليّة، بخطورة اجتياح رفح، وشددنا على أنّ إسرائيل ذاهبة باتّجاه ارتكاب مجازر إضافيّة وإبادة جماعيّة إضافيّة".
"اتفاق الآن"
في غضون ذلك، تظاهر أقارب الأسرى الإسرائيليين أمام وزارة الدفاع في تلّ أبيب ليل الخميس الجمعة، في مواصلة للضغوط التي يُمارسونها على الحكومة الإسرائيليّة من أجل إطلاق سراح المحتجزين في غزّة.
وعمد عدد من المتظاهرين إلى تقييد أيديهم وتلطيخها باللون الأحمر، بينما غطّوا أفواههم بلاصق يحمل الرقم "202"، في إشارة إلى عدد الأيّام التي مرّت منذ السابع من أكتوبر.
كما حمل بعضهم لافتة كُتب عليها "اتّفاق حول الرهائن الآن".
بينما دعا قادة 18 دولة بينها الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، في نصّ مشترك إلى "الإفراج الفوري عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس". وأكّد النصّ الذي نشره البيت الأبيض أنّ "الاتّفاق المطروح على الطاولة لإطلاق سراح الرهائن سيسمح بوقف فوري ومطوّل لإطلاق النار في القطاع".
يذكر أنّه خلال الهجوم الذي نفّذته "حماس" في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي على مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، أسرت أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين داخل القطاع الفلسطيني المحاصر، بينهم 34 قتلوا على الأرجح، وفق تقديرات مسؤولين إسرائيليّين.