غادر وفد من حركة "حماس" القاهرة و"سيعود" إليها بـ"ردّ" بشأن مقترح الهدنة الأخير في قطاع غزة والذي يشمل الإفراج عن رهائن، وفق ما أفاد ليل الاثنين الثلثاء موقع قناة "القاهرة الإخباريّة".
ونقل الموقع عن "مصادر مصريّة" أنّ وفد "حماس" غادر القاهرة، على أن "يعود إليها بردّ مكتوب على مقترح الهدنة".
وأشار ثلاثة مسؤولين إسرائيليين إلى أن فريق التفاوض الإسرائيلي خفض عدد المحتجزين المفترض إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من الصفقة المنتظرة مع "حماس" لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين في غزة.
وقال المسؤولون إنَّ إسرائيل تطلب الآن الإفراج عن 33 من المحتجزين بدلا من 40، حسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز". كما لفتت إلى أن وفدا إسرائيليا يخطط للسفر للقاهرة، اليوم الثلثاء، لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار إذا وافقت "حماس" على الحضور أيضاً، وذلك في ضوء المقترح الأخير الذي يدرسه الطرفان، والقاضي بإطلاق سراح "ما بين 20 و40 إسرائيليا، مقابل وقف إطلاق النار لمدة يوم أو أكثر قليلا عن كل أسير يطلق سراحه".
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى أن الجيش الإسرائيلي يُقدر أنه خلال الأيام الـ3 المقبلة سيتم اتخاذ القرار الذي سيشكل نهاية العمليات في قطاع غزة إما بصفقة تبادل مع حماس أو دخول الجيش إلى رفح.
وفي السياق، طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من زعيمَي قطر ومصر "بذل كلّ ما في وسعهما" لتأمين إطلاق حركة "حماس" سراح رهائن في إطار المفاوضات الجارية للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزّة، حسبما قال البيت الأبيض الاثنين.
وتتوسّط واشنطن والدوحة والقاهرة منذ أشهر للتوصّل إلى هدنة في القطاع الفلسطيني المحاصر والذي يتعرّض لقصف إسرائيلي لا هوادة فيه منذ هجوم "حماس" الدامي على إسرائيل في 7 تشرين الأوّل (أكتوبر).
وتحدّث بايدن عقب ذلك مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول "الاتّفاق المطروح حاليا على الطاولة"، حسبما قال البيت الأبيض في بيانين.
وحضّ الرئيس الأميركي الزعيمَين العربيّين المقرّبين جدا من الولايات المتحدة، على "بذل كلّ ما في وسعهما لتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، لأنّ هذه هي العقبة الوحيدة أمام وقف فوري لإطلاق النار" في غزّة.
في الرياض، قال وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن الاثنين إنّه "يأمل" في ردّ إيجابي من "حماس" على "مقترح سخي جدا من جانب إسرائيل". من جهته، ذكر وزير الخارجيّة البريطاني ديفيد كامرون في العاصمة السعوديّة أنّ المقترح يشمل "وقفا لإطلاق النار لمدة 40 يوما" وكذلك "إطلاق سراح آلاف المعتقلين الفلسطينيّين في مقابل إطلاق سراح هؤلاء الرهائن" الإسرائيليّين.
ومنذ بداية الحرب، لم يتمّ التوصّل إلّا إلى هدنة واحدة في غزّة لمدّة أسبوع في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر).
آمال بالتوصّل إلى اتّفاق
وانتعشت الآمال بالتوصّل إلى اتّفاق هدنة وتبادل في قطاع غزّة الاثنين بعد نحو سبعة أشهر من الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينيّة.
وأعرب وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن عن أمله في أن تقبل "حماس" مقترح الهدنة والتبادل الأخير الذي وصفه بأنّه "سخي جدا".
من جهته، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن "من الضروري للغاية أن يكون أي وقفٍ لإطلاق النار دائما وليس مؤقتا"، مضيفا: "نحن نؤيد إطلاق سراح جميع الرهائن".
قبيل ذلك، قال بلينكن في الرياض: "أمام حماس اقتراح سخي جدا من جانب إسرائيل"، مضيفا: "عليهم أن يقرروا، وعليهم أن يقرروا سريعا. آمل بأن يتخذوا القرار الصحيح".
وبعد السعودية، يُتوقع أن يصل بلينكن إلى إسرائيل الثلثاء، في إطار جولة جديدة في الشرق الأوسط تهدف إلى الدفع باتجاه التوصل إلى هدنة في القطاع الفلسطيني المحاصر والغارق في أزمة إنسانية كبيرة.
كما كرر الوزير الأميركي معارضة بلاده هجوما إسرائيليا على مدينة رفح المكتظة جنوبي قطاع غزة والتي أصبحت مخيما ضخما للاجئين يؤوي ما يقرب من مليون ونصف مليون فلسطيني في ظروف صحية كارثية.
"وقف دائم للنار"
وأعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري عن "تفاؤله" حيال مقترح الهدنة الجديد في غزة، لافتا إلى أنه "أخذ في الاعتبار مواقف الجانبين وحاول استخلاص الاعتدال".
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لـ"حماس" وعضو فريق التفاوض في الحركة زاهر جبارين "من المبكر الحديث عن أجواء إيجابية في المفاوضات".
وأضاف: "الحركة تسلمت الرد الإسرائيلي وهي في طور التشاور من أجل الرد عليه"، مكررا شروط "حماس" وأبرزها "وقف إطلاق نار دائم والانسحاب من قطاع غزة، وعودة النازحين ووضع موعد زمني واضح في بدء الإعمار والتعويضات، والوصول إلى صفقة تبادل حقيقية ترفع الظلم عن أسرى وأسيرات الشعب الفلسطيني، خاصة أسرى غزة".
حسب تقارير إعلامية، طالبت حكومة الحرب الإسرائيلية في البداية بالإفراج عن 40 رهينة محتجزين في غزة منذ بدء الحرب، لكنها سمحت لاحقا للمفاوضين بخفض هذا العدد.
وأشار موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي إلى أن إسرائيل تطالب، لأسباب إنسانية، بالإفراج عن النساء، مدنيات وعسكريات، والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما أو من هم في حالة صحية سيئة.
وبحسب الموقع، تقول "حماس" إن 20 رهينة فقط يستوفون هذه المعايير. ويضيف أن عدد أيام الهدنة سيكون مساويا لعدد الرهائن المفرج عنهم.
والإثنين دعا أقارب رهينتين إسرائيليين ظهرا في فيديو نشرته "حماس" السبت إلى الإفراج عنهما فورا.