أعلن المتحدّث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي اليوم الخميس أن الرصيف البحري الذي يقيمه الجيش الأميركي لتسريع تدفّق المساعدات الإنسانية إلى غزة سيفتح خلال أيام رغم سوء الأحوال الجوية الذي يعرقل الاستعدادات.
وأوضح كيربي في مؤتمر صحافي "نأمل جميعاً (أن يحدث ذلك) في غضون أيام".
وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" للأنباء أن توزيع المساعدات الإنسانية قد يبدأ في الأيام المقبلة، لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن العملية تعتمد على لوجستيات معقدة وخطة أمنية معقّدة، وعليه لم يتم الانتهاء من كافة التفاصيل بعد.
وبحسب تقديرات البنتاغون، فإن تكلفة إنشاء النظام المعقد ستبلغ 320 مليون دولار على الأقل.
انطلاق العملية...
ستكون بداية العملية في قبرص، حيث سيتم تقديم المساعدة لها جوّاً أو بحراً.
وتعهّد وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس بإخضاع الإمدادات لفحوصات أمنية في ميناء لارنكا، وذلك جزئياً لضمان عدم تحميل السفن بمعدات يمكن أن تستخدمها حماس لمهاجمة إسرائيل.
وأكد مسؤول كبير في الحكومة القبرصية أن الاختبارات ستكون صارمة وشاملة، وستشمل استخدام أجهزة الأشعة السينية المتنقلة.
وسيشارك في هذه العملية مكتب الجمارك القبرصية وفرق إسرائيلية وممثلون أميركيون ومكتب خدمات المشاريع في الأمم المتحدة.
وأكذد مسؤول عسكري أميركي كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، أن الولايات المتحدة أنشأت مكتب تنسيق في قبرص مصمّم للعمل مع الحكومة المحلية والشركاء الآخرين، وسيركّز المكتب على تنسيق عملية الجمع والإشراف على المساعدات المحولة.
وبعد الانتهاء من الفحوصات الأمنية، سيتم تحميل الطرود على السفن التجارية، وسوف تبحر إلى الميناء العائم الذي يبنيه الجيش الأميركي قبالة ساحل غزة، وهناك سيتم نقل المنصات إلى شاحنات، والتي سيتم تحميلها هي نفسها على سفينتين عسكريتين أصغر حجماً من نوع LSV وLCU، المكيفتين للإبحار في المياه الضحلة.
ووفقاً لمصدر في الجيش الأميركي، يمكن للسفينة من نوع LSV استيعاب 15 شاحنة في المرة الواحدة، وسفينة LCU - خمس شاحنات. وستقوم السفن العسكرية بنقل الشاحنات من الميناء إلى مسار عائم (مسافة حوالي 5 كيلومترات)، والذي سيربطه الجيش الإسرائيلي بالشاطئ.
وبحسب التقرير، عملت وحدة هندسية في الجيش الأميركي في الأسابيع الأخيرة مع وحدة في الجيش على تركيب المسار العائم، الذي يبلغ طوله حوالي 550 متراً، ولهذا الغرض تدربوا على أحد الشواطئ في إسرائيل، وساعد المكتب الهيدروغرافي البريطاني في تحليل الخط الساحلي والتحضير للتركيب.
ويقضي التخطيط السليم بأن تقوم السفن الأميركية "بدفع" الممر العائم إلى مكانه، وستنتظر القوّات العسكرية الإسرائيلية على الشاطئ لتأمينه.
وستنزل شاحنات المساعدات من السفن إلى الجسر ومن هناك إلى منطقة آمنة على الأرض، حيث ستقوم بتفريغ الشحنات فيها، وستغادر الشاحنات بعد ذلك مباشرة وتعود إلى السفن، وسوف يكرّرون هذه الخطوات مراراً وتكراراً، وسيقتصرون على هذا المسار الآمن فقط، وسيكون السائقون من دولة أخرى، لكن في الولايات المتحدة لم يكشفوا عن الدولة التي يريدونها.
عند هذه النقطة، ستبدأ منظّمات الإغاثة في العمل، حيث ستجمع الإمدادات المنتظرة على الشاطئ من منشأة ستبنيها إسرائيل جنوب غرب مدينة غزة.
وتشير التقديرات إلى أنّه في المرحلة الأولية سيتم تفريغ المساعدات من 90 شاحنة كل يوم، ولكن هذا العدد سيرتفع بسرعة إلى 150، وستنضم الأمم المتحدة أيضاً للمساعدة في بناء المركز اللوجستي على الساحل.
وسيشمل الميناء ثلاث مناطق: واحدة تحت السيطرة الإسرائيلية حيث سيتم استلام المساعدات أولاً، ومنطقة ثانية سيتم نقل المساعدات منها، وثالثة حيث سينتظر السائقون الفلسطينيون العاملون لدى الأمم المتحدة لجمع المساعدات وتسليمها إلى نقاط التوزيع.
لكن هناك مخاوف رئيسية لا تزال قائمة تتعلّق بشكل رئيسي بالمسائل الأمنية.
وتدّعي منظّمات الإغاثة أن المناقشات مستمرّة بشأن الاتّفاقيات الأمنية والطريقة التي سيتم بها التعامل مع شحنات المساعدات، بما في ذلك الطريقة التي سيعمل بها الجنود الإسرائيليون في غزة لضمان سلامة العاملين في منظمات الإغاثة.
ورفضت الولايات المتحدة وإسرائيل تقديم تفاصيل حول الترتيبات الأمنية، لكن المسؤول العسكري الأميركي الكبير الذي أجرت وكالة "أسوشييتد برس" مقابلة معه قال إنه سيتم توضيح التفاصيل بعد بدء الشحنات، وأنه ستكون هناك تقييمات يومية للاحتياجات الأمنية بشكل عام للجيش الإسرائيلي ومن المفترض أن يكون مسؤولاً عن الأمن على الساحل، وسيوفر الجيش الأميركي الأمن الخاص للقوات في البحر.