بواصل الجيش الإسرائيلي قصفه على مناطق متفرّقة في قطاع غزة، حاصداً المزيد من الضحايا، بالتزامن مع تصاعد المخاوف من الهجوم على رفح المكتظّة بالنازحين، والذي تستعد له القوّات الإسرائيلية.
قصف وضحايا...
أعلنت وزارة الصحّة في غزة في بيان أن ما لا يقل عن 34622 فلسطينياً قتلوا وأصيب 77867 في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول (الأول).
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم الجمعة، أنّ "عدداً من المواطنين غالبيتهم من الأطفال والنساء استشهدوا وأصيب العشرات فجراً في قصف للاحتلال الإسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة".
ونقلت عن مصادر محلية أن "طائرات الاحتلال قصفت منزلاً في حي الزهور بمدينة رفح ما أدى لاستشهاد 7 مواطنين وإصابة آخرين".
وأصيب أيضاً عدد من الفلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف منزلاً بالقرب من خيام النازحين في حي تل السلطان غرب مدينة رفح، في ما أصيب 9 مواطنين في قصف استهدف مخيم البريج وسط قطاع غزة.
بدورها، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بـ"استشهاد 3 أشخاص في الشارع الجديد بجوار مدرسة التابعين في مدينة غزة"، حيث أطلقت مسيّرة إسرائيلية صاروخاً على الأشخاص الثلاثة أثناء تنقّلهم على دراجات هوائية في شارع النفق، قرب مدرسة التابعين، وسط المدينة.
هجوم رفح
متابعة للعملية الإسرائيلية المرتقبة، كشف مسؤول بمنظّمة الصحّة العالمية أنّ الوكالة أعدّت خطّة طوارئ في حالة حدوث توغّل إسرائيلي في مدينة رفح، لكنّه أوضح أنّها لن تكون كافية لمنع حدوث ارتفاع كبير في عدد القتلى.
وقال ممثّل منظّمة الصحّة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة ريك بيبركورن في مؤتمر صحافي في جنيف عبر رابط فيديو: "أريد أن أقول حقاً إن خطّة الطوارئ هذه هي مجرّد ضمادة".
وأضاف أنّها "لن تمنع على الإطلاق الوفيات والانتشار المتوقع للأمراض جراء العملية العسكرية".
وأبدى قلقه "البالغ" من أن يؤدي التوغّل إلى إغلاق المعبر المستخدم لدخول الإمدادات الطبية إلى غزة.
وأردف: "هناك انتشار لسوء التغذية في قطاع غزة منذ أشهر، حيث أن 7% من أطفال غزة كانوا يعانون من سوء التغذية قبل الحرب والآن ارتفع هذا المعدّل إلى 16.5%".
وقال "نأمل في إجراء تحقيق لإنصاف عائلات ضحايا المقابر الجماعية في مجمع ناصر بخان يونس".
بدوره، رأى المتحدّث باسم الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن التوغّل في رفح يمكن أن يكون "مذبحة" وضربة هائلة لعملية الإغاثة في قطاع غزة بأكمله.
وقال المتحدّث ينس لايركه في إفادة صحافية في جنيف "قد تكون مذبحة للمدنيين وضربة هائلة لعملية الإغاثة الإنسانية في القطاع بأسره لأنّها تدار بشكل رئيسي من رفح".
وأضاف أن عمليات الإغاثة التي تخرج من رفح تشمل عيادات طبية ونقاطاً لتوزيع الغذاء ومنها مراكز للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
عمليّات الفصائل
من جهّتها، أعلنت "كتائب القسّام" - الجناح العسكري لحركة "حماس" - أنّها قصفت برشقة صاروخية تجمّعات للجيش الإسرائيلي بالقرب من كيبوتس نيريم في غلاف غزة.
وتتكثّف الجهود للتوصّل إلى هدنة جديدة بين حركة "حماس" وإسرائيل، تسمح بدخول النساعدات والإفراج عن المزيد من الأسرى والمحتجزين.
واندلعت الحرب في القطاع بعدما شنّت حركة "حماس" هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، أسفر عن مقتل 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، حسب تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى بيانات إسرائيليّة رسميّة.
وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 34 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين.