دعا الجيش الإسرائيلي اليوم الإثنين سكان المناطق الشرقية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، الى إخلائها في عملية ستشمل نحو 100 ألف شخص وتأتي غداة مغادرة وفد حركة "حماس" القاهرة من دون أي تقدّم يذكر في المباحثات حول هدنة جديدة في الحرب مع إسرائيل.
في السياق، حثّت الرئاسة الفلسطينية الولايات المتحدة على منع إسرائيل من تنفيذ هجوم بري واسع النطاق على رفح في جنوب القطاع تجنباً لوقوع "مجزرة".
وقالت الرئاسة الفلسطينية: "نطالب الإدارة الأميركية بالتدخل الفوري لمنع وقوع هذه المجزرة التي نحذر من تداعياتها الخطيرة"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا).
فرنسا
من جهتها، جددت فرنسا معارضتها القوية للهجوم الإسرائيلي المزمع على مدينة رفح الفلسطينية.
وقالت وزارة الخارجية في باريس في بيان: "فرنسا تؤكد مجدداً أيضاً أن أي تهجير قسري للمدنيين يمثل جريمة حرب بموجب القانون الدولي".
برلين
بدورها، دعت الحكومة الألمانية "جميع الأطراف" إلى عدم تعريض المفاوضات حول هدنة محتملة في قطاع غزة للخطر، في ظل تمسك كل من إسرائيل و"حماس" بشروطه.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الألمانية كاثرين ديشاور: "يجب ألا يتم تعريض المفاوضات للخطر ويجب على جميع الأطراف بذل أقصى الجهود من أجل التوصل إلى وضع يمكّن من إمداد سكان غزة بالسلع الإنسانية على أفضل نحو ممكن ويتيح تحرير الرهائن".
كما ذكّرت بتحذيراتها العديدة من "كارثة إنسانية متوقعة" بحق المدنيين في رفح.
بريطانيا
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الاثنين إنه "يشعر بقلق عميق"إزاء هجوم تعد له إسرائيل على رفح، ودعا "جميع الأطراف، وخاصة حماس" إلى قبول اتفاق يفضي لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وقال لوسائل إعلام بريطانية: "لقد قلت دائما إننا نشعر بقلق عميق إزاء احتمال التوغل العسكري في رفح نظرا لعدد المدنيين الذين يحتمون هناك وأهمية هذا المعبر للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة". وأضاف أنه عرض "هذه المبررات في عدة مناسبات على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
بوريل
وقال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إنَّه يتعين على إسرائيل عدم المضي في اجتياح بري لرفح، مضيفاً أن بإمكان الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي ويتعين عليهما منع مثل هذا السيناريو.
وكتب بوريل على منصة "إكس": "إن الأوامر التي أصدرتها إسرائيل بإجلاء المدنيين في رفح تنذر بالأسوأ: المزيد من الحرب والمجاعة".
الأمم المتحدة
قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم الاثنين إن الأوامر الإسرائيلية بنقل الفلسطينيين من رفح غير إنسانية وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس.
وأضاف في بيان: "لا يزال سكان غزة يتعرضون للقنابل والأمراض، بل والمجاعة. واليوم، قيل لهم إنه يتعين عليهم الانتقال مرة أخرى مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح... هذا غير إنساني".
وأشار البيان إلى أن الضربات الإسرائيلية دمرت أجزاء أخرى من قطاع غزة وسوتها بالأرض لدرجة أنه لا يوجد موقع خارج رفح تتوافر به البنية التحتية والموارد لاستضافة الناس الذين يحتمون بمدينة رفح حاليا.
وأوضح البيان أن الأمر بتهجير المدنيين محظور بموجب القانون الإنساني الدولي، مع استثناءات قليلة تخضع لاشتراطات قانونية صارمة. ومضى قائلا إنه إذا لم يتم استيفاء هذه الاشتراطات، فإن مثل هذه الأعمال قد تصل إلى مستوى جريمة حرب متمثلة في التهجير القسري.
جنوب أفريقيا
قالت وزارة الخارجية في جنوب أفريقيا اليوم الاثنين إنها " تشعر بالفزع" من إعلان الجيش الإسرائيلي ضرورة إخلاء مدينة رفح على الفور لأنه سيعمل في المنطقة "بقوة مفرطة".
الأدرن
بدوره، حذر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من الفشل في منع اقتحام رفح.
وقال: "يجب العمل الآن لمنع مجزرة محتملة بعد أن طالبت إسرائيل بإخلاء رفح".
مصر
حذرت مصر الاثنين من "مخاطر عملية عسكرية اسرائيلية محتملة في رفح"، مؤكدة أن "هذا العمل التصعيدي ينطوي على مخاطر انسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني"، بحسب بيان لوزارة الخارجية.
وأضاف البيان إن مصر تطالب اسرائيل "بممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد في هذا التوقيت بالغ الحساسية في مسار وقف اطلاق النار"، في اشارة الى الوساطة التي تقوم بها القاهرة مع قطر والولايات المتحدة من أجل التوصل الى اتفاق هدنة في قطاع غزة.
السعودية
ذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان اليوم الاثنين أن المملكة حذرت إسرائيل من مغبة استهداف رفح "ضمن حملتها الدموية الممنهجة" لاقتحام جميع مناطق قطاع غزة وتهجير سكانه.