قال مسؤول إسرائيلي كبير اليوم الخميس إن تل أبيب قدمت للوسطاء في محادثات الهدنة في غزة تحفظاتها على مقترح "حماس" لاتفاق إطلاق سراح الرهائن وإنها تعد هذه الجولة من المفاوضات في القاهرة قد انتهت.
وأضاف المسؤول أن الوفد الإسرائيلي سيغادر القاهرة وأن إسرائيل ستمضي قدما في عمليتها في رفح وأجزاء أخرى من قطاع غزة وفق المخطط.
كما ذكر موقع "بوليتيكو" أن المحادثات توقفت وسط القتال الدائر في رفح.
واليوم، غادر وفد حركة "حماس" العاصمة المصرية متّجهاً إلى الدوحة، في ما جددت مصر تحذيراتها من خطورة التصعيد في حال فشل المسار التفاوضي.
"قطع الطريق"
واعتبرت "حماس" أنّ "اجتياح رفح" يهدف إلى "قطع الطريق" على المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل أسرى في قطاع غزة.
وقال عضو المكتب السياسي في الحركة عزت الرشق، في بيان، إنّ "إقدام (إسرائيل) على اجتياح رفح واحتلال المعبر، يهدف إلى قطع الطريق على جهود الوسطاء، وتصعيد العدوان وحرب الإبادة".
وأردف: "وفدنا غادر القاهرة قبل قليل متجهًا للدوحة"، غداة استئناف المباحثات غير المباشرة بين طرفَي النزاع عبر دول الوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة في العاصمة المصرية.
وأضاف: "نؤكد في حركة حماس التزامنا وتمسكنا بموقفنا بالموافقة على الورقة التي قدمها الوسطاء".
وكانت "حماس" وافقت الاثنين على مقترح هدنة عرضه الوسطاء، قبل ساعات قليلة من دخول القوات الإسرائيلية إلى معبر رفح.
لكنّ إسرائيل قالت إنّ هذا الاقتراح "بعيد جدا عن مطالبها"، وكررت معارضتها لوقف نهائي لإطلاق النار طالما "لم تهزم حماس" التي تتولى السلطة في قطاع غزة منذ العام 2007.
"استثناء رفح"
وكشفت شبكة "إن بي سي" الأميركية أنّ إسرائيل طالبت بـ"استثناء" رفح من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشارت إلى أنّ "إسرائيل ترفض الموافقة على صفقة لا تمكّنها من مواصلة العمليات في رفح".
صيغة توافقيّة... وتحذير
وفي وقت سابق، أعلن مصدر مصري كبير استئناف المباحثات بالقاهرة بحضور كل الوفود المشاركة في مفاوضات الهدنة.
وقال المصدر إن "الوفد الأمني المصري يكثف جهوده لإيجاد صيغة توافقية بشأن بعض النقاط المختلف عليها".
وجدّد الوفد المصري تحذيره لكل الأطراف من خطورة التصعيد حال فشل المفاوضات، وفقاً لإعلام مصري.
وأوضح أنّ الوفد الأمني المصري "أكد لكافة الأطراف المشاركة خطورة التصعيد وعدم الالتزام بالمسار التفاوضي".
ولم تتوقف اتصالات مصر مع مختلف الأطراف خاصة إسرائيل والولايات المتحدة و"حماس"، للحفاظ على مسار المفاوضات الجارية وتجنّب التصعيد، وهي مستمرة في هذا الجهد حتى يصبح اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار واقعاً على الأرض.
واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول (اكتوبر) بعدما نفّذت "حماس" هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً.
وخُطف أكثر من 250 شخصاً لا يزال 128 منهم محتجزين في غزة توفّي 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليّين.
وتعهّدت إسرائيل ردّاً على الهجوم "القضاء على حماس". وتنفذ منذ ذلك الوقت، حملة قصف مدمّرة وعمليات برية في قطاع غزة، تسبّبت بسقوط 34904 ضحايا غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة للحركة.