يحيي العالم غداً الأربعاء الذكرى الـ76 للنكبة الفلسطينية هذا العام بينما يواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، وسط تنديدات دوليه ومطالبات بإنهاء "الاحتلال".
"لا يزول بالتقادم"...
وأكد مجلس الوزراء الفلسطيني في الذكرى الـ76 للنكبة أن "الحق الفلسطيني لا يزول بالتقادم، وأن محاولات الاحتلال تهجير أبناء شعبنا في قطاع غزة، واعتداءات الاحتلال ومستعمريه في الضفة الغربية بما فيها القدس لن تدفع شعبنا للركوع والاستسلام والرحيل، وسيصمد شعبنا وقيادته في وجه التهديدات الإسرائيلية كما صمد طيلة العقود الماضية".
وجدد مجلس الوزراء دعوته "لأبناء شعبنا بكافة مؤسساته وهيئاته إلى أوسع مشاركة في فعاليات إحياء ذكرى النكبة".
"قلب النضال الوطنى"...
ويُمثل هذا الحدث وفقاً لوكالة "أسوشيتدبرس"، قلب النضال الوطني، إلا أن هذه التجربة تتضاءل في نواحي كثيرة مقارنةً بـ"الكارثة التي تحدث الآن في قطاع غزة".
وفر نحو 700 ألف فلسطيني- أغلبية السكان قبل الحرب- أو طردوا من ديارهم قبل وأثناء حرب عام 1948 التي أعقبت إنشاء إسرائيل.
بعد الحرب، رفضت إسرائيل السماح لهم بالعودة لأن ذلك كان سيؤدي إلى أغلبية فلسطينية داخل حدودها، وتحول النازحون نتيجة لذلك إلى مجتمع دائم للاجئين يبلغ عددهم الآن حوالي 6 ملايين، يعيش معظمهم في مخيمات اللاجئين داخل أحياء فقيرة في لبنان وسوريا والأردن والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وفق الوكالة.
وفي غزة يشكل اللاجئون وأحفادهم حوالي ثلاثة أرباع السكان.
ويُمثل رفض إسرائيل لحق الفلسطينيين في العودة شكوى أساسية في الصراع، وواحدة من القضايا الشائكة في محادثات السلام التي انهارت آخر مرة قبل 15 عاماً. وبقيت مخيمات اللاجئين على الدوام المعاقل الرئيسية للنضال الفلسطيني.
والآن، يخشى الكثير من الفلسطينيين تكرار تاريخهم المؤلم على نطاق أكثر كارثية، وفق ما ذكرت "أسوشيتدبرس".
وفي أنحاء غزة، قام الفلسطينيون في الأيام الأخيرة بشحن ما تبقى من متعلقاتهم في السيارات والعربات التي تجرها الحمير أو الانطلاق سيراً على الأقدام إلى مخيمات الخيام المكتظة بالفعل عقب توسيع إسرائيل هجومها.
"خوف شديد"...
ويشير تقرير لـ"أسوشيتد برس" حول ذكرى النكبة، إلى قصة مصطفى الجزار البالغ من العمر الآن 81 عاماً، إذ يتذكر رحلة عائلته التي استغرقت شهوراً من قريتهم الواقعة في ما يعرف الآن بوسط إسرائيل إلى مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، عندما كان يبلغ من العمر 5 سنوات، حيث تعرضوا للقصف من الجو، واضطرارهم لحفر فتحات في جذوع الأشجار للنوم فيها طلباً للدفء.
واضطر الجزار- وهو الجد الأكبر الآن- إلى الفرار مرة أخرى يوم السبت، هذه المرة إلى خيمة في المواصي، وهي منطقة ساحلية قاحلة يعيش فيها حوالي 450 ألف فلسطيني في مخيم بائس، مشيراً إلى أن الظروف أسوأ مما كانت عليه في عام 1948، عندما كانت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين قادرة على توفير الغذاء وغيره من الضروريات بانتظام.
وقال: "كنت آمل في العودة عام 1948، لكن أملي اليوم هو البقاء على قيد الحياة"، وأضاف وهو يبكي: "أنا أعيش في خوف شديد. لا أستطيع إعالة أطفالي وأحفادي".
"غير واقعية"...
وأجبرت حرب غزة نحو 1.7 مليون فلسطيني،حوالي ثلاثة أرباع سكان القطاع، على الفرار من منازلهم، مرات عدة في كثير من الأحيان. وهذا يتجاوز ضعف عدد النازحين الذين فروا قبل وأثناء حرب عام 1948.
ويعارض المجتمع الدولي بشدة أي طرد جماعي للفلسطينيين من غزة، وهي الفكرة التي يتبناها أعضاء اليمين المتطرف في الحكومة الإسرائيلية، الذين يشيرون إليها باسم "الهجرة الطوعية".
وأطلقت إسرائيل في غزة واحدة من أكثر الحملات العسكرية فتكاً وتدميراً في التاريخ الحديث، حيث أسقطت في بعض الأحيان قنابل تزن 2000 رطل "900 كيلوغرام" على مناطق سكنية كثيفة السكان، لتحول أحياء بأكملها إلى أراض قاحلة من الأنقاض والطرق المجرفة، العديد منها مليء بالقنابل غير المنفجرة، وفق التقارير العالمية.
"تضاعف 10 مرات"...
في سياق آخر، أعلن جهاز الإحصاء الفلسطيني أن عدد الفلسطينيين في فلسطين وخارجها تضاعف نحو 10 مرات منذ نكبة عام 1948.
وأضاف في بيان: "على الرغم من تهجير نحو مليون فلسطيني في العام 1948 وأكثر من 200 ألف فلسطيني بعد حرب حزيران (يونيو) 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم 14.63 مليون نسمة في نهاية العام 2023".
وتابع الجهاز: "يقيم 5.55 مليون منهم في دولة فلسطين، وحوالي 1.75 مليون فلسطيني في أراضي 1948 (إسرائيل)، في ما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6.56 مليون فلسطيني، وحوالي 772 ألفاً في الدول الأجنبية".
لتفاصيل الخبر، يمكنكم الاطلاع عليه هنا.
"قيام إسرائيل"...
مساء 14 أيار (مايو) 1948، أعلنت إسرائيل قيام دولتها على أرض فلسطين، وكانت الولايات المتحدة أول المعترفين بها.
ولا يفصل الفلسطينيون بين النكبة، ووعد بلفور في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 1917، والذي تبنت بريطانيا عبره بشكل جدي "المشروع الصهيوني" وأعلنت إنشاء وطن قومي لليهود في أرض فلسطين.
ويقولون إنَّ بريطانيا بإصدارها الوعد، فتحت الباب على مصراعيه أمام اليهود للهجرة إلى فلسطين حتى عام 1948، وأسست للنكبة.
وبعد أقل من عقدين، احتلت إسرائيل ما تبقى من فلسطين وتحديداً الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس وقطاع غزة، وأراضٍ عربية في لبنان وسوريا والأردن ومصر.