أعلنت إسرائيل الخميس أن جيشها "سيكثف" عملياته البرية في رفح رغم التحذيرات الدولية من شن هجوم كبير على المدينة المكتظة الواقعة في جنوب غزة.
في لاهاي، قالت جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي إن "الإبادة" الإسرائيلية في قطاع غزة بلغت "مرحلة جديدة ومروعة"، داعية المحكمة إلى إصدار أمر بوقف الهجوم الإسرائيلي على رفح.
في المنامة، دعت القمة العربية الى "وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة"، والى عقد مؤتمر سلام للتوص الى "حل الدولتين"، والى نشر قوات دولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في انتظار هذا الحل.
واعتبرت الولايات المتحدة أنّ مقترح الجامعة العربيّة نشر قوّات دوليّة في الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة يمكن أن يضرّ بجهود إسرائيل لهزيمة حركة حماس، لكنّ واشنطن لم تذهب إلى حدّ معارضته.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس متوجها الى جنود في منطقة رفح إن "المعركة في رفح حاسمة... إنها معركة تقرّر أشياء كثيرة في هذه الحملة".
ويتمسّك نتنياهو بتنفيذ هجوم واسع على رفح التي يقول إنها آخر معقل رئيسي لحماس في غزة.
وأضاف وفق ما جاء في بيان صادر عن مكتبه "لا يقتصر الأمر على (وجود) بقية كتائبها فحسب (في رفح)، بل إنها (المدينة) بمثابة شريان حياة لها للهروب وإعادة الإمداد".
وتابع أن استكمال المعركة "يقرّبنا مسافة كبيرة من هزيمة العدو".
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أعلن أن "قوات إضافية ستدخل" رفح و"سيتكثف النشاط (العسكري)" فيها.
ونزح 600 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة، من رفح منذ الإنذار الذي وجهه الإسرائيليون بضرورة إخلاء شرق المدينة والذي تلته سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح في السابع من أيار (مايو).
وأفادت وزارة الصحة في غزة الجمعة أن حصيلة الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة ارتفعت إلى 35,303 قتلى منذ السابع من تشرين الأول (اكتوبر).
وقالت الوزارة في بيان إنه تم احصاء 31 قتيلا على الأقل خلال 24 ساعة، لافتة الى أن عدد الجرحى الاجمالي بلغ 79,261 منذ بدء المعارك قبل أكثر من سبعة أشهر.
"الخطوة الأخيرة"
وبدأت محكمة العدل الدولية، أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، الخميس تنظر في طلب جديد لجنوب أفريقيا حول ما تعتبره "إبادة" ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.
وقال محامٍ عن جنوب أفريقيا أمام المحكمة إن الهجوم الإسرائيلي في رفح هو "الخطوة الأخيرة" في تدمير غزة، داعية المحكمة إلى إصدار أمر بوقفه.
واتهمت جنوب أفريقيا إسرائيل بتصعيد "الإبادة" التي ترتكبها في غزة.
وقال كبير المحامين الممثلين لجنوب إفريقيا فوسيموزي مادونسيلا "كانت جنوب إفريقيا تأمل، عندما مثَلنا آخر مرة أمام هذه المحكمة، في وقف عملية الإبادة هذه حفاظا على فلسطين وشعبها"، مضيفا "لكن بدلا من ذلك، استمرت الإبادة الإسرائيلية على نحو متسارع وبلغت للتو مرحلة جديدة ومروعة".
وتعرب عواصم ومنظمات عدة عن قلقها إزاء عملية برية واسعة في رفح الواقعة على الحدود المصرية والتي لجأ إليها مئات آلاف المدنيين هربا من القتال في القطاع.
"قوات حماية وحفظ سلام"
وطالبت القمة العربية الثالثة والثلاثون التي انعقدت في البحرين الخميس في بيان خاص بغزة، "بوقف فوري ودائم لإطلاق النار" في القطاع، ووقف "التهجير القسري"، "وإنهاء كل صور الحصار والسماح بالنفاذ الكامل والمستدام للمساعدات الإنسانية وانسحاب إسرائيل الفوري من رفح".
من جهة أخرى، دعا القادة العرب في ما سمّي "إعلان المنامة" إلى نشر قوات دولية "في الأرض الفلسطينية المحتلة" إلى حين تنفيذ حل الدولتين، والى "مؤتمر دولي للسلام" للبحث في هذا الحلّ.
وردّت الأمم المتحدة على لسان نائب المتحدث باسم المنظمة الدولية فرحان حق الذي قال إن تشكيل بعثات حفظ السلام "يعتمد على أمور عدة. إحداها (...) تفويض من مجلس الأمن".
واتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب القاه خلال القمة حماس، بتوفير "ذرائع" لإسرائيل لتهاجم قطاع غزة.
وقال إن "العملية العسكرية التي نفذتها حماس بقرار منفرد في ذلك اليوم، في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وفرّت لإسرائيل المزيد من الذرائع والمبررات كي تهاجم قطاع غزة وتمعن فيه قتلاً وتدميراً وتهجيراً".
وردّت حركة حماس في بيان قائلة "نعرب عن أسفنا لما جاء في كلمة رئيس السلطة الفلسطينية (...) حول عملية طوفان الأقصى البطولية، ومسار المصالحة الداخلية، ونؤكّد أن العدو الصهيوني (...) لا ينتظر الذرائع لارتكاب جرائمه بحق شعبنا". وأكدت أن هجومها على إسرائيل شكّل "الحلقة الأهم" في مواجهة إسرائيل.
ودعت في بيان آخر الدول العربية باتخاذ "ما يلزم من إجراءات تُجبر" إسرائيل على وقف "العدوان".
رهينتان تايلانديان في عداد القتلى
ميدانيا في غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي الخميس أن خمسة جنود إسرائيليين قتلوا الأربعاء وأصيب سبعة آخرون في شمال القطاع بـ"نيران صديقة" بعدما أطلقت وحدة مدرّعات قذيفتَين على مبنى كانوا يتجمّعون فيه في مخيم جباليا في شمال قطاع غزة والذي يشهد اشتباكات عنيفة مع مقاتلين من حماس.
وقتل 278 جنديا إسرائيليا منذ دخول القوات الإسرائيلية قطاع غزة في 27 تشرين الأول (أكتوبر).
كما أعلن الجيش مساء الخميس أن رهينتين تايلانديين كان يعتقد في وقت سابق أنهما على قيد الحياة في غزة قتلا في هجوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وأن جثتيهما محتجزتان في القطاع الفلسطيني.
في تل أبيب، تظاهرت عائلات الرهائن مرة أخرى ليل الخميس أمام وزارة الدفاع للمطالبة بالإفراج عنهم.
وأسفر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في 7 تشرين الأول (أكتوبر) عن مقتل أكثر من 1170 شخصا غالبيتهم مدنيون، وفق تعداد لوكالة "فرانس برس" يستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية. وخطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصا ما زال 128 منهم محتجزين في غزة قضى 38 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.
وردا على الهجوم، ينفّذ الجيش الإسرائيلي حملة قصف مدمّرة وعمليات برية في قطاع غزة.
ربط الميناء العائم
وقالت القيادة المركزية الأميركية اليوم الجمعة إن شاحنات محملة بمساعدات إنسانية بدأت في التحرك إلى الشاطئ عبر رصيف بحري عائم مؤقت قبالة قطاع غزة في الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي.
ومنذ سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح، أغلق المعبر أمام المساعدات الحيوية لسكان القطاع الذي بات على شفير المجاعة، وفق الأمم المتحدة.
وأعلن قائد القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط الأدميرال براد كوبر أنه تم إنجاز ربط الميناء العائم المخصص للمساعدات بشاطئ غزة الخميس، على أن يبدأ إيصال المساعدات قريبا.
وأوضح لصحافيين "أعتقد أن حوالى 500 طن (من المساعدات) ستصل في اليومين المقبلين. إنها كمية كبيرة جدا، وهي موزّعة الآن على العديد من السفن".
وتؤكد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن إيصال المساعدات عن طريق البحر أو إلقاءها من الجو لا يعوّضان عن فتح المعابر البرية والسماح بدخول مزيد من شاحنات المساعدات إلى غزة.
في الموازاة، أعلنت كندا الخميس أنها فرضت للمرة الأولى عقوبات على "مستوطنين متطرفين" متهمين بارتكاب أعمال عنف ضد مدنيين في الضفة الغربية.