أعلنت القيادة المركزية الأميركية اليوم الثلثاء أنّه جرى تسليم أكثر من 569 طنّاً مترياً من المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر الرصيف الموقت حتى الآن.
وأضافت القيادة المركزية الأميركية أن الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات والاتحاد الأوروبي والعديد من الشركاء الآخرين تبرّعوا بهذه المساعدات.
المساعدات تتراكم...
في السياق، حذّر مسؤولون بالأمم المتحدة يوم الإثنين من أن الغذاء والدواء للفلسطينيين في غزة يتراكم في مصر في ظل استمرار إغلاق معبر رفح وأضافوا أن مستودعاً للمنظّمة لم يتسلّم منذ يومين مساعدات من الرصيف البحري.
ولفتت المسؤولة البارزة في جهود الإغاثة بالأمم المتحدة إيديم وسورنو إلى أنه لا يوجد ما يكفي من الإمدادات والوقود لتوفير أي مستوى معقول من الدعم لشعب غزة الذي يتحمّل الهجوم العسكري الإسرائيلي على نشطاء "حماس".
وقالت "لم تعد لدينا كلمات لوصف ما يحدث في غزة. وصفنا ذلك بأنه كارثة، وكابوس، وجحيم على الأرض. إنه كل هذا، بل وأسوأ".
وأضافت وسورنو لمجلس الأمن الدولي أن إغلاق معبر رفح أوقف تسليم ما لا يقل عن 82 ألف طن متري من الإمدادات، في حين كان الوصول إلى معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي محدوداً بسبب "الأعمال العدائية والظروف اللوجستية الصعبة وإجراءات التنسيق المعقدة".
واعتبر وزير الخارجية المصري سامح شكري في وقت سابق أن توقّف إدخال المساعدات من خلال معبر رفح بين مصر وقطاع غزة مرتبط بعمليات عسكرية تهدّد العمل الإنساني في المنطقة.
وتعطّل وصول المساعدات إلى جنوب غزة منذ كثّفت إسرائيل عمليّاتها العسكرية في رفح، في خطوة تقول الأمم المتحدة إنها أجبرت 900 ألف شخص على الفرار.
وأشار سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان لمجلس الأمن إلى أن إسرائيل ليس أمامها خيار آخر سوى ملاحقة "حماس" في رفح وأن إخراج المدنيين من منطقة حرب نشطة يجب دعمه وليس إدانته.
وأضاف "لقد انتقلوا إلى منطقة إنسانية مخصصّة يتم ملؤها بالمساعدات. ونأمل أن يغادر المزيد والمزيد من المدنيين رفح ويبتعدوا عن الأذى...الإخلاء الموقت يمكن التراجع عنه، لكن لا يمكن تعويض فقد الأرواح".
ومع ذلك، وصفت وسورنو الوضع بالنسبة للفلسطينيين في المواقع الجديدة بأنه مروّع.
وفي شمال غزة، حيث تحذّر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة، لفتت وسورنو إلى أن معبر إيريز مغلق منذ التاسع من أيار (ماي)، ومعبر إيريز الغربي الذي تم افتتاحه حديثا "يستخدم الآن لكميات محدودة من المساعدات، ولكن المناطق الواقعة في محيط هذا المعبر تخضع أيضاً لأوامر إخلاء".
أعلنت الحكومة القبرصية أن أربع سفن من الولايات المتحدة وفرنسا بصدد نقل مساعدات من مرفأ لارنكا إلى قطاع غزة الذي يشهد أزمة إنسانية متصاعدة.
وصرح فيكتور بابادوبولوس من المكتب الإعلامي للرئاسة للإذاعة الرسمية أن ألف طن من المساعدات أبحرت من قبرص إلى القطاع الفلسطيني المحاصر بين الجمعة والأحد.
وأضاف أن السفن تقوم برحلات بين غزة والجزيرة الواقعة شرق البحر الأبيض المتوسط على بعد نحو 360 كلم.
ووصلت إلى ميناء لارنكا كميات كبيرة من المساعدات من الإمارات العربية المتحدة وبريطانيا ورومانيا والولايات المتحدة ودول أخرى.
وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس للصحافيين الثلثاء إن جهود المساعدات المرسلة بحرا "تسلك مسارها".
وأضاف: "لدينا مساعدات كبيرة من دول ثالثة ترغب في المساهمة في هذا الجهد".
الرصيف البحري الأميركي
بدأت شحنات المساعدات في الوصول إلى الرصيف الذي أقامته الولايات المتحدة على شاطئ غزة اعتباراً من يوم الجمعة في الوقت الذي تتعرّض فيه إسرائيل لضغوط عالمية متزايدة للسماح بدخول المزيد من الإمدادات إلى القطاع الساحلي المحاصر.
ووافقت الأمم المتحدة على المساعدة في تنسيق عمليات تسليم المساعدات وتوزيعها عند الرصيف العائم، لكنّها ما زالت تؤكد على أن تسليم المساعدات عن طريق البر هو الطريقة "الأكثر جدوى وفعالية وكفاءة" للتصدي للأزمة الإنسانية في القطاع.
وقالت الأمم المتحدة إن 10 شاحنات محمّلة بالمساعدات الغذائية، تم نقلها من موقع الرصيف بواسطة مقاولين تابعين للأمم المتحدة ووصلت يوم الجمعة إلى مستودع تابع لبرنامج الأغذية العالمي في دير البلح بغزة.
لكن لم تصل سوى خمس شاحنات محملة بالمساعدات إلى المستودع يوم السبت بعد أن أخذ فلسطينيون حمولة 11 شاحنة أخرى في أثناء الرحلة التي مرت بمنطقة أشار مسؤول بالأمم المتحدة إلى أنّها شهدت نقصاً في المساعدات.
وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه "كان هناك بعض الناس الذين رأوا الشاحنات. لم يكونوا قد رأوا شاحنات منذ فترة.. ركبوا الشاحنات وساعد بعضهم بعضاً في الحصول على بعض الطرود الغذائية."
وأضاف أن الأمم المتحدة لم تتلقَ أي شحنات مساعدات من الرصيف يومي الأحد أو الاثنين.
وتابع قائلاً "نحن بحاجة للتأكد من وجود الترتيبات الأمنية واللوجستية اللازمة قبل المضي قدماً".
وتأتي المساعدات التي يتم تفريغها على الرصيف عبر ممر بحري من قبرص، حيث يتم تفتيشها أولاً من قبل إسرائيل. وتقدّر تكلفة تشغيل الرصيف بنحو 320 مليون دولار بمشاركة ألف جندي أمريكي.
وأوضح مسؤولون أميركيون أن الرصيف سيتعامل في البداية مع 90 شاحنة يومياً، لكن هذا العدد قد يصل إلى 150. وللحفاظ على حياد الأمم المتحدة عند الرصيف، ليس هناك اتصال بين العدد القليل من موظّفي الأمم المتحدة في الموقع وبين الجيش الإسرائيلي، الذي يوفّر الدعم الأمني واللوجستي.
وحذّرت الأمم المتحدة أيضا من نقص حاد في الوقود في غزة.
وقالت وسورنو إنه جرى تسليم 654 ألف لتر من الوقود إلى غزة منذ السادس من أيار (مايو)، أي ربع مخصّصات الوقود التي كانت تتلقّاها.