أثار إعلان أيرلندا والنروج وإسبانيا اليوم الأربعاء الاعتراف بدولة فلسطينية ردود فعل من قبل دول وأطراف عدّة.
إسرائيل تستدعي السفراء
في أول إجراء لها، استدعت إسرائيل سفراءها في أيرلندا والنروج وإسبانيا "لإجراء مشاورات طارئة".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان: "أوجّه اليوم رسالة شديدة اللهجة إلىأيرلندا والنروج وإسبانيا: لن تلزم إسرائيل الصمت على ذلك. أصدرت التعليمات لعودة السفراء الإسرائيليين في دبلن وأوسلو ومدريد إلى إسرائيل لإجراء مزيد من المشاورات".
وبحسب كاتس فإن "الخطوات المتسرّعة ستكون لها عواقب وخيمة".
بدوره، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن "قرار النروج وإسبانيا وأيرلندا الاعتراف بفلسطين مشين لكنّه ليس نتاج أزمة بل فشل سياسي غير مسبوق".
وندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإعلان أيرلندا والنرويج وإسبانيا اعترافها قريبا بالدولة الفلسطينية ووصفه بأنه "مكافأة للإرهاب"، وقال إن إسرائيل لن تتراجع عن تحقيق النصر في حرب غزة.
وقال في بيان: "هذه ستكون دولة إرهابية. ستحاول تنفيذ مذبحة السابع من أكتوبر مرارا وتكرارا، وهذا لن نوافق عليه"، في إشارة إلى الهجوم الفلسطيني الذي قادته حركة "حماس" وأعقبه الهجوم الإسرائيلي على غزة.
الرئاسة الفلسطينية
من جهّتها، رحّبت الرئاسة الفلسطينية بالإعلان.
وحضت دول العالم، وخاصّة الدول الأوروبية التي مازالت لم تعترف بدولة فلسطين، أن تعترف بدولة فلسطين "وفق حل الدولتين المعترف به دولياً المستند لقرارات الشرعية الدولية وعلى خطوط العام 1967".
بدورها، رحّبت منظّمة التحرير الفلسطينية بالخطوة. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظّمة التحرير حسين الشيخ عبر "إكس": "لحظات تاريخية ينتصر فيها العالم الحر للحق والعدل بعد عقود طويلة من الكفاح الوطني الفلسطيني والمعاناة والألم والاحتلال والعنصرية والقتل والبطش والتنكيل والتدمير الذي تعرّض له شعب فلسطين".
وأكّد أن هذا هو السبيل للاستقرار والأمن والسلام في المنطقة.
ورحبّت وزارة الخارجية والمغتربين بالقرار. وأوضحت في بيان لها أنه بهذه الخطوة المهمة، أثبتت هذه الدول مرة أخرى التزامها الثابت بحل الدولتين وتحقيق العدالة التي طال انتظارها للشعب الفلسطيني.
وأكّدت أن هذه الاعترافات تأتي انسجاماً مع القانون الدولي وجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ما سيساهم بدوره بشكل إيجابي في جميع الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
"حماس"
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن اعتراف ثلاث دول أوروبية بدولة فلسطين "خطوةً مهمة" على طريق تثبيت حقوق الفلسطينيين في أرضهم وفي إقامة دولتهم، داعيةً كل الدول إلى القيام بالأمر نفسه.
ورحّبت في بيان "بإعلان كل من النروج وإيرلندا وإسبانيا الاعتراف بدولة فلسطين"، معتبرةً أنّها "خطوة مهمة على طريق تثبيت حقنا في أرضنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس".
ودعت "الدول حول العالم إلى الاعتراف بحقوقنا الوطنية المشروعة، ودعم نضال شعبنا الفلسطيني في التحرّر والاستقلال، وإنهاء الاحتلال الصهيوني لأرضنا".
وأكّد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" باسم نعيم لوكالة "فرانس برس" الأربعاء أن "المقاومة الباسلة" للشعب الفلسطيني دفعت ثلاث دول أوروبية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال: "أؤكد... أن هذا الاعتراف المتتالي هو النتيجة المباشرة لهذه المقاومة الباسلة والصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن هذه الاعترافات تمثّل "نقطة تحوّل في الموقف الدولي من القضية الفلسطينية".
"فتح"
رحّبت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" بالإعلان. وقالت في بيان صادر عن مفوضية الإعلام والثقافة والتعبئة الفكرية إن "هذه الاعترافات التاريخية جاءت حصيلة لتضحيات شعبنا الجسيمة وصموده ونضالاته، مضيفة أن هذه الاعترافات تؤكد حق شعبنا في تقرير المصير، وإنجاز مشروعه الوطني في الحرية والاستقلال".
وأشارت إلى أن "هذه الاعترافات التاريخية تأتي تعبيرا عن انحياز دول العالم إلى الحق الفلسطيني، وحق شعبنا في الاستقلال وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس، متناغمة مع مبادئ القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية المُقرة بحق الشعوب في الانعتاق من الاستعمار والاحتلال"، مردفة أن "شعبنا الذي يتعرض لحرب إبادة شاملة سيواصل نضاله الوطني المشروع حتى التحرر من آخر احتلال في العالم، بالرغم من فداحة التضحيات وجسامتها".
الأردن
رحب الأردن الأربعاء بالقرار، معتبراً أنّها "خطوة مهمّة وأساسية نحو حل الدولتين".
وقال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الهنغاري بيتر سيارتو إن المملكة "ترحّب بالقرارات التي اتخذتها دول أوروبية صديقة اليوم بالإعتراف بالدولة الفلسطينية".
وأضاف "نحن نثمّن هذا القرار، ونعتبره خطوة مهمّة وأساسية على طريق حل الدولتين الذي يجسد دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) من عام 1967".
مصر
رحّبت مصر بالقرار، إذ اعتبرت وزارة الخارجية المصرية أنها "خطوة مقدّرة تدعم الجهود الدولية الرامية إلى خلق أفق سياسي يؤدي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
ودعت الدول التى لم تتخذ هذه الخطوة بعد إلى "المضي قدماً نحو الاعتراف بدولة فلسطين، إعلاءً لقيم العدل والإنصاف، ودعماً لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة الذي عانى من الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من سبعة عقود، وتمكينه من إقامة دولته المستقلة".
السعودية
أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ترحيب المملكة بـ"القرار الإيجابي". وثمّنت هذا القرار الصادر من الدول الصديقة، الذي "يؤكد الإجماع الدولي على الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وتدعو بقية الدول للمسارعة في اتخاذ نفس القرار، الذي من شأنه الإسهام في إيجاد مسار موثوق به ولا رجعة فيه بما يحقق سلام عادل ودائم يلبي حقوق الشعب الفلسطيني".
وأكّدت المملكة دعوتها للمجتمع الدولي - وعلى وجه الخصوص - الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية بـ"أهمية الإسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقّق السلام الشامل والعادل للجميع".
قطر
رحّبت دولة قطر بخطو الاعتراف، معتبرة أنّه "خطوه مهمّة لدعم حل الدولتين وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".
وأكدّت وزارة الخارجية أن "تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة رهين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية"، مشدّدة على "ضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة فوراً، والعودة إلى المسار السياسي باعتباره الضامن الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة".
جامعة الدول العربية
وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط التحية لإسبانيا والنروج وإيرلندا بعد قرارها.
وقال أبو الغيط في بيان إنه "يرحب عاليا بالخطوة الهامة" التي اتخذتها الدول الثلاث.
وأضاف عبر "إكس": "أحيي وأشكر الدول الثلاث على تلك الخطوة التي تضعها على الجانب الصحيح من التاريخ في هذا الصراع".
وتابع: "ادعو الدول التي لم تفعل ذلك الى الاقتداء بالدول الثلاث في خطوتها المبدئية الشجاعة".
وختم: "أبارك لفلسطين على هذا التطوّر الإيجابي".
مجلس التعاون الخليجي
رحّب مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالاعتراف.
وأكّد الأمين العام للمجلس جاسم محمد البديوي، في بيان، أن "هذا الاعتراف يعد خطوة محورية واستراتيجية نحو تحقيق حل الدولتين، ودافعا قويا لكافة الدول للقيام بخطوات مماثلة للاعتراف بدولة فلسطين، ما سيساهم في حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه والعيش بسلام وعدالة واستقلال، بعد سنوات عديدة من الظلم والبطش والانتهاكات الخطيرة والعيش تحت وطأة قوات الاحتلال الإسرائيلية".
ودعا المجتمع الدولي بكافة مؤسساته ومنظّماته للقيام بدورهم في دعم الشعب الفلسطيني للحصول على الحق الكامل في إقامة دولتهم.
البيت الأبيض
أشار البيت الأبيض اليوم الأربعاء إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن يعتقد أن إقامة دولة فلسطينية يجب أن يتم من خلال المفاوضات وليس عبر الاعتراف بها من جانب أطراف منفردة.
وقال متحدّث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض "الرئيس مؤيّد قوي لحل الدولتين وكان كذلك طوال حياته المهنية".
وأضاف أنّه يعتقد أن الدولة الفلسطينية يجب أن تتحقّق من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين وليس من خلال الاعتراف بها من أطراف منفردة.
بايدن
من جهته، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن يعارض "الاعتراف أحادي الجانب" بدولة فلسطين.
وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي ادريان واتسون إنَّ بايدن "يعتقد أن إقامة دولة فلسطينية يجب أن يتحقق من خلال مفاوضات مباشرة بين الطرفين، وليس من خلال اعتراف أحادي الجانب".
فرنسا
رأى وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أن الاعتراف بدولة فلسطين "ليس من المحظورات" بالنسبة لفرنسا لكن باريس تعتبر أن الظروف غير متوافرة "الآن ليكون لهذا القرار تأثيراً فعلياً" على العملية الهادفة إلى قيام دولتين.
وأكّد في تصريح مكتوب لوكالة "فرانس برس": "يجب أن يكون قرار كهذا مفيداً أي السماح بتسجيل تقدّم حاسم على الصعيد السياسي. في هذا الإطار، يجب أن يحصل هذا القرار في الوقت المناسب" ليحدث فرقاً.
ورأى سيجورنيه الذي استقبل صباح الأربعاء نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس "الأمر لا يتعلّق فقط بمسألة رمزية أو بالتموضع السياسي بل بأداة دبلوماسية تسخر لحل الدولتين اللتين تقومان جنباً إلى جنب بسلام وأمن".
ألمانيا
شدّد متحدّث باسم وزارة الخارجية الألمانية على دعم برلين لحل على أساس دولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال المتحدّث في مؤتمر صحافي دوري في برلين "لا تزال دولة فلسطينية مستقلّة هدفاً راسخاً للسياسة الخارحية الألمانية"، مضيفاً أن تحقيق هذا الهدف يجب أن يكون من خلال الحوار.
بولندا
قالت بولندا إنَّها تؤيد حل الدولتين لأزمة الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد أن أعلنت أيرلندا وإسبانيا والنرويج أنها ستعترف بدولة فلسطينية.
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي: "سندعم جهود مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى التي تعتقد أن هناك حاجة إلى حل مستقر وطويل الأمد".
وأضاف: "نعتقد أن الحل المستقر والطويل الأمد هو وجود دولتين".
واعترفت بولندا بإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة عام 1988، بحسب الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية.
تركيا
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حفل توزيع جوائز في أنقرة، إنَّه سعيد جداً بقرار النرويج وأيرلندا وإسبانيا الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.
منظّمة التعاون الإسلامي
رحّبت منظّمة التعاون الإسلامي بالقرار، معتبرة أن "هذه الخطوة التاريخية الهامة تنسجم مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتساهم في تأكيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتعزيز مكانة دولة فلسطين على الساحة الدولية".
وأعربت عن تقديرها لمثل "هذه المواقف التي تدعم الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلّة منذ العام 1967 بما فيها مدينة القدس الشريف، وتدفع باتجاه تحقيق العدالة والحرية واحترام حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني".
وجدّدت المنظّمة دعوتها كافة دول العالم التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين أن "تبادر بإعلان هذا الاعتراف وأن تساند طلب دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، في إطار دعم الجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وفقا لرؤية حل الدولتين واستناداً لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية".