شنّ الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، ضربات جوية في قطاع غزة لا سيما في رفح في الجنوب وجباليا وحي الزيتون ومدينة غزة في الشمال، وفق شهود.
وذكرت وزارة الصحّة في غزة أن 35709 فلسطينيين قتلوا وأصيب 79990 في الهجوم العسكري الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
قصف وضحايا...
وصباح الأربعاء، سجّل فريق وكالة فرانس برس حصول قصف مدفعي داخل مدينة رفح وفي محيطها. وباتت هذه المدينة المكتظة بالسكان والنازحين مسرحا لعمليات برية منذ مطلع الشهر الحالي رغم تحذيرات المجتمع الدولي.
وقبل توغلّه في رفح، أمر الجيش الإسرائيلي سكّان بعض الأحياء في رفح بمغادرتها. وتؤكد إسرائيل أنها تريد القضاء على آخر كتائب "حماس" المتحصنة في رفح، وعلى شبكة الأنفاق التي تستخدمها، كما تريد إنقاذ الرهائن.
وقتل عشرة أشخاص وأصيب آخرون في الزوايدة في وسط قطاع غزة في ضربات ليلية، على ما أفاد مستشفى شهداء الأقصى.
وأشار الدفاع المدني في غزة إلى انتشال ست جثث من بين أنقاض منزل أصيب بقصف إسرائيلي في جباليا.
محاصرة مستشفى العودة لليوم الرابع
وتحاصر القوات الاسرائيلية مستشفى العودة شمالي قطاع غزة لليوم الرابع على التوالي.
ومع استمرار القصف الإسرائيلي طوال الليل في أنحاء غزة، إلى جانب التوغلات البرية والقتال العنيف، أصدر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس تحذيرا حول وضع الموظفين والمرضى في مستشفى العودة المحاصر شمال قطاع غزة.
وقال غيبريسوس في منشور على منصة إكس أمس الثلثاء إن "الطاقم الطبي داخل المستشفى أبلغ عن وقوع هجوم في 20 أيار (مايو)، حيث استهدف القناصة المبنى، وضرب صاروخ مدفعي الطابق الخامس".
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن نحو 148 موظفا و22 مريضا ومرافقيهم ما زالوا "محاصرين داخل" المستشفى منذ يوم الأحد.
وأضاف: "نحن قلقون للغاية بشأن سلامة المرضى المتبقين وموظفي المستشفى. نناشد ضمان حمايتهم، وتمكينهم من الوصول إلى المساعدات الإنسانية، والوقف الفوري لإطلاق النار".
وقال أطباء ومنظمة الصحة العالمية الثلثاء إن مستشفيي العودة وكمال عدوان، وهما آخر مستشفيين ما زالا مفتوحين في شمال غزة، بالكاد يعملان.
كذلك، قال أطباء إن مستشفيي العودة وكمال عدوان، وهما آخر مستشفيين ما زالا مفتوحين في شمال غزة، بالكاد يعملان، مع دخول الحرب بين إسرائيل و"حماس" شهرها الثامن.
وقال أطباء في المستشفيين إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على مبانيهما ونشرت قناصة قرب أحدهما.
وأوضح القائم بأعمال مدير مستشفى العودة الطبيب محمد صالح إن الجيش الإسرائيلي دمَّر السور الجنوبي للمستشفى فيما لا يزال "جميع أفراد الطاقم الطبي والمرضى" داخل أجنحة المستشفى التي صار التنقل بينها "صعبا جدا".
لكن يتعين على موظفي المستشفى جلب الماء "من المبنى الثاني إلى الأول لأن قوات الاحتلال ضربت المبنى الأول بقذيفة استهدفت الطابق الخامس ودمرت خزانات المياه"، كما أضاف.
وقالت دنيا الدخيلي، منسقة الطوارئ لمنظمة أطباء بلا حدود في غزة، إنه "لا شيء يدخل أو يخرج" من المستشفى خوفاً من نيران القناصة.
وأضافت لوكالة فرانس برس بعدما تحدثت إلى مشرف غرفة العمليات في مستشفى العودة أنه "مختبئ منذ بضعة أيام، ويمكنه سماع طلقات نارية".
ولم يبلغ الطبيب صالح عن وقوع إصابات، لكنه قال إن ما يحدث يذكر بالعملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في منطقة المستشفى الواقع بجوار مخيم جباليا للاجئين في شمال القطاع.
وشهد يوم الثلثاء أيضا إجلاء المرضى والموظفين من مستشفى كمال عدوان، الواقع أيضاً في شمال غزة، وفق مدير المستشفى الطبيب حسام أبو صفية.
وقال أبو صفية لوكالة فرانس برس: "حاليا يتم إخلاء المستشفى من الجرحى والمرضى والطواقم الطبية... هناك العديد من المرضى لم تتمكن الفرق الطبية من إجلائهم".
وأضاف أن "بوابة الاستقبال والطوارئ في مستشفى كمال عدوان تعرضت للقصف المدفعي" أثناء تقدم الجنود نحو المجمع.
وقال ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية الموجود في القدس،
إن كمال عدوان والعودة هما "المستشفيان الوحيدان اللذان ما زالا يعملان ولا يمكننا تحمل توقفهما عن العمل".
وقال غيبرييسوس في جنيف: "هذان المستشفيان الوحيدان العاملان المتبقيان في شمال غزة. وضمان قدرتهما على تقديم الخدمات الصحية أمر ضروري".
عودة لواء ناحال للنشاط العسكري
من جهتها، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بعودة لواء ناحال للنشاط العسكري في قطاع غزة اعتبارا من الليلة الماضية.
وفي 24 نيسان (ابريل) الماضي أعلنت إسرائيل مغادرة لواء ناحال قطاع غزة بعد 6 أشهر من القتال ليحل محله لواءان احتياطيان.
وجاء قرار سحب "ناحال" بعد أسبوعين على إقالة رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي قائد اللواء التابع للقيادة الجنوبية ضمن سلسلة إجراءات في أعقاب قتل قواته 7 من موظفي لجنة دولية إغاثية، مما أثار استنكارا دوليا واسعا.
في السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 25 عسكرياً في معارك قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
ولفت إلى إصابة 3568 ضابطاً وجندّياً منذ بدء الحرب من بينهم 1776 خلال العملية البرية في غزة، و259 ضابطاً وجندياً ما يزالون قيد العلاج إثر إصابتهم في معارك غزة 29 منهم جروحهم خطيرة.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل جنديين إسرائيليين وإصابة 4 جراء انفجار عبوة ناسفة ونيران قناصةفي القطاع.
"كارثية"
ومنذ سيطرت إسرائيل في السابع من أيار (مايو) على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر، توقّف الى حد كبير تسليم المساعدات الإنسانية الى القطاع المحاصر، وخصوصا الوقود الضروري للمستشفيات والخدمات اللوجستية الإنسانية.
وقالت الأمم المتحدة إن "1,1 مليون شخص يواجهون مستويات كارثية من الجوع وتبقى غزة على شفير المجاعة".
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الثلثاء تعليق توزيع المواد الغذائية في رفح بسبب بسبب "نقص الإمدادات وانعدام الأمن".
وإزاء القيود الصارمة التي تفرضها الدولة العبرية على دخول المساعدات برّا، أعلنت الولايات المتحدة في آذار (مارس) إقامة ميناء موقت في غزة في مبادرة اعتبرتها الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمسؤولون الأميركيون أنفسهم، غير كافية.
ومنذ بدء العمل الجمعة بهذه المنصة العائمة، نقل حوالى 569 طنا من المساعدات إلى قطاع غزة، بحسب الجيش الأميركي. إلا أن هذه المساعدات لم توزّع بعد على السكان، وفق وزارة الدفاع الأميركية مساء الثلثاء.
وعلى وقع الحرب والمجاعة الوشيكة، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الاثنين إصدار مذكرات توقيف في حقّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت، وكذلك رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة يحيى السنوار وقائد "كتائب القسام" محمد ضيف، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.