أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة الإثنين ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي الذي طال مخيما للنازحين في رفح جنوبا إلى 40 على الأقل وإصابة 65 شخصا آخرين.
وقال مدير إدارة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني محمد المغير لوكالة فرانس برس "40 شهيدا و65 مصابا حصيلة المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في خيام النازحين شمال غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة"، مضيفا: "انتهت عمليات الإنقاذ والانتشال مساء... شاهدنا جثثا متفحمة وأشلاء".
من جهتها، وصفت المدعية العامة العسكرية الإسرائيلية الميجر جنرال يفعات تومر-يروشالمي اليوم الغارة الجوية على رفح بأنها "جسيمة جدا"، وقالت إن تحقيقات القوات المسلحة في الأمر مستمرة.
وقالت لمؤتمر صحفي لنقابة المحامين في إسرائيل: "تفاصيل الواقعة لا تزال تخضع للتحقيق الذي نلتزم بإجرائه على أكمل وجه".
وتابعت قائلة إن الجيش الإسرائيلي "يأسف على أي أذى يلحق بغير المقاتلين خلال الحرب".
وكانت وزارة الصحة التي تديرها حركة "حماس" قد أعلنت فجر اليوم مقتل 35 شخصاً على الأقل وإصابة عشرات آخرين في قصف إسرائيلي استهدف مركزاً للنازحين قرب مدينة رفح في أقصى جنوب غزة.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل قياديين في "حماس" في قصف استهدف مجمعا تابعا للحركة في المدينة، لافتا إلى إنه على عِلم بتقارير تفيد بتضرر مدنيين.
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان إن الغارة الإسرائيلية "راح ضحيتها 35 شهيدا وعشرات المصابين حتى اللحظة معظمهم من الأطفال والنساء".
وقال الجيش في بيان: "قبل فترة قصيرة قصفت طائرة (للجيش الإسرائيلي) مجمعا لحماس في رفح"، ما أسفر عن مقتل ياسين ربيع وخالد النجار، وكلاهما من كبار المسؤولين في الحركة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد الجيش أن ربيع والنجار كانا مسؤولين عن أنشطة "حماس" في الضفة الغربية، بما في ذلك التخطيط لهجمات وتحويل أموال، في حين كان النجار يدير أيضا أموالا مخصصة لعمليات الحركة في غزة.
وأضاف أن "الضربة نُفّذت ضد أهداف مشروعة بموجب القانون الدولي، من خلال استخدام ذخائر دقيقة التصويب وعلى أساس معلومات استخبارية دقيقة تشير إلى استخدام حماس للمنطقة".
وتابع أنه "على علم بتقارير تشير إلى تضرر عدد من المدنيين في المنطقة نتيجة للغارة والحريق الذي شب في المنطقة. الحادثة قيد المراجعة".
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان: "ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروّعة من خلال قصف مُركّز ومقصود لمركز نزوح بركسات الوكالة (الأونروا) شمال غرب محافظة رفح".
وأضاف أن القصف "أدّى إلى استشهاد 30 شهيداً ووقوع عشرات الإصابات".
أما الدفاع المدني في غزة فقال إن القصف الإسرائيلي أدى إلى سقوط 50 شخصا على الأقل بين قتيل وجريح في المنطقة التي نزح إليها وفقا له 100 ألف شخص.
وذكر في بيان أن طواقمه انتشلت "ما يقارب خمسين (شخصا) ما بين شهيد ومصاب".
وأضاف أن "استهداف الاحتلال لهذه المنطقة يضاف لجرائم الابادة الجماعية التى يشنها الاحتلال الإسرائيلي على المجتمع المدني في قطاع غزة بشكل يخالف كافة الأعراف الدولية".
وقالت منظمة أطباء بلا حدود الخيرية الطبية إن 15 قتيلا نُقلوا إلى منشأة تدعمها.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن أحد مستشفياتها الميدانية يستقبل "تدفقا من المصابين الذين يبحثون عن رعاية للإصابات والحروق"، مشيرة إلى أن مستشفيات أخرى تستقبل أيضا عددا كبيرا من المصابين.
وأضافت اللجنة في بيان "فرقنا تبذل قصارى جهدها لإنقاذ الأرواح".
وشن الجيش الإسرائيلي غارات في مناطق مختلفة من رفح ليل الأحد حسبما قال شهود لوكالة فرانس برس.
وذكر مستشفى الكويت التخصصي أنه استقبل جثث ثلاثة أشخاص، بينهم حامل.
ودعت حركة "حماس" مساء الأحد الفلسطينيين إلى "الانتفاض والخروج بمسيرات غاضبة" ضد "المجزرة" التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان: "على ضوء المجزرة الصهيونية المروعة مساء اليوم التي ارتكبها جيش الاحتلال المجرم ضد خيام النازحين... ندعو جماهير شعبنا في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل والخارج إلى الانتفاض والخروج بمسيرات غاضبة ضد المجزرة".
من جهتها قالت الرئاسة الفلسطينية في بيان إن "ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجزرة البشعة هو تحدٍ لجميع قرارات الشرعية الدولية"، متهمة القوات الإسرائيلية بـ"استهداف... خيام النازحين في رفح بشكل متعمد".
أطلقت إسرائيل عملية برية في رفح في أوائل أيار (مايو) رغم معارضة دولية واسعة النطاق في ظل مخاوف بشأن المدنيين الذين يحتمون في المحافظة.