تواصل القوّات الإسرائيلية حربها على قطاع غزة برّاً وبحراً وجوّاً، حاصدة أكثر من 36000 ضحية أغلبيتهم من النساء والأطفال.
في المستجدّات، ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 36550 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، وفق ما أفادت وزارة الصحة التابعة لـ"حماس" الثلاثاء.
وقالت الوزارة في بيان: "وصل للمستشفيات 71 شهيداً و182 إصابة" خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة حتى صباح الثلاثاء، مشيرةً إلى أن إجمالي عدد المصابين بلغ 82959 منذ بدء المعارك.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أنّه تم "انتشال فجر اليوم جثامين 3 شهداء قضوا في استهداف طائرات حربية إسرائيلية منزلاً بحي الدرج شرق مدينة غزة".
وأفادت مصادر محلية باستهداف غارات إسرائيلية الأحياء الجنوبية من مدينة غزة تزامناً مع قصف مدفعي كثيف.
وشنّت الطائرات الإسرائيلية غارات عنيفة على حي الصبرة والزيتون بمدينة غزة، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين بينهم أطفال ونساء.
وفق "وفا"، "أطلقت طائرات كواد كابتر النار في محيط مستشفى العودة بمخيم النصيرات، بينما استهدفت المدفعية الاسرائيلية محور نتساريم جنوب مدينة غزة".
وتابعت: "استشهد 3 مواطنين وجرح آخرون بقصف صاروخي من طائرة حربية إسرائيلية استهدف منزلاً لعائلة غانم في بلوك 10 بمخيم البريج وسط قطاع غزة، نقلوا الى مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع".
قصف الجيش الإسرائيلي ليلاً 4 أبراج سكنية في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأصيب 5 فلسطينيين إثر إطلاق نار من مسيرة إسرائيلية على منطقة ميراج شمالي مدينة رفح.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف 65 موقعًا بالضربات الجوية والمدفعية وخاض قتالاً بريًا مع مقاتلي "حماس" وفصائل أخرى.
وقال مراسلو وكالة "فرانس برس" وشهود إن القصف والغارات استهدفت ليلاً مدينة غزة ومنطقة رفح. وقال جهاز الدفاع المدني في غزة إنه تم انتشال أربع جثث من منزل تعرض للقصف في مخيم البريج في الوسط، وثلاث أخرى من تحت أنقاض مبنى مدمر في مدينة غزة. وفي دير البلح، في الوسط، قُتل ثمانية من رجال الشرطة، بحسب المكتب الصحافي لـ"حماس".
وبعد قرابة شهر على بدء الهجوم البري على رفح في جنوب القطاع، وهو ما قالت إسرائيل إنه المرحلة الأخيرة من الحرب، استهدفت الغارات الجوية اليوم الثلاثاء شرق المدينة ووسطها بحسب شهود ومسؤول محلي. وأفاد أحد الشهود بإطلاق نيران المدفعية على خان يونس التي دمرها الجيش الإسرائيلي، على بعد بضعة كيلومترات من رفح.
سيطرت إسرائيل منذ دخولها رفح في 7 أيار (مايو) على مواقع استراتيجية، مثل معبر رفح ومحور فيلادلفيا الحدودي. لكن القتال استؤنف في عدة قطاعات من شمال قطاع غزة ووسط كان أكد الجيش سابقا سيطرته عليها.
"أكثر من كارثي"
من جهته، أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك اليوم تأييده لمقترح بايدن وقال إن "أي مبادرة تؤدي إلى وقف لإطلاق النار يفضي إلى إنهاء ما يحدث الآن هي بالطبع موضع ترحيب". وعن الوضع في غزة قال "لم نعد نعرف حتى كيف نصفه. إنه أكثر من هش. إنه أكثر من كارثي".
وقال إن الأسس والمعايير المتعلقة بإدارة الحرب "تُنتهك بوحشية" و"لا أمان داخل غزة وهو وضع مأسوي للغاية".
كذلك، حث مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط تور وينسلاند على قبول مقترح الهدنة وكتب على موقع إكس قائلاً إنه "لا يوجد بديل، وأي تأخير، يكلف كل يوم ببساطة المزيد من الأرواح".
مرحاض لكل 4 آلاف نازح
قبل هجومها على رفح، أجبرت القوات الإسرائيلية مليون شخص على النزوح شمالا إلى المواصي حيث أعلنت إقامة "منطقة إنسانية". لكن منظمة "أوكسفام" الخيرية تحدثت اليوم عن أوضاع "مروِّعة".
وقالت في بيان إن "الظروف المعيشية مروعة لدرجة أنه لا يوجد في المواصي سوى 121 مرحاضا لكل 500 ألف شخص - ما يعني أنه يتعين على كل 4130 شخصًا أن يتشاركوا مرحاضا واحدا".
ونقلت "أوكسفام" عن ميرا وهي موظفة في المنظمة موجودة في المواصي بعدما اضطرت للنزوح سبع مرات قولها إن "الوضع غير إنساني. الظروف لا تطاق، لا توجد مياه نظيفة، ويضطر الناس إلى استخدام مياه البحر".
وقالت "أوكسفام" في التقرير الذي جاء بعنوان "خطر المجاعة يزداد بينما تجعل إسرائيل المساعدات إلى غزة مستحيلة" إنه في حين أن "1.7 مليون نسمة" يتركزون حاليا في "أقل من خُمس قطاع غزة"، فإن "القصف الجوي والبري المتواصل الذي تنفذه إسرائيل والعرقلة المتعمدة للاستجابة الإنسانية يجعلان عملياً وصول المنظمات الإنسانية إلى المدنيين المحاصرين والجائعين مستحيلاً".
"يزداد سوءاً"
إلى ذلك، لفت مسؤول في الأمم المتحدة إلى أن الوضع في غزة "يزداد سوءاً ولم تعد هناك مستشفيات عاملة في رفح".
وأعلن رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلّة أندريا دي دومينيكو، في مؤتمر صحافي أمس الإثنين، إرسال فرق طبية إلى المنطقة من جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أن هؤلاء الأطباء لم يتمكّنوا من العثور على مكان لعلاج المصابين، واصفاً الأمر بـ"المفجع".
وأضاف "لكي أكون صادقاً، أعتقد أنه لا توجد بعثة أخرى للأمم المتحدة يمكنها مواصلة أنشطتها في ظل هذه الظروف غير غزة".
من جهّهته، رأى منسّق الأمم المتحدة لعملية سلام الشرق الأوسط أن "الحاجة ملحة لتحرّك عاجل لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة".
وأضاف: "اقتراح بايدن كان جدّياً وأحث كل الأطراف على التوصّل لاتفاق فوري لتحقيق وقف إطلاق النار وإعادة الأسرى".
بدورها، لفتت "الأونروا" إلى أن ندرة الوقود في غزة تسبّبت في إغلاق محطّات تحلية المياه وليس لدى الناس ما يكفي من الماء"، يوقالت: "يجب على السلطات الإسرائيلية توفير إمكانية الوصول إلى المياه في قطاع غزة".