نشرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية تقريراً عن اكتشاف علماء آثار رسماً "مثيراً للاهتمام" تركه حجاج مسيحيون قبل 1500 سنة مضت على ميناء في غزة خلال سفرهم إلى مواقع أخرى في فلسطين.
تصور الرسومات التي يُعتقد أن عمرها حوالي 1500 عام سفينة ذات ساريتين من دون شراع مع علم صغير يرفرف في الجزء العلوي منها. ورغم أن السفينة هي رمز قديم للمسيحية، إلا أن علماء الآثار يعتقدون أنها تصوير حقيقي للسفينة التي كان الحجاج يسافرون على متنها.
وقد اكتشفت هيئة الآثار الإسرائيلية نقوشاً في كنيسة قديمة في رهط، حيث يجري علماء الآثار حفريات منذ عام 2019، ويُعتقد أن المسيحيين الذين سافروا إلى "الأرض المقدسة" توقفوا أولاً في غزة في طريقهم إلى القدس وبيت لحم والأديرة الأخرى في تلال صحراء النقب.
وذكر علماء الآثار أن موقع الكنيسة الذي اكتشفت فيه الرسومات يقع على مقربة من الطريق الروماني القديم المؤدي من ميناء غزة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى بئر السبع.
وذكرت الهيئة في منشور على "فايسبوك" أن هذا هو الطريق الأكثر احتمالاً الذي كان الحجاج يسلكونه للوصول إلى الأماكن المقدسة في فلسطين.
وقال الفريق المشارك في الحفريات: "من المنطقي أن تكون محطتهم الأولى بعد نزولهم من السفن في ميناء غزة هي هذه الكنيسة بالذات التي كشفنا عنها في حفرياتنا جنوب رهط، ويقع هذا الموقع على بعد نصف يوم فقط سيراً على الأقدام من الميناء".
وتعود الكنيسة التي تضم الرسومات إلى الحقبة البيزنطية التي كانت بداية العصور الوسطى، الأمر الذي دفع الباحثين إلى الاعتقاد أن العمل الفني يعود إلى تلك الفترة الزمنية.
وقال القائمون على الحفريات: "هذه تحية من الحجاج المسيحيين القادمين على متن سفينة إلى ميناء غزة والذين كانوا يزورون الكنيسة ويتركون بصماتهم على شكل رسومات سفن على جدرانها. إن السفينة هي بالفعل رمز مسيحي قديم، ولكن في هذه الحالة هي على ما يبدو تصوير بياني حقيقي للسفن التي سافر فيها الحجاج إلى الأرض المقدسة".
ونقلت "دايلي ميل" عن البروفسورة ديبورا سفيكل من قسم الحضارات البحرية في جامعة حيفا أن "الفنان كان يحاول القيام برسم ثلاثي الأبعاد، وقد تكون الخطوط التي تحتها تصور الطريق الذي ضربته المجاديف في الماء. وفي كنيسة القيامة في القدس سفن أو صلبان تركها الحجاج المسيحيون كشاهد على زيارتهم".
ويشير الرسم الثاني وفقاً للهيئة إلى أن الفنان كان على دراية بالحياة البحرية، لأن الصاري الأمامي يميل نحو مقدمة السفينة وليس فيه شراع، وهو ما يعرف بالأرتيمون الذي كان يستخدم للمساعدة في توجيه السفينة.
كنيسة ريحاط القديمة القرب من صحراء النقب بجوار الطريق الرئيسي الذي كان يسلكه الحجاج
وقال مدير الهيئة إيلي إسكوسيدو: "هذا الاكتشاف المدهش والمثير للاهتمام لرسومات السفن في كنيسة في شمال النقب تعود إلى العصر البيزنطي يفتح لنا نافذة على عالم الحجاج المسيحيين الذين زاروا الأراضي المقدسة قبل 1500 عام"، وهذا الاكتشاف "يوفر أدلة مباشرة حول السفن التي سافروا بها والعالم البحري في ذلك الوقت".