النهار

"اليونيسف" لـ"النّهار العربي": الآلاف من أطفال غزّة قد يموتون بسبب تعطّل الخدمات
ديانا سكيني
المصدر: النهار العربي
يدفع أطفال غزة الفاتورة الأكبر من حيواتهم وبراءتهم مع الحرب المستمرة التي لا يبدو حتى الساعة أن توقفها بات قريب المنال، أو أن مساعي دول الوساطة بين اسرائيل و"حماس" اقتربت من خواتيم إقناع الطرفين باقتراح وقف إطلاق النار.
"اليونيسف" لـ"النّهار العربي": الآلاف من أطفال غزّة قد يموتون بسبب تعطّل الخدمات
مسعف من اليونيسف يجلي طفلة من مستشفى كمال عدوان في غزة.
A+   A-

يدفع أطفال غزة الفاتورة الأكبر من حيواتهم وبراءتهم مع الحرب المستمرة التي لا يبدو حتى الساعة أن توقفها بات قريب المنال، أو أن مساعي دول الوساطة بين إسرائيل و"حماس" اقتربت من خواتيم إقناع الطرفين باقتراح وقف إطلاق النار.

وبعد ما يقرب من ثمانية أشهر من الرعب في قطاع غزة، تستمر الأوضاع في التدهور، مع مقتل أكثر من 36,000 شخص بينهم 14,000 طفل، ما جعل غزة مقبرة للأطفال، وفق توصيفات أممية.

ويروي عمار عمار، المدير الإقليمي للمناصرة والإعلام في مكتب اليونيسف للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن المناطق التي يضطر الناس للفرار إليها، المواصي ودير البلح وخان يونس، تفتقر إلى كل ما يحتاجه الطفل، وأهمها الأمان. فمعظم النازحين، والعديد منهم أطفال، موجودون في المواصي، وهي شريط ساحلي ضيّق يفتقر إلى البنية التحتية الأساسية، مثل المراحيض والمياه الجارية، اللازمة لاستمرار الحياة. ويعيش الأطفال في خيام أو مبانٍ متضررة، تحت حرارة حارقة، مع تراكم القمامة وتعطّل نظام الصرف الصحي والقليل من الوصول، إن وجد، إلى مياه الشرب الآمنة.

ويقول عمار في حديث لـ"النهار العربي" إن "كل هذه الأمور تشكّل تهديداً قاتلاً للأطفال وخطراً وشيكاً على حياتهم بسبب زيادة انتشار الأمراض وسوء التغذية، في حين أن الخدمات الصحية قد انهارت، وتلك التي تعمل جزئياً تقدم خدمات صحية أساسية للمصابين جراء القصف".

وانخفض الوصول إلى الخدمات الأساسية انخفاضاً أكبر في قطاع غزة مع استمرار عمليات النزوح وصدور أوامر إجلاء إضافية، وتكثيف العمليات العسكرية. ووفق عمار، أُبلغ عن نزوح ما يقرب من مليون شخص من رفح، بمن فيهم ما لا يقل عن 500,000 طفل، العديد منهم نزحوا مرات عدة. ومع استمرار العائلات في النزوح، تبقى "المناطق الإنسانية" المخصصة للنازحين غير آمنة.
 
 
"لا يمكنهم مواصلة العلاج"
ويورد عمار أن "ثلاثة من بين كل أربعة أطفال كانوا يتلقون العلاج من سوء التغذية الحاد المعتدل والشديد في جنوب قطاع غزة لا يمكنهم مواصلة العلاج بسبب الوضع المروع على الأرض".

وأوردت اليونيسف أن ما يقرب من 3,500 طفل كانوا يتلقون العلاج من سوء التغذية الحاد المعتدل والشديد كمرضى خارجيين في مستشفيات ومراكز صحية في رفح.

ويحذر عمار من خطر أن يعاني المزيد من الأطفال سوء التغذية، بسبب نقص الوصول إلى الغذاء وعلاجات التغذية. ومن المقلق أن خطر زيادة حالات سوء التغذية وتفاقمها يأتي في الوقت نفسه الذي تنهار فيه الخدمات، علماً أن 2 من بين 3 مراكز لاستقبال أطفال يعانون سوء التغذية الشديد تعمل، وخطط فتح مراكز جديدة، تأجلت.

ويقول: "يمكن أن يموت آلاف الأطفال الآخرين بسبب نقص الخدمات الأساسية واستمرار تعطّل المساعدات الإنسانية. ونحن بحاجة إلى أن تبقى المستشفيات والملاجئ والأسواق وأنظمة المياه المتبقية في غزة تعمل. وبدونها، سترتفع معدلات الجوع والأمراض، ما يؤدي إلى وفاة المزيد من الأطفال".

وعن آلية عمل اليونيسف على الأرض وتمكنها من إيصال المساعدات، يشدّد على أن "لدى اليونيسف المزيد من الإمدادات المجهزة للوصول إلى القطاع الأسبوع المقبل، إذا سمح الوصول"، منبّهاً إلى أن "بيئة العمل للمنظمات الإنسانية لا تزال خطيرة للغاية ومقيّدة بسبب العمليات العسكرية المستمرة والقيود المفروضة للوصول إلى الأشخاص بالمساعدات المنقذة للحياة. فقد دخلت 2700 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة في أيار (مايو)، مقارنة بـ5600 في نيسان (أبريل)".

تحديات متزايدة
وتفاقم قدرة اليونيسف المحدودة على تقديم المساعدات الإنسانية التحديات المتزايدة المتعلقة بوصول المساعدات ودخولها، بما في ذلك نقص الوقود المستمر الذي يعيق تشغيل المرافق، إضافة إلى غياب التدفقات النقدية والخدمات المصرفية، ما يشكّل تحديات كبيرة لليونيسف وشركائها من المنظمات غير الحكومية وجميع المنظمات الإنسانية.
 
ويطالب عمار بضمانات لتمكين العمليات الإنسانية من جمع المساعدات وتوزيعها بأمان على الأطفال وعائلاتهم، فـ"نحن بحاجة إلى ظروف عمل أفضل على الأرض، مع مزيد من الأمان وقيود أقل. ولكن في النهاية، المطلوب هو وقف إطلاق النار، ليس فقط لهذه الجهود الإنسانية، بل قبل كل شيء من أجل أطفال غزة".
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium