النهار

إسرائيل تعارض الاقتراح الأميركي في مجلس الأمن بشأن غزة... ومصر تتلقى إشارات إيجابية من "حماس"
المصدر: النهار العربي، وكالات
أكد مصدران أمنيان مصريان أن المحادثات التي يشارك فيها وسطاء قطريون ومصريون وأميركيون لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة مستمرة اليوم الخميس.
إسرائيل تعارض الاقتراح الأميركي في مجلس الأمن بشأن غزة... ومصر تتلقى إشارات إيجابية من "حماس"
مخيم المغازي (أ ف ب).
A+   A-
تلقت مصر "إشارات إيجابية" من حركة "حماس" بخصوص اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل في الحرب الدائرة بينهما بقطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر)، على ما ذكرت قناة "القاهرة" الإخبارية المصرية.

وقال مسؤول مصري رفيع المستوى، بحسب ما نقلت القناة المقربة من السلطات، إنَّ "مصر تلقت إشارات إيجابية من حركة "حماس" تشير إلى تطلعها لوقف إطلاق النار".

وأشار المسؤول إلى أن "حماس ستقدم ردها بشأن مقترح الهدنة خلال الأيام القادمة"، مشدداً على أن قادة حماس "يدرسون بجدية وإيجابية مقترح الهدنة".

وأضاف أنه تم توجيه "دعوة مصرية لقيادات "حماس" لزيارة القاهرة ومناقشة كافة التفصيلات المتعلقة بالأوضاع الحالية".

من جهته، استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري الخميس المستشار الخاص للبيت الأبيض للشرق الأوسط بريت ماكغورك وتباحثا في مقترح الهدنة.

وأكد الجانبان، بحسب بيان للخارجية المصرية، "أهمية قيام إسرائيل وحماس بإتمام الإتفاق في أسرع وقت، واتخاذ خطوات جادة وحقيقية تضمن التوصل لوقف إطلاق النار في كامل القطاع".
 
وتأتي هذه "الإشارات" في ما تواصل الولايات المتحدة ومصر وقطر التي تتولى دور الوساطة، جهودها سعياً لإقناع طرفي النزاع بالتوصل إلى وقف إطلاق النار، بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن مقترحاً قدمه على أنه خطة إسرائيلية.
 
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية اليوم إن حركة "حماس" لم تسلم بعد ردها على اقتراح وقف إطلاق النار الأخير للوسطاء، وما زالت تدرسه، مضيفا أن جهود الوساطة القطرية ومصر والولايات المتحدة لا تزال مستمرة.
 
في هذا الصدد، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيل بعثت رسالة للوسطاء مفادها أنها تتوقع الحصول على رد "حماس" على الصفقة بحلول السبت.

والخميس حضّ بايدن و16 من أبرز قادة العالم، بعضهم من أوروبا وأميركا اللاتينية، حركة "حماس" على قبول المقترح المعروض بهذا الشأن.
 
أسامة حمدان
 
اقتراح بايدن "مجرد كلمات"
إلى ذلك، اعتبر القيادي في "حماس" أسامة حمدان اليوم الخميس، أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي اقترحه الرئيس الأميركي جو بايدن هو مجرّد "كلمات"، مشيرا إلى أن الحركة لم تحصل على أي التزامات مكتوبة تتعلّق بهدنة.

عرض بايدن الأسبوع الماضي ما قال إنه اقتراح إسرائيلي على ثلاث مراحل يفضي إلى وضع حد للنزاع والإفراج عن الرهائن وإعادة إعمار القطاع من دون أي وجود لحماس في السلطة.

لكن أسامة حمدان، المقيم في بيروت، قال لـ"فرانس برس": "ليس هناك مقترح، بل هي كلمات قالها بايدن في خطاب. وحتى اللحظة لم يقدم الأميركيون شيئاً موثقا أو مكتوبا يلتزمون من خلاله بما قاله بايدن في خطابه".

وأشار إلى أن بايدن حاول "التغطية على الرفض الإسرائيلي" لاتفاق عُرض سابقا في أيار (مايو) وافقت عليه "حماس".

وأشار إلى أن "حماس" مستعدة للقبول بأي اتفاق يحقق مطالب الحركة الأساسية المتمثلة بوقف إطلاق النار في غزة والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من القطاع.

وبعد كشف بايدن النقاب عن الخطة، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى أنها "غير مكتملة".
 
 
محاولة من الوسطاء...
في السياق، أكد مصدران أمنيان مصريان أن المحادثات التي يشارك فيها وسطاء قطريون ومصريون وأميركيون لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة مستمرة اليوم، لكن لم تظهر أي إشارات على إحراز تقدم كبير.

وبدأت جولة جديدة من المحادثات أمس الأربعاء عندما التقى مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز بمسؤولين كبار من قطر ومصر في الدوحة لمناقشة الاقتراح الذي أيده بايدن علنا الأسبوع الماضي. ووصف بايدن الخطة المكونة من ثلاث مراحل بأنها مبادرة إسرائيلية.

وقال المصدران المصريان إنَّ المحادثات في قطر تستهدف التوصل إلى صيغة مقبولة من جانب "حماس" في ما يتعلق بضمانات بأن يفضي الاتفاق إلى وقف كامل للأعمال القتالية في غزة وانسحاب إسرائيل من القطاع.

وأضافت المصادر أن "حماس" أعربت عن تخوفها من بعض بنود الاقتراح، خاصة في إطار المرحلة الثانية.

وبحسب البنود الرئيسية للاتفاق التي نشرها البيت الأبيض، تتضمن المرحلة الثانية وقفاً دائماً للأعمال القتالية وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وأوضح المصدران أن الوسطاء القطريين والمصريين أجروا مقابلات منفصلة مع مسؤولين من حماس ومسؤولين أميركيين في الدوحة، وأنه لا توجد مؤشرات على قُرب التوصل إلى اتفاق.
 
الاقتراح في مجلس الأمن...
في السياق، أفاد موقع "أكسيوس" بأن واشنطن أرسلت مسودة الاقتراح الأميركي حول غزة إلى مجلس الأمن، في ما ذكرت القناة 12 العبرية لاحقاً أن "إسرائيل تعارض ذلك الاقتراح".
 
وأِشار إلى أن "المرحلة الأولى من الاقتراح تضمن تحرير النساء والكبار من الأسرى الاسرائيلين"، مضيفاً أن "المرحلة الأولى تضمن أيضاً وقفاً كاملاً لاطلاق النار في غزة".

ويجري مسؤولون قطريون ومصريون وأميركيون منذ أشهر مفاوضات تهدف للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ومحتجزين فلسطينيين في سجون إسرائيل.
 
وقال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية أمس الأربعاء: "الحركة وفصائل المقاومة سوف تتعامل بجدية وإيجابية مع أي اتفاق على أساس وقف العدوان بشكل شامل والانسحاب الكامل والتبادل للأسرى".

وترفض إسرائيل وقف القتال أثناء خلال المحادثات وشنت هجوما جديدا على وسط غزة.
 
 
"غير مقبولة"...
وقال سامي أبو زهري القيادي في حماس لـ"رويترز" اليوم الخميس: "نحن رحبنا بما ورد على لسان بايدن بخصوص وقف العدوان والانسحاب الإسرائيلي إلا أن الورقة التي يعتمد عليها المشروع الأميركي، وهي الورقة الإسرائيلية، ليس فيها أي إشارة إلى وقف العدوان والانسحاب".

وأضاف: "المقترح الإسرائيلي يتحدث عن مفاوضات مفتوحة بلا سقف وعن مرحلة يستعيد فيها الاحتلال أسراه ثم يستمر في الحرب. لقد أخبرنا الوسطاء أن هذه الورقة غير مقبولة".

وذكر أبو زهري أن "حماس" ملتزمة بمقترحها الذي قدمته في الخامس من أيار (مايو) والقائم على وقف القتال والانسحاب الإسرائيلي واتفاق تبادل الرهائن بالسجناء الفلسطينيين ورفع الحصار عن القطاع.

واندلعت الحرب بعد أن شنت "حماس" هجوماً على إسرائيل في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إنَّ أكثر من 36 ألف شخص قتلوا حتى الآن في الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع منذ ذلك الحين، وإنَّ هناك مخاوف من وجود آلاف آخرين تحت الأنقاض.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium