قُتل عدد من الفلسطينيين وأصيب آخرون بجروح مختلفة، اليوم الإثنين، في حرب الجيش الاسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة، التي تدخل يومها الـ248.
وأعلنت وزارة الصحّة في غزة في بيان أن أكثر من 37124 فلسطينياً قتلوا وأصيب 84712 في الهجوم الإسرائيلي.
وأضافت الوزارة أن عدد القتلى خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بلغ نحو 40، فضلاً عن 218 مصاباً.
ضربات وضحايا
وأفادت مصادر طبية لوكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، بمقتل عدد من الفلسطينيين، وإصابة آخرين بجروح مختلفة، جراء قصف مدفعي على مناطق عريبة، وخربة العدس، والحشاش شمال مدينة رفح، جنوب قطاع غزة. وشهدت منطقة عريبة شمال مدينة رفح قصفاً مدفعياً عنيفاً.
وقُتل فلسطينيان وأصيب آخرون بجروح مختلفة، جراء قصف طائرات الجيش الإسرائيلي منزلاً في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وشنّت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارات جوية على مدينة دير البلح وسط القطاع، ومنطقة أبو العجين، تزامناً مع قصف مدفعي شرق المدينة.
وأطلقت الزوارق الحربية الاسرائيلية عشرات القذائف صوب شاطئ مدينة غزة، في ما فتحت مدفعيتها النار تجاه منازل الفلسطينيين في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة، وحي الزيتون، جنوب شرق المدينة.
ولفت سكّان فلسطينيون إلى أن دبّابات إسرائيلية حاولت التوغّل باتجاه شمال مدينة رفح في الساعات الأولى من صباح اليوم بمحاذاة الشابورة. وهذا الحي هو من أكثر أحياء المدينة كثافة سكانية ويعتقد أن به معاقل لـ"حماس" في عمق المدينة.
وسيطرت إسرائيل على كامل الحدود البرية للقطاع الفلسطيني الشهر الماضي، بما في ذلك معبر رفح بين قطاع غزة ومصر وصولاً للساحل على البحر المتوسط، وداهمت أحياء عدّة في رفح ما دفع نحو مليون نازح إلى الفرار من المدينة التي كانوا يلوذون بها إلى أماكن أخرى.
"حماس"
وفي سياق المفاوضات، حضّ القيادي الكبير بحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) سامي أبو زهري الولايات المتحدة على الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة، مع زيارة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة لدفع مساعي وقف إطلاق النار.
ويزور بلينكن مصر وإسرائيل اليوم الإثنين بهدف منع توسع نطاق الحرب إلى لبنان أيضاً.
وقال أبو زهري رئيس الدائرة السياسية في "حماس" في الخارج: "نطالب الإدارة الأميركية بالضغط على الاحتلال لوقف الحرب على غزة، وحركة "حماس" مستعدة للتعامل بشكل إيجابي مع أي مبادرة تضمن إنهاء الحرب".
كما تشمل جولة بلينكن في المنطقة هذا الأسبوع توجهه إلى الأردن وقطر.
وتأتي جولة بلينكن بعد أن طرح الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 أيار (مايو) الخطوط العريضة لاقتراح من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار من إسرائيل يشمل وقف الأعمال القتالية وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل سجناء فلسطينيين وإعادة إعمار قطاع غزة.
عمليّات "القسّام"
بدورها، قالت "كتائب القسام" إنّها أوقعت قوّة إسرائيلية بين قتيل وجريح في تفجير منزل مفخّخ تحصّنت داخله بمخيم الشابورة في رفح.
"دمار كبير"
في السياق، ذكر المتحدّث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" جوناثان فاولر أن مستوى الدمار على قطاع غزة كبير جدّاً، ويحتاج أكثر من 20 عاماً لمحوه وإعادة الإعمار.
وأضاف أن إعادة الإعمار ستكون مهمّة ضخمة للغاية، لاسيما عند إعادة بناء نظام التعليم، واستقبال الأطفال وضمان عودتهم إلى المدارس، وإعادة بناء العيادات المتضررة.
وأرجع صعوبة عملية الإعمار في غزة إلى مستوى الدمار الكبير جدّاً؛ تلال وأكوام من الأنقاض والحطام، فضلا عن الناس الذين يعيشون بين الأنقاض، والأماكن المليئة بالقنابل والذخائر غير المنفجرة.
وأوضح، في مقابلة مع "الأناضول"، أن "الأونروا" دفعت ثمناً غير عادي جراء الحرب، وفقدت 192 من موظفيها منذ السابع من تشرين الأول، وهو رقم لم تشهده منذ إنشاء الأمم المتحدة عام 1945.
وأشار إلى أن نحو 170 من منشآت الوكالة في قطاع غزة تعرّضت للقصف، ولحقت بها أضرار بدرجات متفاوتة.
ولفت إلى أن أكثر المنشآت تضرّراً هي المدارس بسبب توقّف التعليم منذ بداية الحرب وتحوّلها إلى ملاجئ طوارئ للمواطنين، الذي نزحوا إليها بحثاً عن مكان آمن تحت حماية علم الأمم المتحدة.
وأكّد أن "الأونروا" ستواصل العمل في غزة، رغم الدعوات الإسرائيلية لاستبدالها بوكالات أممية أخرى، وقال: "نحن مكلّفون من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولدينا مهمة محددة للغاية".